حرب شرسة بين كريكوريان والفغالي عبر التواصل الإجتماعي
خلال انتظار حرب صهيونية..
بدأت اليوم حرب كلامية شرسة بين إيلي كريكوريان وباسم فغالي

وإن كان الصهاينة يتوعدون لبنان عبر رسائل رسمية وجَّهوها لرئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الحكومة، وقلة من اللبنانيين يهتمون لهذا الأمر، إلا أن حرباً كلامية شرسة لم تنتظر صواريخ الدم، بل بدأت بين فنانَين لبنانِيَّين عبر وسائل التواصل الإجتماعي، تابعها عدد لا يُستهان به من رواد تلك المواقع، من لبنانيين وعرب في مختلف الدول العربية.
أما تلك الحرب، والتي استمرت لفترة، فقد تخللتها كلمات نابية وجُمَل فضائحية من مختلف العيارات، وجهها الإثنان لبعضهما البعض، دونما اهتمام لمن يقرأ.
وباتصال مع صاحب المواهب المتعددة من التقليد والغناء والكتابة والتلحين وغيرها النجم إيلي كريكوريان، صرّح بأنه ليس من بدأ تلك الحرب، إنما رد فقط على أحد الصحافيين الذين طلبوا من النجم باسم فغالي التراجع عن تلك المهنة ووضع ماله على العلاج النفسي، إثر توزيع جوائز الموسيقى العربية عبر شاشة الـMTV، فرد كريكوريان عند الصحافي بما معناه أنه يشكر الله أن أحداً غيره هو من قال ذلك كي لا يقولوا: "متحطط عليه"، ومن ثم رد فغالي أن إيلي كلما سنحت له الفرصة يبث سمه، وهكذا دواليك حتى تطرَّف الكلام إلى ما لا يُقرأ، وفضائح لم يهتم فغالي بالدفاع عنها.
على أملِ أن تُحل تلك المسألة بين نجمين أقل ما يُقال عنهما أنهما Unique، أي متميزان بما يملكان من مواهب أهمها التقليد المتكامل للشخصية، وأن يقتنع الفغالي بأن الساحة كما اتسعت لمئات الممثلات والممثلين ومئات المغنيات والمغنين، إلى ذلك من الأمثلة، فكيف وإن كانا إثنان فقط يحملان تلك الموهبة المتميزة في لبنان وعدد كبير من الدول العربية؟ "ولو يا شباب"! الساحة كبيرة وتتسع لكثيرين.
سهير قرحاني
الفنان ربيع سلامة.. ما هي كلماته الأخيرة لحبيبته؟
مزيج بين القسوة والحزن هي الكلمات التي كتبها ولحّنها وغنّاها الفنان ربيع سلامة لحبيبته، في أغنيته الجديدة (شو بدك مني).
الأغنية أصدرها سلامة عبر حسابه على يوتيوب ومواقع التواصل يوم أمس كذلك على تطبيق أنغامي وقريباً عبر أثير الإذاعات، وهي تحظى بنسبة عالية وسريعة من المُشاهدة.
شو بدك مني خلص انسيني.. كلمات وألحان ربيع سلامة، توزيع زاهر ديب وتسجيل Brain studio.
سهير قرحاني
فجر: وائل كفوري إلى التمثيل وقد يُمنح لقباً إنسانياً
توقعات مختلفة لخبيرة علم الإسم والأبراج السيدة فجر نور
- وائل كفوري إلى التمثيل ونجاح وقد يمنح لقباً إنسانياً
- ملحم زين لن نراه هذه السنة أهم من الـ2016
- نيكول سابا أمّاً للمرة الثانية وعمل فني واعد
- نادين الراسي واختيار غير موفق في أدوارها، وأخبار غير مريحة عن عائلتها
- نادين نجيم ومشروع غناء، لكن فلتحترس من أعدائها، ولتنتبه ممن يشاركونها المنزل
- يوسف الخال ودموع الفرح
- مادونا اللبنانية، تكريم بعد طول انتظار
وداد جابر وتوقعات مرعبة للـ2017
وداد جابر وتوقعات مرعبة للـ2017..
توقعات تنشرُ الرُّعب في القلوب.. وإرهابٌ من الطبيعة والبشر!
ماذا عن هيفاء وهبي ووائل كفوري؟
هاتف السيدة وداد جابر 970482 70 00961
Email: wadadjaber@hotmail.com
التقينا السيدة وداد جابر وهي مَن حقَّقت شهرة واسعة عبر محطات التلفزة والمواقع الإلكترونية بتحقق توقعاتها، ليكون لها باباً ثابتاً عبر موقعنا awwalkhabar.com تراقبون من خلاله جديدها وما يتحقق منه مع الوقت، أمّا موهبتها في معرفة مسبقة للأحداث فهي حسب ما تقول تتعلق بسماع الأمور.
ولكن.. توقعات صادمة كانت أنبأتنا بها، وكلنا أمل بأن لا يتحقق أيٌّ أمر سيئ منها، كما نأمل أن يكون بينها لاحقاً، ما يحمل السلام، وليس التفجيرات والحروب والدمار، وإليكم منها ما يلي:
تاريخ تلقِّي التوقعات كان منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر 2016:
توقعات عالمية:
1- تعرّض بعض العواصم الأوروبية لتفجيرات
2- إنجلترا، فرنسا، إيطاليا، بلجيكا وأميركا وهجمات إرهابية
3- براكين في أندونيسيا وهزات أرضية
4- التعرّض لبعض الأمراء العرب، ومن الممكن أيضاً الكويت
5- رجب طيب أردوغان وعملية إغتيال
6- هدوء في سوريا بنسبة غير متوقعة، وانتصارات كبيرة
7- مرض خطير يصيب الشيخ القرضاوي المصري المقيم في قطر
8- محاولة اغتيال محمد البرادعي في الخارج
9- إضطرابات داخلية في قطر
10- مشاكل اقتصادية ومحاولة اغتيال عون
توقعات فنية:
1- وائل جسّار.. إلى التمثيل، يتعرض لحادث ينجو منه ويواكبه الإعلام بأمر كبير.

2- إليسا.. زواج ومحكمة وأمر قد يوصلها إلى ما لا يُحمد عُقباه.

3- وائل كفوري.. نكسة صحِّية تمر، دائماً إلى الأمام وديو.

4- رواد صعب.. مستمر بالصعود إلى أعلى وستكون الـ2017 سنة مليئة بالخيرات، لكنه سيمرّ بوقت عصيب لفترة بسبب فقدان شخص ما.

5- راغب علامة.. طلاق وظهورُ الأمرِ إعلامياً. مشروع جديد يدرّ عليه الخيرات.

6- هيفاء وهبي.. زواج، حادث تنجو منه سيلاحقها بقوة بسبب أمر خارج عن المعهود.
7- نجوى كرم.. ستمر بفترة تعب شديد صحياً ونفسياً، لكنها دائماً إلى الأعلى.

8- سعد رمضان.. مشاكل ومحاكم، لكن يخرج منها، وأمر أقوى سيضطره إلى الإستسلام.

9- سعد المجرّد.. تهمة جديدة تظهر وتثبت عليه. يخرج من السجن في وقت غير متوقع، ما يُفاجئ أعداءه. آخر الـ2017 ستكون أموره جيدة.
10- وفاة نجم كوميدي مصري (..) (عذراً عن التسمية تبعاً لسياسة الموقع)
11- وفاة فنانة مصرية قديرة (..) (عذراً عن التسمية تبعاً لسياسة الموقع)
12- وفاة فنانة مصرية قديرة بعد فترة حرجة من المرض (..) (عذراً عن التسمية تبعاً لسياسة الموقع)
مع التمنيات بالسلامة للجميع، وطول العمر، والسلام في كل مكان على كامل الكرة الأرضية، وكل عام وأنتم بألف خير
سهير قرحاني
..بغمضة عين) كوميديا رائعة لزياد برجي)
(بغمضة عين) كوميديا رائعة لزياد برجي..
