ملحم أبو شديد: أشتاق للراحل ملحم بركات.. ونجاحي مع وائل كفوري مستمر
نال جائزتين من الموركس دور كأفضل ملحِّن لعام 2007 وأفضل أغنية في الـ2009 زوجته النجمة باسكال مشعلاني أوّل من ألهمه التلحين..
والكثير من خبايا الفن والفنانين ضمن هذا اللقاء المشوِّق مع المايسترو ملحم أبو شديد: سنوات من النجاح حصدها الملحن والموزع ملحم أبو شديد منذ صغر سنه، فهو قائد أوركسترا مذ بلغ الـ16 ورافق أهم النجوم اللبنانيين على أهم مسارح العالم، حتى بلغ عدد جولاته المئات. رحلة فنية إلى أميركا أبقته هناك ست سنوات صقل خلالها موهبته بدراسة الموسيقى، إلى جانب عمله كقائد أوكسترا هناك، حيث رافق معظم الفنانين العرب. ملحم أبو شديد، صاحب الوجه الطفولي، والفاهم بمهنته، والذي يحاول باستمرار إثبات تجدده مع كل أغنية له، نجاحاته كثيرة مع كبار الفنانين مثل باسكال مشعلاني، وائل كفوري، نجوى كرم، وائل جسار، وليد توفيق، عاصي الحلاني، مادونا،غسان صليبا، (نجم برنامج سوبر ستار) مروان علي، ألين خلف وغيرهم. وها هو أبو شديد يحصد نجاحاً جديداً وغير عادي مع النجم وائل كفوري، في أغنيتين جديدتين، وهما (كِذَّابين) و(طريق الفلّي)، إلى جانب (هلق تا فِقتي) التي صدرت قبل الألبوم، كذلك مع النجمة باسكال مشعلاني في ألبومها الجديد (حبي مش حكي 2017) وأغنية جديدة مع النجمة نجوى كرم بعنوان (حبيبي مين). خبرته على المسرح، وفي التوزيع لأكثر من 27 سنة، استحدث عليهما التلحين منذ العام 2006، وبرع كالعادة. نال عدة جوائز في مشواره بالتلحين، منها جائزتين في حفل الموركس دور كأفضل ملحن لعام 2007 وأفضل أغنية لعام 2009. بالإضافة إلى جوائز عدة في قيادة الأوركسترا على مختلف المسارح العربية.
مع الملحن والموزع الموسيقي وقائد الأوركسترا ملحم أبو شديد كان لنا هذا الحوار: *هل تكلمنا قليلاً عن بدايتك في التوزيع وقيادة الفِرَق الموسيقية، قبل الخوض في نجاحك الجديد؟
- كنتُ هاوٍ للموسيقى منذ صغري وخصوصاً العزف على الأورغ/keyboard، فدرست الموسيقى بسن الـ12 حتى صار باستطاعتي قراءة النوطات وكتابتها في سن الـ14، ثم درست البيانو في جامعة الروح القدس في الكسليك لأربع سنوات، وفي الـ16 كانت أول قيادة لفرقة موسيقية لي على المسرح. * رافقتَ الكبار في لبنان والخارج من خلال قيادتك لفرقتك الموسيقية.
- نعم.. ومنهم سعاد محمد، نهاد فتوح، ملحم بركات، باسكال مشعلاني، طوني حنا، سمير حنا، منى مرعشلي، وليد توفيق، راغب علامة، ربيع الخولي وغيرهم. * ومتى أنشأت أول استديو خاص بك؟
- منذ 22 سنة، وها أنا بعد 27 سنة من الخبرة في العزف والتوزيع وبعدها التلحين.
سافر إلى أميركا بهدف الدراسة الموسيقية، وأعاده ملحم بركات إلى لبنان بعد ست سنوات..