"واللي ما ضِحك مريض نفسي"
(بغمضة عين) عنوانٌ مشوِّق لما قد يحصل في أقل من ثانية في حياة أي إنسان، كما هي خطوة مشجعة لاستمرارية السينما اللبنانية مع بداية العام 2017. أما ما ظهر على أفيش الفيلم من صور لنجوم كوميديا مميزين، وهم: وسام سعد (أبو طلال الصيداوي) وهشام حداد وعبّاس جعفر (البقاعي)، دون أن نستثني من تهمة الكوميديا نجم العمل الفنان زياد برجي، ما ظهر لا يوحي إلا أن (بغمضة عين) فيلم كوميدي بامتياز.
أما بعد أن شاهدنا الفيلم، وضحكنا نصف وقته تقريباً، وبكى من بكى لحظات قليلة لمن فقدوا أحبة في حياتهم، وبعد أن شاهدنا الغدر بين زملاء العمل، والمحبة بين الأصدقاء، تبقى خفة الدم لها الحصة الأكبر في الفيلم.
قد يكون البرجي أحبَّ "بـِ غمضة عين" مَن أخذت منه مشروع حياته، لكنه أحبها أيضاً دونما أي بغض أو ضغينة، وقد يكون صديق عمره قد خطفه معها وسجنهما سوية في منزل مريح، لكن قصده كان شريفاً، حيث أرادهما أن يلتقيا بعيداً عن ظروف العمل "وعلى قد ما بيعرف". إنما ما أنا متأكدة منه، أنَّ من يدخل صالة عرض (بغمضة عين) لن يخرج دون كمية ضحك قد يختزنها لنحو أسبوع. ومن يقول غير ذلك، كذاك الذي جلس إلى يميني يفصلنا كرسياً واحداً، حيث أراد الخروج من منتصف العرض، فبالتأكيد هو مريض نفسي يحتاج لعلاج غير الضحك.
بداية مع النجم زياج برجي، والذي واكبَته طفلة صغيرة "بنت الجيران" فقد كان ممسكاً بالمُشاهد دونما تقصير، في لحظات سعادته وحبه ومأساته وعمله وسهره وتحدّيه للظروف. زياد أدّى عدداً من الأدوار الكوميدية التي برع بها وتفوَّق إذا صح القول، فأداؤه الكوميدي مميز جداً وقليلون في لبنان من يجيدون التنقل بخفة بين الكوميديا والتراجيديا أو بين خفة الدم والحزن ضمن تركيبة المشهد الواحد. وقد أضحكنا بخفة دمه وأدائه غير المتكلف ونظراته التي تعبّر عن الكثير دونما كلام.
أبو طلال الصيداوي وهي شخصية نجم الكوميديا وسام سعد الذي أضحكنا من صميم القلب كعادته. ويبدو أن انسجامه مع المخرج رغم تعامله معه للمرة الأولى أثمر عن نجاح كبير.
هشام حداد كاتب الكوميديا والممثل ومقدم برنامج الـtalk show "لهون وبس" كان نجماً من موقع الجار المحب والصديق المقرّب للجميع، وصاحب الفرن الذي كان "الدفع قيمة" عنده.
أما عبّاس جعفر، فأدى شخصية البقاعي المعروف فيها عبر تلفزيون الجديد، فأضحكنا حتى وإن لم يتكلّم أحياناً، إنْ عبر نومه في براد المشروبات الغازية لنيل البرودة، وتوسّده حذاءه، أو عبر اتخاذه "بانيو" كمقعد له معظم سهراته مع "الشلة" أو لطريقة أدائه دور المنتشي من سيجارة الحشيش وغيرها من المواقف.
هؤلاء هم نجوم الفيلم الذي لن تتذكر سواهم لشدة الضحك، كذلك نجم الدراما والمسرحي السوري محمد حداقي والذي كان ضيف شرف في الفيلم مؤدياً دور صديق زياد الذي ترك سوريا ليهاجر مع من هاجروا والذي قد يكون ممن ابتلعهم البحر لجشع أصحاب القوارب التي كانت تقلهم من ضفة الحرب إلى ضفة الأمان ليكون الموت مستقراً لهم قبل الوصول إلى البر.
ولمن لم يستمتع بالفيلم حتى الآن، فليحضره لتأمين كمية من الضحك، وربما يذهب أكثر من مرة لأن بعض المَشاهد لن تمل منها أبداً.
كان من بين الضيوف الحاضرين نجوماً سوريين ولبنانيين وعرب ومنهم النجم الشاب سعد رمضان، وإليكم بعض اللقاءات الصغيرة التي أجريناها معهم ومع بعض نجوم الفيلم:

كاتبة قصة الفيلم الممثلة القديرة هيام أبو شديد والتي ما نزال نتابعها تلعب دور حماة النجم رامي عيّاش في مسلسل (أمير الليل) أخبرتنا التالي عن تجربتها في كتابة نص سينمائي أوّل لها:
نعم هو أوّل عمل سينمائي أكتبه، لكني كتبت قبله مسلسلين (أُوبِرج) و(فرصة عيد) من إنتاج مروى غروب وبطولة زياد برجي ونادين الراسي، أما ظروف كتابة العمل، فكانت بطلب من النجم الصديق زياد برجي بعد تعاملنا الأول، ووافقتُ لأن زياد يعني لي الكثير، ونحن نتفق في الكثير من الأمور "بحب راسو لزياد".
إذاً أنتما صديقان؟
نعم نحن صديقان منذ أيام استديو الفن عندما كنتُ مقدمة البرنامج وكان هو أحد المشتركين. وعن القصة قالت أبو شديد: كانت مجموعة أفكار انبثقت عن اجتماع بيني وبين المخرج والمنتج ومدير الإنتاج وزياد برجي ومن ثم كتبتُ السيناريو. مجموعة العمل رائعة، وهي المرة الأولى التي لا أرى فيها مشاكل رغم مشاركتي في صناعة هذا الفيلم من بدايته حتى النهاية.
وعن آخر أدوارها قالت:
أصوِّر حالياً (المحرومين) من كتابة غريتا غصيبة، إنتاج زياد شويري شركة (أونلاين) ومن توقيع المخرج السوري وائل أبو شعر، والمسلسل الثاني بعنوان (كل الحب كل الغرام) آخر ما كتبه الأستاذ مروان العبد رحمه الله.
الممثلة نغم أبو شديد حضرت تبارك لأختها أولاً ولزملائها وكانت سعيدة جداً لعمل هيام الأول الكتابي السينمائي وقالت: جئتُ أبارك لها نجاح العمل فهو الفيلم الأول لها كتابةً بعد عملين دراميين، كما أبارك للجميع. وعن سؤالها للمعرفة المسبقة للنص أجابت: بالطبع كنتُ أواكبُه إلى أن أخذني تصويري مع إيلي معلوف، وقد تشاورنا أنا وأختي هيام في بعض الأمور، لكني سأكتشف اليوم الكثير مما لم أكن أعرفه، خصوصاً ما يتم تغييره خلال التصوير تباعاً للرؤية الإخراجية. وعن جديدها قالت نغم: إلى جانب تصوير مسلسل (كل الحب كل الغرام) فمنذ دقائق كان يكلمني المنتج مروان حداد لتحديد لقاء لأجل دور لي في (أدهم بيك). أما ابنتها ناي التي رافقتها فهي ممثلة منذ سنوات في مُسلسلَي (أوبرج) و(ياسمينا) فهي الآن تصوِّر (كل الحب كل الغرام) إلى جانب والدتها وخالتها وعدد من نجوم الدراما.
نجم الكوميديا الرائع وسام سعد والذي عرفناه عبر قناة الجديدة في برنامج (شي أن أن) متقمصاً شخصية الصيداوي (أبو طلال) أخبرنا التالي: المنتج هو من اختارني للدور، والذي أراحني نفسياً، خبرة المخرج مع عدد كبير من نجوم الكوميديا ومنهم أصحاب الكاراكتير، إلى جانب الراحة تجاه فريق العمل. أما بالنسبة لنص الشخصية فكانت بمعظمها من تأليفه كالعادة، فهو احتضن الفكرة الرئيسة لكل مشهد وارتجل الباقي: لقد خُصِّصت مساحة كبيرة في الفيلم لشخصية أبو طلال، وكانت بمعظمها ارتجالاً، رغم أني لستُ إسماً معروفاً في عالم السينما، وهذه المرة الأولى التي ألعب فيها دور أبو طلال عبر الشاشة الكبيرة، وآمل من كل قلبي أن يحبني الناس. وعن جديده، لديَّ برنامج عبر شاشة الجديد قريباً إن شاء الله إلى جانب عدد من الشخصيات.
النجم باسم مغنية حضر مشجعاً زملاءه، مباركاً لهم العمل، وعن جديده أخبرنا أنه يصور حالياً مسلسل (الشقيقتان) مع النجمة نادين الراسي وهو من كتابة كلوديا مرشيليان، إخراج سمير حبشي ومن إنتاج جمال سنان Eagle Film، وسيُعرض عبر شاشة الـLBC بعد انتهاء (أمير الليل)، كذلك يصور مسلسلاً وكأنه تكملة لـِ(ياسمينا) مع كارول الحج وفادي إبراهيم وعدد من النجوم، ويحمل عنوان (كل الحب كل الغرام) ويمتد نحو 70 حلقة، كذلك هناك عمل من إنتاج جمال سنان وإخراج فيليب أسمر وكتابة كلوديا مرشيليان بعنوان (ثورة الفلاحين) وفيه نخبة كبيرة من النجوم من بينهم ورد الخال، كارلوس عازار، وسام حنّا وكثيرون ويعود لثورة الفلاحين، العام 1950. أما عند سؤالنا له عن كيفية التعاطي خلال التمثيل مع المخرجين إذ أنه مخرج أيضاً قال: عملي كمخرج وممثل سهّل لي الكثير لطريقة التعاطي أهمها الإبتعاد عمّا يُزعج المخرج، فأنا منذ أن أعطي موافقتي على الدور، عليّ أن أنفذ أفكاره وألغي تماماً من رأسي فكرة أني مخرج، لكن هذا لا يعني أننا لا نتشاور على العكس، لأن معظمهم أصدقاء، لكني لا أتدخل في العمل، لأن المخرج هو قائده.
أحد الضيوف المهنئين الذين التقيتُ بهم قُبيَل العرض كان الملحن عادل العراقي الذي سجّل أغنية كاملة بصوته لأول مرة كما صورها، وهي بعنوان (أنا ليك) كلمات فراس الحبيب، لحن وتوزيع عادل، وقد بدا أنحف كثيراً من قبل، وأخبرنا السبب قائلاً أنها بسبب تصوير الكليب، أما عن أدائه لهذه الأغنية فقال: لم يعد أحد يؤدي هذا النوع من الأغنيات، كما أني أحسستُ بها كثيراً وبأن أحداً لن يوصلها بنفس الطريقة التي أريدها، لذا قررتُ غناءها. أخبرته بأنه "مهضوم" فضحك وشكرني، لكني قلتُ له بأني سأنتقده وإن كان سيتقبل النقد المباشر فأجاب بالقبول، أخبرته حينها أن طبيعة حركاته التي يؤديها مع النجوم خلال تصوير أغنياتهم جميلة، لكنّ أحداً لا يستطيع فعلها مثله، وأن النجم فادي أندراوس الذي حاول تقليده في آخر كليب له يملك من " الهضامة" الكثير وليس بحاجة لهذا التقليد ولم ينجح فيه. فأخبرني، بأن فادي صديقه لكنه لم يطلب ذلك وتابع: لديّ استراتيجية جديدة لتعاملي مع النجوم، إذ سأكون من يُقرر دوري في الكليب، كما أتذكر قولاً للنجم الصديق مروان خوري بأن لا أعطي أغنية دون أن يكون صوتي فيها. وعن جديده: أحضِّر أغنية لي لن يستطيع أحد مجاراتي الرقص فيها، (يضحك) وتقول كلماتها: شعلياني بحشي العالم كلياني بوم بوم. إذاً عادل يغني بلهجته الأغنية الثانية وهي بحاجة للمسات الأخيرة.
النجمة كارلا بطرس حضرت أنيقة وجميلة على عادتها وإلى جانبها عائلتها، وعبّرت عن سعادتها بالتالي: "مبسوطة كتير إني عم إحضر" (بغمضة عين) وقد أحببت إسم الفيلم كثيراً، ففي غمضة عين قد يحصل أي شيء من سوء أو فرح أو حزن. ألف مبروك للمنتجين ولصديقي المخرج سيف شيخ نجيب ولكل فريق العمل. وعن جديدها أخبرتنا كارلا: أعمل حالياً خلف الكاميرا casting director إدارة ممثلين وعلاقات عامة، مع المنتج شكري أنيس فاخوري والمخرجة كارولين ميلان، فنحن انتهينا من تصوير الفيلم السينمائي (زفافيان) ويبصر النور في العيد الكبير paques في لبنان بإذن الله. وعن الأدوار التي عُرضت عليها قالت: أرتاح قليلاً الآن، فكل الأدوار التي عُرضت عليَّ مؤخراً كانت أمَّاً لممثل أو ممثلة كبيرة في السن، ولم أكن أريد التكرار لذا ابتعدت قليلاً حيث رأيت الأمور من زاوية أخرى وأنا سعيدة جداً بهذا العمل.
عبّاس جعفر لم يسنح لي الظرف تكريمه بلقاءٍ عبر صفحاتنا قبل عرض الفيلم، لكننا حظينا به بعد العرض، وهو خجِلٌ يُردد بخفّة دمه: "أني بستحي من الأضواء"، وعن انتقاله لأول مرة من الشاشة الصغيرة إلى شاشة السينما قال: كانت النقلة صعبة بالنسبة لي، فأنا لم أعتد التمثيل، إذ كنتُ أقدِّم كل المواقف على طبيعتي، لكني بدأتُ بالتمثيل. فسألته مستغربة: وهل كنت تمثل في الفيلم، إذ بدوتَ مرتاحاً؟ فأجاب: "أيه، أمرار كنت عم مثل". فتكرار المشهد عدة مرات يجعله بالنسبة لي يخسر من تلقائيته وعفويته وحماسته، لذا كنتُ خائفاً من التقصير لكن دائماً هناك أول مرة. فأخبرته: لكنك كنتَ رائعاً في كل مشاهدك، وردة فعل الناس أيضاً كانت جميلة. فأجاب: لقد رأيتُ هذا الأمر. ومن ثم ضحكنا على مشاهده وأعماله وطريقة لبسه لكني فوجئت بأنه كان يتكلم بلغة أهل البقاع، وكنت أعتقد أنه يُقلّد تلك الشخصية وأجابني بأنه ابن البقاع ولا يود الخروج من شخصيته الحقيقية، كما يحضّر لفيلم جديد لكنه بانتظار ردود أفعال الناس أكثر قائلاً: "إذا قالوا إني مهضوم وبيلبقلي رح كفي، وإذا لأ، ما رح كون تقيل على حدا".
أعتذر، ولكن..
"العجقة" عنوان المناسبات في لبنان، ولن أقول أن الحدث أكبر من "العجقات" وقلة التنظيم، ونبدأ بالسجادة الحمراء، التي لم نستطع رؤيتها بسبب غَرَقها بزملائنا الكرام، إلى أقصى الصالة، وأتمنى على المنظمين التالي:
- أن تكون تلك الحمراء في المرة المقبلة ممراً لا مقراً لا للزملاء ولا للنجوم، فهي ليست إلا مكان التقاط سريع للصور خلال مرور النجوم عليها، في حين أن المصورين على الجانبين، أما الصحافيين فمقرهم في الصالة الداخلية، لمنع التجمعات وخنق النجم وغيره.
- من الواضح أن مكان الإستقبال أي الصالة، ضيقة، ولا تتسع لحدث كهذا، أي بطولة فيلم للنجم زياد برجي، فكيف وإن رافقه وفد من نجوم الكوميديا وضيوفهم من زملائهم النجوم؟ وإن كان المكان ضيق، فلماذا العرض فيه؟ وإن كان أوسع مما بدا عليه، فهذا عذر أقبح من ذنب.
- حشو النجوم والضيوف والصحافيين في مكان واحد جعل من المستحيل علينا إجراء حواراتنا بسهولة، وكان الأصعب من ذلك التقاط الصور لهم بسبب الإضاءة غير المناسبة، والتي تشع إلى حد عمى عدسة الكاميرا أحياناً، وتنطفئ أحياناً أخرى.