* كنتَ قائد أوركسترا منذ طفولتك، ونلتَ شهرة في هذا الوسط، ثم اخترت الذهاب إلى أميركا واستكمال دراستك الموسيقية هناك، لماذا؟
- سافرت لأدرس التلحين والتوزيع الموسيقي، وقد درست هناك في جامعة State University San Francisco، وكنت أعمل كمايسترو في نفس الوقت مع نجوم من لبنان ونجوم في عالم الإغتراب منهم الفنان العراقي سعدون جابر والنجم كاظم الساهر، ثم التقيت الموسيقار ملحم بركات في إحدى الحفلات وشجعني على العودة إلى لبنان والعمل معه لقيادة فرقته الموسيقية. * ولماذا تركت العمل كـَ مايسترو، هل التلحين هو السبب؟
- لم أترك، أنا موجود على كل المسارح الكبيرة أرافق فيها النجمة باسكال مشعلاني في تونس، المغرب والجزائر ولكني متفرغ للتلحين أكثر. * بالعودة إلى نجاحك في ألبوم (W.) لـ وائل كفوري، هل أرسلت لي أغنية (كذابين) لِتُنْسيني نقد (طريق الفلة) واللتين دون شك، هما رائعتين يغنيهما الكفوري في ألبومه الجديد؟
- (يضحك) لا.. فقط أردتُكِ أن تسمعيها لأنها فعلاً رائعة. * هل وائل من النجوم الذين يدققون ويتابعون عملهم الفني؟
- نعم، هذا الرجل يسهر على عمله. يحفظ صوته جيداً. يدقق بالعمل كثيراً، ويخاف عليه. فهو يتابع كل صغيرة وكبيرة، ويبقى على الميكس، وإن أخطأ في مكان ما "بيزعل وبيعصِّب". * ما يميز صوت وائل برأيك؟
- ما سأقوله جديد بالنسبة للناس. عدا عن أنه يصل إلى طبقات عالية جداً مع إحساس عالٍ، فوائل فعلياً يملك بعض أدوات الزينة في صوته، مثل "العفأة" والجرحات المميزة وأخذ النفس قبل الحروف "يمكن يعمل مشكلة إذا حدا بيشيلن من التسجيل" ونحن نحرص على إبرازها. هذه الأمور مميزة جداً، حتى إنه يحب كل شيء عفوي وليس على المسطرة والقلم بصوته وفي الأغنية ككل. فهو عندما يغني يسكن الأغنية وتشعرين بأنه امتلكها وصار جزءاً منه بعيداً عن روح الملحن. * كنا تكلمنا عن موضوع أغنية (طريق الفلة) ذات الطابع الحزين، إلا أن الموسيقى فَرِحَة، لماذا؟
- هذا ما ميزها عن غيرها، وإلا لكانت أغنية رومانسية عادية، لا جديد فيها. لقد أحسستُ أن وائل كان سابحاً وهو يغنيها، وأحبها جداً، حتى صولو الناي طلب استبداله ليكمل بها كلها فرِحة. فهو يمتلك حساً عالياً من الذوق، كذلك يريدها تليق بالمسرح. وهذا ما كان يحصل مع الراحل عبد الحليم حافظ، حيث كانت كل موسيقى أغنياته راقصة، رغم حزن مواضيعها. * ما زلنا نتكلم عن أغنية (طريق الفلّة) وقد لفتتني جداً طريقة توزيع أدوار الآلات، حيث استمعت لأداء كل واحدة لدورها ونوطاتها على حدى، رغم أنها تعزف مجتمعة.