- قد تكون استراتيجيا من نوع ما حضور النجم زياد برجي متأخراً وهروبه بسرعة من مخرج آخر، لكننا لم نعتد عليه إلا متواضعاً قريباً من الإعلاميين ومعجبيه، لذا غيروا استراتيجيتكم.
- كان واضحاً ضعف الإنتاج من مكان العرض إلى كل ما في الفيلم ما عدا فريق التصوير والإخراج، لكننا نشجع الشركة المنتجة رغم كل شيء، فلو استمر المنتجون بالخوف من الخسارة لن يكملوا مسيرهم أبداً، فلتكن البداية ومنها نتعلم ونتابع، آملين لهم النجاح والفائدة.
- الطفلة الصغيرة جارة زياد في المبنى الذي يسكنه، والتي واكبته في معظم مشاهده من أول الفيلم حتى نهايته، والتي لم أنتبه لأجلها أن أقرأ جنريك الفيلم، لماذا لم يُكتب اسمها على الأفيش رغم وجود صورتها على ظهر البُرجي في الأفيش نفسه؟
- كم استغربت قلّة عدد الفنانين من خارج فريق العمل الذين جاؤوا لتشجيع زملائهم، على غير عادة، حيث كانت تعج بهم الصالة فيما مضى، فهل من سبب لهذا الموضوع؟ ربما التقصير في دعوتهم، إذ كان الحضور ملزماً ببطاقات الدعوى حتى للمؤسسات الصحافية! أو ربما لأمر آخر؟
- هشام حداد أتعبني انتظاره، وخنقتني "خَنْقة" الزملاء من حوله فاضطررت لتركه والإبتعاد علّني أجد بعضاً من متنفّس.
- ما الذي منع الشركة المنتجة أن تخصص إحدى المساحات الشاسعة على ظهر بطاقة الدعوة، لكتابة أسماء الممثلين المشاركين "جزء من جنريك الفيلم مش أكتر"؟
(بغمضة عين) بطولة كل من النجوم: زياد برجي، وسام سعد، هشام حدّاد، عبّاس جعفر والطفلة الصغيرة التي آمل أن أعرف اسمها قريباً والتي عاثت بالبرجي تعذيباً وإزعاجاً.
إنتاج شركة Falcon Films للإنتاج السينمائي والدرامي لصاحبها صبحي سنان وVox Cinema ومنتج منفذ رائد سنان.
ومن توقيع المخرج السوري صاحب اللمسات الإخراجية الرائعة سيف شيخ نجيب.
ألف مبروك من القلب لهذا العمل مع كامل التمنيات له بالنجاح، فهؤلاء الأبطال يستحقون المشاهدة، وهذه الشركة المُنتِجة رغم حداثتها في عالم السينما، إلا أننا نأمل أن تستمر في أعمال مميزة مع ميزانية أكبر يستحقها المُشاهد اللبناني والعربي أيضاً.
وكل الشكر للنجوم ضيوفنا الذين قاموا بتنهنِئتنا بانطلاقة الموقع الأول للنخبة Awwalkhabar.com
سهير قرحاني
“ميشال عبّود.. ماذا بعد نجاح أغنية “حبّة حبّة بالدلال
ميشال عبّود: بعد نجاح أغنية "حبّة حبّة بالدلال" وإقفال شركات الإنتاج صار الفن صعباً
وائل كفوري ووائل جسّار فَرَضَا الكلاسيك فاختفى النَّوَري
في طفولته لُقِّب بالمعجزة، حيث وقف على أهم المسارح وغنّى أمام كبار النجوم أمثال غسان صليبا، مايز البياع وغيرهم من نجوم ذاك العصر، كما قدّم أغنيته الأولى الخاصة (حبّة حبّة بالدلال) بعمر السادسة عشر وقيل أنها قنبلة فنية حينها، ونالت شهرة واسعة على مستوى الوطن والعالم العربي ودول الإغتراب. نشأ في عائلة فنية لأب وأمٍّ وجدٍّ أصواتهم جميلة، وأخته كانت نجمة رقص شرقي إلى جانب أماني، داني بسترس، سمارا وغيرهن، وذالك حين كان الرقص الشرقي فن، وليس كما هو حالياً.
مع الفنان ميشال عبّود كانت لنا ذكريات وكان هذا الحوار:
حياتك الفنية وكأنها مقسومة إلى أجزاء، الطفولة وما بعدها ومن ثم الآن، لمَ هذا التقسيم؟
بدأتُ صغير السِّن، وغنّيتُ مع النجوم بعمر السَّابعة، وأذكر (الأطلال عشقوت) من المسارح التي وقفتُ عليها إلى جانب الكبار، ثمّ توقّفتُ سنتين حتى نضج صوتي تماماً، وعدتُ بسن السادسة عشر، حيث قدّمتُ أوّل أغنية خاصة لي إلى أختي ناريمان عبّود وهي نجمة من نجمات الرقص الشرقي. نالت الأغنية الكثير من الشهرة وغنّاها كبار النجوم في العالم كله، وهي (حبّة حبّة) من ألحان وسام الأمير وكلمات نبيل أبو عبده وتوزيع وليد قبلان.
هل كانت الأغنية السبب بزواج الفنان وسام الأمير بـِ ناريمان؟
الأغنية هي الأولى التي لحّنها وسام وكنا أنا وأختي وجه الخير عليه، حيث حقق شهرة واسعة من خلالها وعمل مذاك مع أهم النجوم من بينهم نجوى كرم.
لمَ لا تستعيد مجد هذه الأغنية؟
أنا مُقَصِّرٌ بحق أعمالي، ولي أغنية عمرها فقط 4 أشهر (تركني وروح) من كلماتي وألحاني، لم أدعمها إعلامياً، فقط عبر مواقع التواصل.
بعد ابتعاد ناريمان لفترة عن الرقص، صارت طريق النجومية صعبة!
هذا التقصير يوحي بعدم القدرة على الإنتاج الشخصي ودفع المال للوسائل الإعلامية!
تماماً، ليس لديّ القدرة على دفع المال لأصحاب الإذاعات والتلفزيونات لينال العمل حقه من الشهرة، وأقل مبلغ هو أربعة آلاف دولار للإذاعة الواحدة. لقد حاولتُ المستحيل أن أكمل وحدي بعد أن ابتعدت ناريمان عن الرقص لفترة بسبب الإنجاب وتربية الأولاد، لكني لم أستطع الإستمرار سوى لسنوات قليلة. أنتِ أدرى بجو الفن كيف آلت به الأمور، "صار تجارة". لم يعد هناك "فنان صوتو حلو بيمشي حالو لوحدو". هكذا صعُبَتْ الطريق عليَّ كثيراً، مع العلم أني حالياً مستمتعٌ بمواقع التواصل، وإن كانت مرحلة التسويق لا تتخطى عدد المعجبين على تلك الصفحات.
ليس كافياً أبداً لنشر أغنية.
إنتاجي بسيط لكنه "فشّة خلق"، ليس إلا.
شركة الإنتاج هي أساس الدعم والتسويق لأي عمل فنّي.
بالطبع، لكن أين شركات الإنتاج؟ مخرج يُدعى سام كعْوَش قدّم لي أغنية دون أي مقابل كما قدم البيت - مكان التصوير - صديق من دْلبتا والسيارة من أصدقاء آخرين، وقدّم (شافي مول) الثياب والماكياج للصبايا، كل هذا لإنهاء الكليب بكل ما فيه دون مقابل والفضل الأكبر لمديرة أعمالي ريما باسيل. إنما هذا أيضاً لا يكفي للإستمرار بالإنتاج الفني.
أكملتَ طريقك في الغناء الطربي والمنوَّع في سهرات على مسارح صغيرة، وليس في النوادي الليلية، لماذا؟
لمْ يناسبني جو النادي الليلي وقد جرّبت الغناء في ناديين مختلفين، فالغناء هناك عبارة عن صراخ، وهذا مختلف كلياً عن أسلوبي. في المطاعم والمقاهي وخلال السهرات التي أقدمها قد يطلب الساهرون مواويل وأغنيات حديثة كما ترين، لكن لا صراخ.
أنتَ ضد الغناء في الملاهي الليلية، مع العلم أنَّ من تستهويه يغرق في ظلمتها ولا يعود يسطع نجمه؟
لستُ ضد الغناء في الملاهي الليلية على العكس، وكلها في النهاية business والغناء في النادي الليلي فيه مكسب مالي أكبر، لكن عندما طلب مني صاحب المحل قائلاً: "ميشال بدك تضل تصرخ كل الليل". رفضتُ الموضوع وقلتُ له: "خيي ما بيناسبني ضل صرّخ أنا"، كما طلب مني أن أسكر وأنا أغني رغم أني لا أشرب. الصراخ هو ما يجعل الفنانين أمثالي يهربون من هذه الأجواء. مرة شاهدتُ أحد الفنانين يغني وهذا قبل تجربتي في الملهى، رأيته وهو يجلس على الـspeaker (مكبر الصوت) واضعاً الكأس أمامه وهو تقريباً سكرانٌ و"يلطِّش على البنات" وهذا ليس من شيمي إطلاقاً. (بِانفعال) "لك مع إحترامي للكل وكلن أحلى مني، بس أنا زلمي بحترم نفسي وبحب غني بـِ محل يسمعوني الناس ويِفهموا شو عم قول"، لأن فني موهبة من الله، أعطاني إياها لأظهرها، لا لأهدرها.
يطلب منك الساهرون المواويل والأغنيات القديمة لكبار نجوم العصر الذهبي، كما يطلبون الأغنيات الحديثة ولا ترفض لهم طلباً، هل يناسبك الأمر؟
أحب اللون الطربي كما أحب الحديث، "منعمل جو نصّ ساعة أو ساعة بس مش كل الوقت صريخ" والعود آلة جميلة لكن لا يجب فرضها طيلة الوقت على الصالة، وأنا أحب أن يكون الكل سعداء.
وائل كفوري ووائل جسّار فَرَضَا الكلاسيك فاختفى النَّوَري
لكَ الكثير من المحبين وروّاد الطرب، وهم يسعون للسهر أينما تغني.
أشكر الله على هذه النعمة، فالصالة محجوزة بالكامل دائماً إنْ هنا يومَي الجمعة والسبت في قهوة الست/أنطلياس وإن في بولفار بيروت قرب الفينيسيا يوم الأربعاء، ومعظمهم من السّميعة. في معظم الأحوال يمر الفن بـِ موضة معينة، فمثلاً، إشتهرت موضة سرقة الألحان التركية ومن ثم انتهت، وتلاها النّوَري وها هو يضمحل ويحل محلّه الكلاسيكي، لا تنسي أن مطرِبو الكلاسيك يفرضون أنفسهم أمثال النجوم وائل كفوري ووائل جسّار ومن الجدد أدهم النابلسي، "ما عم إشهر حدا" لكنها الحقيقة وأقول ما يُمليه عليّ ضميري. الناس يريدون تنظيف آذانهم "، مش كل الوقت (لمّا بضمّك عا صديري) العالم انطوشوا وصار عندن صارع براسن، ما في إلا صريخ وواحد بيعرف يغني شوي وعم يغني وياكل الميكرو".
تتشارك المسرح أنت والسّاهرين، غناءً وكلاماً وحوارات وخفّة ظل، هل أنت كذلك في حياتك العادية؟
طيبة القلب والمزاح الخفيف المهذب على المسرح من طبيعتي، كذلك الأجواء بيني وبين الساهرين، فأنا أحسّ أنّي مع عائلتي، لذا أسألهم: "يالله يا جماعة شو حابّين تسمعوا"؟ هذه الأجواء جعلتني أكثر قرباً من الناس. ولا مرة أعتلي المسرح لأقدِّم ما أريده وأذهب، "ما عندي شوفة حال".
كنتَ مشهوراً بالمقالب، هل ما زلتَ كذلك؟
(يضحك كثيراً ويُجيب) لمْ يبق أحدٌ مِن أهلي وأصدقائي ولم أجرِّب به مقلباً، لكنّي توقّفتُ بعد أن آذيتُ شخصاً دون قصد.
ماذا فعلت؟
كان صديقاً مقرّباً جداً مني، ويحبّني كثيراً، لم أكن أعرف أنَّ له صاحبة رغم زواجه، فغيّرتُ صوتي واتصلتُ به أكلّمه وكأني فتاة وأقول له: "حبيبي ما قادرة شوفك اليوم" وتابعنا الحوار حتى دخلتُ محلّه وأنا أكلّمه على الهاتف وأخبرته أني من أكلمه. "زِعل منِّي كتير وقتها وأنا زعلت من حالي" لأني اكتشفت خيانته ولم يكن قد أخبرني سابقاً عن الأمر رغم أننا أصدقاء.
ما هواياتك؟
"كانت خَرَبَان البيوت" (يضحك) اعتبرتُ أنَّ المقالب بعد المقلب الأخير وخسارتي لصديقي "خربان بيوت". (يتابع) في الحقيقة أحبّ الموسيقى على أنواعها، الـPing pong، كرة السلة، أكتب الشعر، أغني، ألحّن، أعزف عود وطبلة والقليل على آلة الأورغ.
شكل وجهك baby face وهذا يجعلك تبدو أصغر سناً.
نحن اليوم لسنا في عصر الكبار أمثال فريد الأطرش ووديع الصافي وعبد الحليم حافظ، ولا يكفي الصوت وحده، بل يجب أن يكون شكل الفنان لائقاً للظهور، ترتيب وشكل وحضور وصوت. الراحل الكبير وديع الصافي خسر شعره بسن الخامسة والعشرين ولم يكن يؤثر هذا الأمر على عظمة صوته، والموسيقار الراحل ملحم بركات لم يكن جميلاً وأحبّه الجميع.
النجمة إليسا بدأت بجمال شكلها وخامة صوتها الرائعة، ومن ثم تمرّنت على الأداء بشكل صحيح؟
إليسا لديها صوت جميل، كما كنتُ أحبّ جمالها الطبيعي في بداياتها.
من تحب من النجوم؟
أحب كل صوت جميل، لذا تأثرت بالكبار أمثال وديع الصافي، ملحم بركات، أبو وديع، أم كلثوم، فريد الأطرش، عبد الحليم وغيرهم، كما لديّ المقدرة على تقليد خامة الصوت وطريقة الأداء وأعتبر هذا نعمة، إذ يسعد الساهرون حين يستمعون لأغنية أحد هؤلاء العظماء كأقرب ما يكون لصوته، إلى جانب العُرَب والإحساس.
من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
تربطني بالجميع علاقات جيدة، لكن لا صداقات حقيقية.
لمَ لا وأنت ابن عائلة طيبة تحب الروابط الإجتماعية؟
حاولتُ تكوين صداقات مع زملائي من النجوم، لكن هذا لا يستمر طويلاً، حيث يختفي أحدهم فجأة ودون سبب. (وتردُّ صديقة مشتركة: "ما في صداقات بين الفنانين، كلّن بيغاروا من بعضن وبيكرهوا بعضن").
سهير القرحاني
كريكوريان: أُحبُّ تقليد إليسا ونضال الأحمدية
كريكوريان: أُحبُّ تقليد إليسا ونضال الأحمدية، وصباح "خليها إلو"
كليب أحلام وَصَلتْ نسبة مشاهديه إلى مليون وخمسمئة ألف
حاربني باسم فغالي بسبب كليب الإعلامية نضال الأحمدية
إيلي كريكوريان.. إسمٌ برز نجمه في استديو الفن 2010 مع الأستاذ سيمون أسمر عن فئة التقليد، ونال الميدالية الذهبية. أضحك الملايين وشق طريقه بنفسه رغم الصِّعاب. نشأ في عائلة بعيدة كل البعد عن الفن، كما وترجو أن لا يكون لأيٍّ من أفرادها صلة بأيٍّ من فئاته. إذاً، هي حربٌ من الداخل والخارج يعيشها إيلي لكن بكل برودة وسلام، فهو متصالح مع ظروفه وإن وجدها صعبة عليه. ضحكته الطفولية لا تفارقه، ويسعى للاستمرار بفنه، عبر التقليد وباقي مواهبه. ولمحبِّيه والباحثين عنه أجاب إيلي عن الأسئلة التالية:
"والله في ناس مُفَضَّلين أكتر من غيرن بهالبلد"
سلام، وين هالغيبة؟
"والله في ناس مُفَضَّلين أكتر من غيرن بهالبلد".