- أود شرح الفرق بين توزيع الآلات والتوزيع الموسيقي وهو ما يتطلب دراسة. الأخير معناه الـharmony وكيفية خلق أجواء الأغنية، وتوزيع وتركيب الكوردات والـbase وغيرها، أما توزيع الآلات الذي تتكلمين عنه، فهو الأصعب، إذ إنك تتعاملين مع مهندس الصوت ومع عدد كبير من التراكات التي ترافق اللحن وصوت وائل، كذلك يجب أن يتناغم مع التوزيع الموسيقي الصحيح وتوزيع أدوار الآلات والميكساج. * حاولتُ تشريح هذه الأغنية ووجدتها صعبة التلحين، من ناحية تقطيع الكلام، فهل كانت كذلك بالنسبة لك؟
- أبداً، لم أجد أي صعوبة في تلحين الأغنية، لأن منير عندما يعطيني الكلام، يكون جاهزاً للتلحين، وطموحي في التلحين أوسع وأكبر دائماً لناحية اختيار مواضيع وتقاطيع كلام مختلفة وجديدة. * إلمامك بكل هذه الأمور، هو ما يجعلك تعطي اللحن حقه؟
- بالطبع. لكن أيضاً لمهندس الصوت جوزف كرم حصة بنجاح العمل ككل، وأشكره، إذ نتحكم سوياً بخفض صوت أي آلة قد تزعج المطرب، أو رفع صوت الآلة التي تظهر جمالية اللحن والميكساج. * لكني واثقة من ذلك، إذ أراك تركت بعض الأخطاء تمر، وهما اثنان خفيفان، وخطأ ظاهر تماماً. ففي كل خطأ هناك زيادة لحرف العلة (الألف) في غير مكانه خلال غناء وائل. إنهما (تنزلّي والرجعة والفلي)، ففي الأولى والأخيرة تمت زيادة الألف بزمن صوتي واحد، وعلى الشكل التالي (تنزالي والفالي)، وفي كلمة (الرجعة) تمت زيادة الألف بين حرفي الراء والجيم بصوتين كاملين، لتصبح ذات معنى مختلف للسامع.
- قال سنسمعها وأشرح لكِ. وبعد أن سمعها ابتسم وقال لي: يحق لوائل أن يعرِّب على حرف الـ (ر) إذ إن إحساسه جاء فيها صادقاً وعفوياً في كلمة (الراجعة) وأنا أحببتها. وأجبته بدوري: إذاً يحق لوائل ما لا يحق لغيره.
* هل نتكلم قليلاً عن الأغنية التاسعة من الألبوم وهي (هلق تا فقتي) والتي صدرت single قبل الألبوم؟
- (يضحك متذكراً النقد مع بعض العتب ويقول): هذه الأغنية التي انتقدتِها فور صدورها، أفضَّل أن تتركي مساحة للشاعر منير بو عسّاف ليجيب عليها، حيث يتعلّق النقد بالكلام وليس باللحن. إنما أحببتُ طريقة نقدك، حيث تضيئين على أمر لك كل الحق فيه، لكن بأسلوب محبب لا أذى فيه، وبطريقة غير جارحة. (ومن ثم دافع ملحم عن منير بشدة، نِسبةً لنجاح الأغنية ومحبة الناس لها). * بالطبع لن أؤذي أحداً بنقدي. لكن إن سكتَ الجميع عن النقد البنّاء والحقيقي، فمن يساعد على التقدم؟ وإلا سنبقى نجامل ونذهب نزولاً بمستوى الأغنية.
- هذه الأغنية كانت تابعة لأغنية (لو حبنا غلطة)، "وكانت مرجلة إقدر أعمل هالشغل". * هذا ما قلته في النقد، وسأدافع عن نفسي قليلاً، تريدني أن أمرر أخطاء، مع العلم أني لا أنتقد كثيراً، فقط عندما أحس أن هناك خطأ من شخص لا يجب أن يُخطئ، أو تقصير ما. وها أنت ترى خانة النقد ضئيلة الإنتاج في الموقع، كذلك تُعطيني الحق بالنقد الصحيح وتأخذه مني ساعة تشاء! (يضحك). سنعود لألبوم الكفوري ولك فيه 3 أغنيات، و(كذابين) اليوم صدرت وهي جميلة جداً، هي من ألحانك وتوزيعك، وكلمات منير بو عسّاف. هذا النجاح الذي تصنعونه سوياً يعتبره البعض مافيا، ما رأيك؟
- أسميها كليك، لأن المافيا لا تدع أحداً يدخل بين أعضائها، ونحن فقط متفقون مع بعضنا. وما المشكلة إن وقّع فنان مع شاعر أو ملحن عقداً، ربما لخمس سنوات على أن لا يعملوا سوى مع بعضهم؟ أنا أؤمن بالـChemistry، فطالما هناك تناغم وارتياح بالعمل مع فنان ما، أحب العمل معه. * من هو أكثر مطرب قدّم بصوته للحن ألَّفته أنت؟
- أنا مقل كثيراً بالأعمال، لأني أختار الفنانين الذين يملكون صوتاً رائعاً وإحساساً يتمم أعمالي، لذا كل من غنى من ألحاني أراه قدّم زيادة فعلية. * أرى أنك تبحث عن الشمولية السهلة في عملك، ومن بينها اختيار لحن غير معقد، لكن يحبه الناس، وأصوات جميلة ومميزة، وهذا صعب بحد ذاته.
- هذا ما أقوم به فعلاً، وأحب هذا الأسلوب فهو ناجح كما ترين.
* هل تستمع لغيرك من الملحنين، وماذا عن مستوى سوق الأغنية برأيك؟
- الساحة الغنائية متاحة للجميع. كل واحد يحق له تقديم أعماله، وأنا يحق لي اختيار من أسمعهم. ودون شك أسمع كل ما ينزل في السوق "تا شوف مستوى أعمالي وين صار". "مش مفروض قول بدي إشتغل لوحدي وما إسمع حدا، اللي بيقول هيك بيكون عم يسمع بالمخفي". وعندما يسأله مذيع عن سماعه لألبوم فلان يقول: "آه، لا ما سمعتو. وبيكون برشو وسمعو شي 100 مرة". كثيرون يفعلونها. إن لم تستمع لعمل غيرك كيف ستعرف أين أنت؟ والناس هم يقررون إلى من يستمعون، وترين ذلك من خلال أغنيات لا أنت ولا أنا نحبها، لكن الناس سعداء بها. بغض النظر عن المستوى الفني أو الكلمة واللحن والتوزيع، حتى ذلك كان يحصل أيام زمان، مثل أغنية (لا تهزي كبوش التوتة) لملحم بركات، أحبها الناس وكسّرت الأرض. * تماماً.. أمِنَ الأسهل لك أن تكون الملحن والموزع في نفس الوقت؟
- أكيد أسهل، إذ تبقى روح الأغنية كلها مترابطة ببعضها، وأعطي مثال على ذلك، أغنية (طريق الفلة) و (حبي مش حكي) على ارتباط الجمل الموسيقية الموزعة باللحن الأساس. لكن ليس لدي أي مشكلة بأن يوزعها شخص محترف غيري. * تعاطيك مع نفس الفنان لفترة طويلة، هل يلعب دوره بسهولة العمل معه؟
طبعا لا، بل أصعب. ففي كل مرة تقومين بامتحان مختلف، لتقديم ما هو جديد في اللحن والصوت. * بخبرتك كملحن هل صوت الفنان يتغير مع الزمن؟
- كلما طال الزمن، كلما تمكن الفنان بصوته وصار محترفاً أكثر، وعلى سبيل المثال، الراحلة وردة. أحببتُ أداءها في كبرها، وقالتها هي مرة: "أنا بغني بخبرتي مش بصوتي". وأعتقد أنها غنت أقل من طبقة صوتها بأربع أو خمس نوطات، لكنها تطربنا بأدائها. * هل ندخل في ألبوم باسكال مشعلاني حبي مش حكي لعام 2017 وما قدمته لها من جديد ؟
- ألبوم باسكال الأخير يتضمن 9 أغنيات، منوعة بين المصري واللبناني وقد صدر منها أغنية (راجعة)، وهي مختلفة عما قدمته سابقاً. عملنا على هذا الألبوم لمدة سنة ونصف لاختيار الكلام والألحان والتوزيع، حيث سجلنا الموسيقى لكل الأغنيات في تركيا، منهم صولوهات الكلارينت والبزق والقانون والوتريات، وهذا ما أعطى طعماً مختلفاً وجديداً في التوزيع. *هل ترتاح بالعمل في الاستديو مع باسكال وهي زوجتك؟
- أكيد أرتاح معها. فنحن جداً متفاهمان في الفن والعمل، وهي تختار ما ترتاح له، إذ تحب الإيقاع في الأغنية مهما كانت رومانسية. وهذا من خبرتها على المسرح، وهي ذكية في الاختيار، تعرف ما يليق بصوتها ويناسبها وتحب دائماً التجدد بالألوان الغنائية. وفي هذا الألبوم أيضاً عملنا معاً على أيجاد مساحة جديدة من ناحية الطبقات الصوتية، عدا عن أن خامة صوتها كبيرة ومميزة، وتعرفينها من بين مئات الفنانين.