تقصد الوساطات؟
"إذا بدِّك"..
أينَ أنتَ الآن؟
ما زلتُ مستمراً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ولا أنكر أن استمراريتي هذه بسبب الأفلام التي أنشرها عبر youtube وfacebook وغيرها من المواقع، ومن بينها فيديو أقلّد فيه النجمة أحلام وصلت نسبة مشاهديه إلى مليون وخمسمئة ألف مُشاهد.
أنتَ خرِّيج استديو الفن، وقد أحبك الناس والإعلام بشكل عام، ونِلتَ شهرة واسعة، مع قلّة فقط شاؤوا أنك لا يجب أن تقلّد خادمة خلال أدائك في استديو الفن، وأنَّ فنّك شبيه بفن باسم فغالي، ماذا حصل بعدها؟
وما يزال الإعلام يتحدث عني، وعدد من الشاشات والمؤسسات الإعلامية يستضيفوني، وإن كان البعض أقفلوا سوق العمل بوجهي، فما تزال الوسائل الإعلامية تعطيني حقي. أما بالنسبة إلى باسم فغالي فأنا لا أحب هذا التشبيه، إن كان هناك صوتٌ شبيه بصوت وائل كفوري، "مش رح يقولوا هيدا وائل"؟ بالطبع لا. كلٌ لديه موهبته، وإن كان باسم لديه موهبة التقليد وأنا لديّ هذه الموهبة، لا يعني ذلك أن باسم هو إيلي أو العكس.
طبعاً، لكن باسم كان أوّل من قلّد بهذه الطريقة، ربما لهذا السبب حصل اللغط لدى الناس!
"طيب، صار اللغط بالأول، وهلق ليه بعدو مستمر"؟ رغم أن المقلّدين الكبار أو المونولوجيست أمثال إيلي أيّوب والراحلة فريال كريم وغيرهم، كلٌ كان له شخصيته.
وكأنك تقول بأنها حربٌ مستمرة!
لقد حاربني منذ البداية.. عندما رأيته في استديوهات تلفزيون الجديد سبّني.
هل ستذكر هذا للإعلام؟
ليس لديّ مشكلة، وهو يعرف تمام المعرفة ما حصل. لقد سبّني وأقفل الباب بشدة في وجهي، وكل ذلك لأني كنتُ أصدرت فيديو أقلِّد فيه الإعلامية نضال الأحمدية، والناس أحبّوني بهذا الدور. لقد حاولتُ مصالحته، لكنه رفض وأراد تكبير المشكلة لا حلّها، فابتعدتُ لأني لا أحب المشاكل.
قد يكون هناك غيرة بين أهل المهنة الواحدة، لكن ليس إلى حدِّ دمار مستقبل الشخص!
خلال ثلاث سنوات وصلتُ إلى مكان احتاج فيه هو لسنوات طويلة للوصول، ولا أنكر فضل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي. لكن لديه قاعدة كبيرة من الأسماء المهمة التي تمنعني من العمل على أي مسرح، وهو يستخدم كل نفوذه لمنعي.
بالعودة للإعلامية نضال الأحمدية، لقد دعمت فنّك منذ البداية، حيث دافعت عنك ووقفت إلى جانبك، وأنت تعرف أن كلمتها في عالم الإعلام مسموعة.
لن أنسى وقوفها إلى جانبي منذ استديو الفن، كما لن أنسى دعمها لي حين قلَّدتها، رغم أنّي توقعتُ أن تغضب مني فإذا بها تهنئني على أدائي. الناس حتى الآن يلقبونني بنضال الأحمدية وأسعد لذلك، وأعتبرها كاراكتير خاص بي، وأحسُّ بأني أملك مزاجيتها، (يضحك) أحسُّ أنَّ طباعي تُشبه طباعها، وأحبها كثيراً.
لجأتُ لكثيرين لمساعدتي و"عالوعد يا كمّون"
ماذا تنوي أن تفعل لتستعيد نجوميتك؟
ليس من حل. لقد لجأت لكثيرين لمساعدتي، و"بعدني عالوعد يا كمّون". إما أنْ لا أعمل وإما أنْ أعمل دون مقابل، وأنا لا أحب أن يُهدر حقّي، ولا تنْسَي أنَّ حروب الربيع العربي أقفلت أبواب الفن العربي أمام كبار النجوم، "فا كيف أنا"؟ أذكر مرة أني عملت في برنامج كوميدي على شاشة الـOtv بعد أن طلبوني بسبب كليب نضال الأحمدية، لكنهم أيضاً لم يعطوني حقِّي فانسحبت. عنجد بزعل عا حالي"، فأنا أمتلك عدة مواهب منها التقليد والكتابة والتلحين والصوت الجميل، لكني أنوي أن أبرز كل تلك المواهب التي أعطاني إياها الله. ربما لو تساعدني عائلتي لتمكنت من الوقوف أكثر، لكنهم إلى الآن ينتقدونني، ويريدون أن أبتعد عن الفن ويقولون: "لشو لاحق الفن إذا كان ما عم يطعميك خبز".
إذاً تنوي العودة؟
نعم، وقريباً جداً.
"شو، عم تهدد"؟
(يضحك) "إذا بدك".
أخبرني "يالله".
أحضِّر لأغنية جديدة من كلماتي وألحاني، توزيع عامر منصور وتسجيل استديو إيلي سابا وهي بعنوان (دندنلي) وتصدر قريباً بإذن الله.
تتجه إلى الغناء!
نعم، لقد كنا في سهرة مع أصدقائي في دبي، وطلب مني أحدهم أن أعمل له أغنية، فقلت له: "دندنلي الستيل اللي إنتَ بتحبو" وهكذا جاءت فكرة الأغنية.
هل ستكتب لنجوم آخرين؟
صراحة جربت التواصل مع فنان ولقائه في المكان الذي يعمل فيه، إذ اعتدتُ سماعه هناك، لكنه طلب مني ملاقاته في منطقته في زحلة. "إنو ولو، لمّا مستواكن يطلع شوي بتبلشوا.. ليه"؟ ولم أطلب منه ثمناً لها في الأصل، فقط أن يسمعها، وإنْ كانت مناسبة له فليأخذها وإنْ لا "خلص". فلم أحب هذه الطريقة، مع العلم أن شاباً مثلي من الصعب أن يصل إلى نجوم كبار أمثال نجوى كرم.
بالعودة للتقليد، هي الشخصية التي قلّدتها ووجدت سهولة في تقليدها وإضحاك الناس دون مجهود؟
إليسا، ربما لأني أحبها جداً، ولها في قلبي مكانة خاصة، ولأني حسّاس وكل أغنياتها دخلت قلبي. أسمع أنها "شايفة حالا" ولا يهمنّي الأمر، وأكون مرتاحاً حين أقلّدها.
من ترفض تقليده؟ ولماذا؟
الراحلة الكبيرة صباح. ذلك لأن أحداً تقمّص تقليدها، ولكي لا يقولوا "عم يعمل متلو، فا خلّيها إلو".
سهير قرحاني
فلسطيني بلا هوية
فلسطيني بلا هوية
صلاح خلف
بذور الحقد
سيظل يوم 13 أيّار (مايو) محفوراً في ذاكرتي إلى الأبد. ففي هذا اليوم وقُبيل إعلان دولة إسرائيل بأربع وعشرين ساعة، فرّت عائلتي من يافا لتلجأ إلى غزة، فقد كنّا محاصرين: كانت القوات الصهيونية تسيطر على كافة الطرق المؤدية إلى الجنوب، ولم يكن لدينا من وسيلة أخرى للنجاة بأنفسنا إلا طريق البحر. وكان أن أقلعنا، والديَّ وأشقائي وشقيقاتي الأربعة وعديدون آخرون من عائلتنا، في ما يشبه أن يكون مركباً تحت وابل من القذائف التي كانت تطلقها المدفعية اليهودية المتمركزة في التجمعات المجاورة ولا سيما في تل أبيب.
ولقد سلك مئات الآلاف من الفلسطينيين طريق المنفى في ظروف مأساوية في الغالب، فأما أنا الذي لم أكن بلغت سن الخامسة عشر بعد، فإن الرحيل اتخذ بالنسبة إليَّ أبعاد يوم الحشر.