* ماذا تتوقع للألبوم الجديد (حبي مش حكيPascale 2017)؟ وفكرة مَن كانت تجديد أغنية (عا لله نعود) للراحل وديع الصافي؟
- الكثير من النجاح، وستأخذ كل أغنية حقها. فـ (حبي مش حكي) تم تصويرها في تركيا، وقد لحنت لها في هذا العمل (صعبة عليي)، (ما بتفرق معي)، (رح موت لشوفك) وكلها تلقى نجاحاً، كما يُطلب منها تصويرها فيديو كليب. وهذه الأغنيات من كلمات الشعراء منير بو عساف، وائل الأشقر وعادل رفّول. أما أغنية (عا لله تعود) فكان تجديدها فكرة باسكال. غنَّتها بإحساس جميل وتلاقي كل النجاح. * هل تعتبر أنك قدّمت إضافة جديدة لأرشيف نجوى كرم في أغنية (حبيبي مين)؟
طبعاً، لأني قدمت لها لوناً رومنسياً جديداً عليها، وقليل من الناس يعرفون بأنه يليق بصوت نجوى، كما ويليق معها التوزيع الناعم، وقد جاءت الأغنية سهلة وانسيابية. * تحدثنا عن عملك الطويل كـَ مايسترو، هل تذكر المرة الأولى التي قُدتَ فيها فرقة موسيقية بإتقان؟
- في (كارت بلانش) أعطوني ريبرتوار فنان فيه أكثر من 12 أغنية، من بينها (في يوم وليلة). وقد حصل أنهم أعطوني الأغنيات قبل الحفل بيومين فقط، ولم أكن قد عزفت أي واحدة منها قبل ذلك، لكني لم أقل لهم، بل قلت العكس، وبقيت ساهراً 48 ساعة حتى حفظتها جميعها، وكان عمري 16 سنة حينها. "كنت أجبر نفسي على الحفظ وما قول لأ". * مَن مِن الفنانين استطاع التعاطي مع الفرقة بسلاسة على المسرح، وإرسال الإشارات للمايسترو عندما يحتاجهم، دون أن ينتبه الجمهور؟
- لا شك أن هذا الأمر صعب على البعض، إذ نراهم يرتبكون عند أقل خطأ، وقد يصرخون بأعضاء الفرقة، "فشة خلق يعني". شخصياً أحب التعاطي مع الفنانين الذين لو أصابت المسرح قذيفة "ما يطلِّع فيها".
أما أكثر فنان احترف فن الإشارة على المسرح، هو الراحل ملحم بركات. كان ينظر إلى الناس ويغني، ويده الثانية خلف ظهره يعطي بها الإشارة، فأفهم عليه مباشرة. هو أذكى فنان على المسرح. كما أذكر أن ربيع الخولي عندما كان يعطي إشارة ما، "كان كل الناس يعرفوا". حتى باسكال وقد رافقتها على المسرح حوالى 15 عاماً، أحترم فيها هذا الأمر، حيث مهما حصل خلفها لا تلتفت، وتبقى في تركيزها مع الجمهور "انشالله ينكسر speaker ما بيهما". مرة كنا في تونس وطرأ عطل على أجهزة الصوت، لكنها بقيت تغني مع speaker صغير موصول على المايك نحو 10 دقائق حتى انتبه الناس. * المشكلة ليست في أن يعرف الناس أن هناك عطل أو خطأ ما. المهم طريقة التعاطي مع الأمر والفرقة، وهذا حدث مع المايسترو بسّام بدّور في حفل السيدة وردة الأخير في بيروت، ولم ينتبه إلى إشارتها، إعلاناً عن بدء الأغنية التالية، فنظرت إليه ولم يكن ينظر إليها، ومن ثم نظرت إلى الجمهور الذي ينتظرها وقالت: إحنا فرقة ريلاكس احنا، فأجابها بدّور: والله جاهزين، فأجابته: المايسترو بيقول جاهزين والله، تحدي. وكانت تضحك ممازحة. الراحلة وردة كانت تتواصل وتتفاعل مع الناس رغم كبر سنها، حتى أنها طلبت شربة الماء على المايكروفون، وقالت عن رطوبة الصيف في بيروت: آه، الرطوبة، ماكياجي وضحكت لجمهورها وضحكوا معها. وعندما سمعت المقدمة الموسيقية لأغنية (إسمعوني) صفقت للعازفين.
- إنها مدرسة، وعلى المطربين أن يتعلموا منها كيفية التعاطي مع الناس والفرقة الموسيقية على المسرح. وهذه التصرفات، إنما تدلك على أنها صاحبة خبرة وتقدِّر ما معنى مسرح وجمهور وموسيقيين، "مش إذا الصوت مش مظبوط بيصير يفش خلقو بالناس والفرقة، أو إذا تفركش بـِ صباطو يعمل مشكلة". لكني أيضاً أحب وليد توفيق على المسرح، فهو إن حصل خطأ ما، يلتفت إلى الفرقة ويضحك. هذه الضحكة تجعل الموسيقي يحب الفنان من قلبه.
* هل انتبهتَ كم مرة ذكرتَ اسم ملحم بركات خلال اللقاء؟ هل تفتقد له إلى هذه الدرجة؟
- كان صديقي منذ أوائل التسعينيات. أي لأكثر من 20 سنة. بالطبع أفتقد له. * (أردتُ تغيير الموضوع عندما أحسسته حزيناً). أخبرتني أنك بدأت التلحين منذ العام 2006، كيف عرفت أنك جاهز للتلحين؟
- كنتُ في مهرجان قرطاج مع باسكال، وكان يجب أن نحضِّر أغنية لتونس. كان الأمر مفاجأة، فاتصلت بالشاعر بسام أبي أنطون ليكتب الكلام، وعندما قرأته، لحنته من خلال الدندنة، وبدأت البحث عن ملحن. فقالت لي باسكال: "وليش بعدك عم تفتش على ملحن، هيك حلو كتير". وكان أول لحن لي، ثم كرّت السبحة، مع العلم أن فكرة التلحين لديّ كانت بعيدة، إذ كنتُ سعيداً بتعاملي مع الملحنين الذين لمعوا آنذاك وهم سليم سلامة، وسام الأمير وسمير صفير. كانوا أصدقائي وخفت على هذه الصداقة. * ما الذي يميزك كملحن؟
- ما يميزني أنني أملك الموهبة منذ الصغر، وأعزف على آلتَيْ الأورڠ والبيانو، وأتقنها باحتراف، كما درست التوزيع والتأليف الموسيقي وأكتب النوطات بنفسي. * بالطبع. وهذه أداة الجريمة أمامي، ورقة التوزيع الموسيقي لأغنية (كذابين). (يضحك)
- لا أريد التعميم بالنسبة لدراسة الموسيقى، إذ أحياناً تأتي موهبة التلحين بالفطرة، مثلما حصل مع الراحل الكبير فيليمون وهبي. لم يدرس الموسيقى لكن هل أجمل من ألحانه؟ لكن الدراسة تحتاج إلى موهبة، إذ لا تكفي وحدها. * وما هو جديدك؟
الكثير من الأغنيات والأعمال، ومنها من كلمات الشاعر بسام أبي أنطون، منير بو عساف ووائل الأشقر. إلى جانب التعاون مع النجوم: ملحم زين، وائل جسار مجدداً بعد نجاح أغنية (بعدك بتحبوا)، ونجوى كرم مجدداً بعد نجاحنا سوياً بأغنية (حبيبي مين). كما سأتعاون مع النجوم الشباب: نادر الأتات، عامر زيّان، ناصيف زيتون وطبعاً هناك دائماً تحضيرات تُجرى للنجمين وائل كفوري وباسكال مشعلاني. سهير قرحاني
Im more than happy to discover this site. I want to to thank you for your time for this particularly fantastic read!! I definitely really liked every ...
awwal khabar
مذكّرة توقيف فرنسية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حملت مجموعة "أوميڠا" على الاحتفال أمام منزله بالمفرقعات النارية
https://stevieraexxx.rocks/city/Discreet-apartments-in-Ashdod.php
مذكّرة توقيف فرنسية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حملت مجموعة "أوميڠا" على الاحتفال أمام منزله بالمفرقعات النارية
محمد سليم سعيد بخش
"القاضي جوني قزّي.."رحلة العمر إلى الجنسية