فقد أخذني مشهد تلك الحشود من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال الرازحين تحت ثقل الحقائب أو الصور، متجهين بشق الأنفس نحو أرصفة مساء يافا في عجيج كئيب، وكانت تتخلل صرخات البعض وندب وانتحاب البعض الآخر، إنفجارات تصم الآذان.
ولم يكد المركب يرفع مراسيه، حتى سمعنا عويل امرأة، فقد لاحظت أن أحد أطفالها الأربعة لم يكن على المركب، وراحت تطلب العودة إلى المرفأ للبحث عنه. إلا أنه كان من الصعب علينا، ونحن نتعرض لنيران المدافع اليهودية الغزيرة أن نعود أدراجنا فنعرض للخطر حياة ما بين مائتين وثلاثمائة شخص بينهم العديد من الأطفال المتراكمين في المركب. ولقد ذهبت توسلات تلك المرأة الباسلة سدى فانهارت باكية، وكنا بضعة أشخاص نحاول تهدئتها مؤكدين لها أنه سيتم إيواء ابنها الصغير بالتأكيد ثم يرسلونه في وقت لاحق إلى غزة. ولكن عبثاً، إذ راح قنوطها يتزايد برغم مقالاتنا، وبرغم تطمينات زوجها. ثم إذا بأعصابها تخور فجأة، فتتخطى درابزين المركب وتلقي بنفسها في البحر. وأما زوجها الذي لم يفلح في الإمسك بها، فقد غاطس بدوره، ولم يكن أي منهما، يحسن العوم فابتلعتهما الأمواج الهائجة أمام نواظرنا. وأما المسافرون الذين أخذهم الروح فكانوا كمن ضربه الشلل.
ولماذا غادرنا دورنا وأرزاقنا ورمينا بأنفسنا في مغامة المنفى.. أني لم أكن وأنا الذي يوقر السلطة الأبوية. لأطرح المسألة على نفسي في ذلك الحين حتى مجرد طرح. سيما وأني كنتُ مقتنعاً، شأن ذوي، بأنه ليس أمامنا سبيل آخر للإفلات من الموت. فمجزرة دير ياسين وقعت قبيل ذلك بشهر، وزرعت الرعب في نفوس أبناء وطني. ففي 9 نيسان (أبريل) قامت حركة مناحيم بيغن، الأرغون في ليئومي (المنظمة العسكرية القومية) بمهاجمة هذه القرية الوادعة الواقعة غربي القدس وأبادت معظم سكانها: فقتل أكثر من 250 رجلاً وامرأة وطفلاً لا مُدافع عنهم، أو دفنوا أحياء، ومثِّل بالعديد من الجثث بالسلاح الأبيض وبُقِرت بطون ثلاثين امرأة حاملاً.
لم يكن لدينا أي سبب يدفعنا للشك بصدق المذبحة الهمجية التي سيؤكدها السيد جاك رينير، ممثل الصليب الأحمر الدولي، أثر استقصاء قام به شخصياً في دير ياسين، فبشاعة التفاصيل التي نقلها، تذكِّر بالفظاعات التي ارتكبها النازيون في أوروبا المحتلة. كانت يافا كدير ياسين، تحت رحمة القوات الصهيونية التي تسيطر بالكامل على المنطقة الواقعة خلف تجمعنا. أما الغاغاناه وهي جيش الوكالة اليهودية "الرسمي" فكانت تنسق نشاطاتها تنسيقاً وثيقاً مع نشاطات "الخوارج" من أمثال مناحيم بغين. وشنت في أول نيسان (أبريل) 1948 هجوماً حسب الأصول بغرض تصفية "الجيوب" العربية داخل الإقليم الذي رُسِم له أن يكون الدولة اليهودية. فكان يجري تحذير الأهالي في كل مرة بأنهم سيلقون مصير دير ياسين إذا لم يخلوا الأمكنة.
ثم أنّ خبر الإبادة الجماعية اندلع اندلاع نار البارود في يافا، شأنه في بقية البلاد. لا بل أن وسائل الإعلام الصهيونية التي كانت تسعى إلى إرهاب العرب زادته إذكاء وتضخيماً، وكذلك. والحق أحق أن يُقال: فعل المحرِّضون الفلسطينيون الذين حسبوا أنهم يعبِّؤون بذلك الأهالي، فكانوا على سبيل المثال، يؤكدون على اغتصاب النساء في دير ياسين من قبل المهاجمين الصهاينة قبل أن يدعوا الفلسطينيين إلى الدفاع عن أثمن ما لديهم، عنيت عن أعراض زوجاتهم وبناتهم. إلا أن استراتيجيتهم هذه أثارت في أغلب الحالات تأثراً عكسياً في هذا المجتمع الذي كان لا يزال مجتمعاً تقليدياً للغاية، وعلى هذا فكثيراً ما كنت أسمع الناس تقول في وسطي "العرض قبل الأرض" وأن أول الأولويات هو أن تقي نسوتنا ثمن اعتداء العسكر الصهيوني.
وكان مما يجعل عزم غالبية سكان يافا. المئة ألف. على السعي وراء ضمان ملتجأ مؤقت أكثر تبريراً وتسويغاً، هو تمتع اليهود بتفوق عسكري ساحق. فقد كانوا بالتالي متقدمين على الفلسطينيين، ثم أن الخوف استولى على الأهالي حين أعلنت بريطانيا العظمى في نهاية عام 1947م، أنها تخلت عن الإنتداب على فلسطين وأنها ستسحب قواتها منها 15 أيار 1948 فلم يبق في وسعنا الاعتماد على حماية الجيوش البريطانية حتى ولو كانت لحمايةٍ مشكوكاً فيها أصلاً. ثم استبد الرعب بيافا، شرعت القوات الصهيونية، بعد مجزرة دير ياسين، بدك المدينة المستهدفة على نحو خاص المرفأ وأحياء الأعمال. وكان في حسبان الناس أن خنق المدينة اقتصادياً هو مقدمة لغزوها ومن ثم ارتكاب مذابح فظيعة بدون أدنى ريب. ولو قيل لي أبدان سني حادثتي أن اليهود سيطردوننا ذات يوم من وطننا لكنت أول الناس استغراباً بكل استنكاراً، ذلك أنه كانت تصل أفراد عائلتي أفضل العلاقات باليهود، وكان لهم الكثير من الأصدقاء فيما بينهم. فجدا الشيخ عبد الله وهو رجل دين من غزة، ربى أطفاله بروح متسامحة، وقد تزوج أحد أبنائه من يهودية كما لم يكن من النادر أن أسمع من يفوقونني سناً يذكرون اتصال حبل الغرام أو انقطاعه بين هذا القريب أو ذلك من ذوي قرابتنا وبين فتاة يهودية.
كان والدي يتحدث العبرية التي تعلمها عبر ممارسته اليومية بطلاقة ففي عام 1920 غادر غزة التي تعاقب فيها عشرة أجيال من عائلته، ليقيم في حي بمواجهة البحر في يافا يُدعى "الحمام المحروق" وإذ عمل بادئاً كموظف في السجل العقاري، فإنه أتيح له أن يتألف مع الأهالي اليهود. وعندما استقال من الوظيفة العامة عام 1940 افتتح بقالة متواضعة في الكرمل، الحي المختلط القريب من تل أبيب، وكان الموردون له شأن زبائنه، يهوداً في نصفهم، يقدرونه ويقيمون علاقات ممتازة معه. ووفقاً للتقاليد في هذا الجزء من العالم فإن أهلي كانوا يتبادلون الزيارات الودية مع جيرانهم وأصدقائهم اليهود بمناسبة الأعياد الإسرائيلية والإسلامية.
وفي ساعة الغداء، ثم لدى مغادرة الصفوف الدراسية بعد الظهر، كنا، شقيقي عبد الله الذي يكبرني بثلاث سنوات وأنا، نذهب إلى محل البقالة لنتيح لوالدنا أن يرتاح بضع ساعات. وإنما تعلمت تدبر أمر نفسي باللغة العبرية عبر خدمة الزبائن اليهود. وبرغم أني كنت أرتاد مدرسة موقوفة على العرب هي مدرسة المروانية، فإني عقدت صداقات عديدة مع طلاب المؤسسات اليهودية الذين كنت أتحدث إليهم بالعبرية أو بالعربية بلا فرق، ولما كان أصدقائي في معظم مولودين في فلسطين أو متحدرين من عائلات تعود أصولها إلى البلدان العربية، وإلى اليمين بخاصة فقد كانوا يتكلمون لغتي بأفضل مما أتكلم أنا لغتهم. كانت أذواقنا هي أذواق الأطفال في سننا، ولا زلت أذكر بوضوح ألعابنا في ساحة تل أبيب ونزهاتنا الطويلة التي كنا نتحدث خلالها عن كل شيء إلا عن المشكلة التي لن تلبث أن تلقي بنا في معسكرين متناحرين. ولقد وعيت النزاع الصهويني/العربي قبيل نهاية الحرب العالمية الأخيرة وأنا ذاهب ذات يوم لزيارة أقارب حميمين لي في العميل، وهي بلدة عربية تقع في منطقة تل أبيب، فعلى منعطف الطريق، شاهدت من بعيد شباباً على رابية يتدربون على استخدام السلاح، وحين انقضت صدمة الوهلة الأولى، لاحظت وأنا مأخوذ، صبياناً وبناتاً تترواح أعمارهم بين 16 و25 سنة تقريباً. وهم يستجيبون لأوامر تعطى لهم بالعبرية، ويقومون بتمارين مختلفة بانضباط كامل، وكان في المشهد ما يقلق ويؤثر في الطفل ذي الأحد عشر عاماً الذي كنته، إذ لماذا يستعد هؤلاء الأحداث اليهود للحرب؟ ومن تراهم سيقاتلون؟ وإلى أية تشكيلة ينتمون؟ وأجابني أجحد أساتذة مدرستي "إلى الهاغاناه" وكانت تلك أول مرة أسمع فيها اسم جيش الوكالة اليهودية "الرسمي" والمرة الأولى أيضاً التي أفهم فيها أننا ماضون نحو الصدام.
كان هناك منظمة فلسطينية شبه عسكرية قد ولدت حديثاً في تلك الحقبة، لمقاومة الهاغاناه، وهي النجادة التي كان يقودها محمد الهواري والذي كان مدير مدرستي، رشاد الدباغ، أحد أعضائها المؤسسين فشجعني على الإنتساب إلى فرع الأحداث أو "الأشبال" فيها. وهكذا، فقد بدأت مع بعض رفاقي حياتنا النضالية. كان بعض أساتذتنا يجهدون في تزويدنا بإعداد سياسي، فيحدثوننا عن تاريخ فلسطين وعن وعد بلفور وعن الإستيطان الصهيوني وعن الثورة الشعبية في سنوات 1936-1939 ويقولون لنا أن واجبنا هو أن نتابع الكفاح لكي تستقل فلسطين بنفس الطريقة التي استقلت بها بقية الدول العربية في المنطقة. وبدأت الاهتمام بالمشاكل التي كانت تثير الرأي العام حينذك أي مطالبة الصهاينة الحق في الهجرة غير المحدودة وشرائهم الكثيف للأراضي العربية، ودفق الأسلحة التي كانوا يتلقونها من الخارج بالتواطؤ الفعال أو السلبي من قبل السلطات البريطانية.
إلا أن انهيار قوات المحور، الذي سرعان ما أفضى إلى معاودة إثارة القضية الفلسطينية، وضع نهاية للصداقة الجميلة التي كانت تربطنا برفاقنا اليهود.
وقد استمرينا في التعاشر، سراً أحياناً، برغم النصائح التي كنا نتلقاها، نحن وهم، ممن يفوقوننا سناً، إلا أن نقاشاتنا المشبوبة كانت تتخذ شكل المناظرة العنيفة أحياناً.
وثمة حدث كان على قدر خاص من الصعوبة، ولا زلت أذكره جيداً، جرى لي في تشرين الأول (أوكتوبر) 1945. فقط جرى تبادل كلام حاد بيننا وبين بعض من رفاقنا اليهود، وكنا نحوا من عشري صبياً من كلا الجانبين. تحول إلى معركة مواجهة تقاتلنا خلالها بالحجارة. وإذا تثني الحادث، فإنني قررت في الغداة أن أزور عائلتي في العميل. كان أبي قد قدم لي عجلة فكنت سعيداً وفخوراً باستخدامها لقطع الكيلومترات العشرة من الطريق. بينما كنت أجتاز تل أبيب لأبلغ العميل، إذ بأربعة أو خمسة صبيان أكبر مني بقليل، يسارعون بغتة إلى مطاردتي، وهم يتهاجون صورة بادية ويصرخون بأعلى صوتهم "عربيت عربيت" (أي عربي بالعبرية) ثم لحقوا بي وطرحوني أرضاً وشرعوا يكيلون لي الضربات على وجهي وبطني وكهري. ولما لم يكن قد سبق لي أن شاهدت مهاجمي هؤلاء قبلاً، فإني لم أعرف سبب احتدامهم الشرس هذا.
ووجدتني مأخوذاً ومرعوباً وغير قادر على الدفاع عن نفسي، ولكني لم أبدأ الولولة إلا حين رأيت اثنين منهم ينكبان على عجلتي بضراوة لتحطيمها، ثم أسرع اثنان من المارة لتخليصي من أيدي المعتدين الذين أفلحوا في الفرار. وساعدني أحد المنقذين وهو رجل مسن، في النهوض وقادني إلى صيدلية قريبة لتضميد جروحي.
باتت عجلتي لا تصلح لأي استعمال، فتركتها وأنا كسير الفؤاد على قارعة الطريق وركبت الأوتوبيس إلى يافا، حيث عدت إلى البيت وأنا لا ألوى على شيء. وإذا كنت متألماً يستنفذني الإمتحان الذي تعرضت له، فإني سريعاً ما نمت. وبعد ذلك بساعات، أيقظتنا في منصف الليل طرقات آمرة على الباب. وإزاء تساؤل والدي القلق، فقد أجابنا صوت جهير: "بوليس"، كان منزلنا مؤلفاً من ثلاث غرف يتراكم فيها أفراد عائلتنا السبعة، مما يجعله أضيق من أن يستقبل العشرة شرطيين عرب وحفنة الضباط الذين كانوا في معظمهم إنكليز والذين كنا نستطيع تمييزهم عبر إطار الباب. وتقدم أحدهم من والدي ومد إليه بمذكرة توقيف بحقي. فكان من المطلوب أن أتبعه إلى مقر دوائر الأمن العام لأجل الإستجواب. ولم يسبق لأفراد عائلتي أن تنازعوا مع البوليس أبداً. كان أبي دقيقاً في نزاهته، محترماً للقوانين السارية وتأبى عليه النخوة كما يفهمها أن يرتكب أية مخالفة، ولهذا فإنه كان في مجرد اقتحام قوات الأمن لمنزلنا في ساعة متأخرة بحد ذاته، ما يصدمه، إذ ما ترى الجيران قائلين؟ وأية جريمة ارتكبت أنا لأستحق مثل هذا العرض للقوات؟
ولكأني أنظر إليه الآن وهو كمن يطرح الأسئلة على الضابط فيجيبه بجفاء بأنه لا يعلم شيئاً. ولقد تعرفنا جميعنا على محدث أبي. إنه الحباب، الذي كان برغم انتمائه إلى المخابرات "السرية" معروفاً تماماً في يافا. فهو فلسطيني ومدافع مطواع عن السلطة الإستعمارية. وكان مكلفاً من قبل رؤسائه الإنكليز بمكافحة "التخريب". فكان الناس يخشونه ويحتقرونه في آن معاً، ذلك أنه كان يبذل كل الحماس في مراقبة مواطنيه وفي قمع كل ما قد يؤدي إلى اضطراب الأمن قمعاً لئيماً شرساً. واحتج أبي بحداثة سني، وصاح "إنكم لا تستطيعون اقتياد طفل في الثانية عشرة من عمره في هزيع الليل" إني أعدكم بأن أقتاده إلى مكتبكم في الساعة الأولى من صباح غد. إني أعلم أن ابني بريء، وأتوسل إليكم أن تصبروا.. "إلا أن الحباب بقي جامداً.
فهو لن يغادر المكان بدوني" وأخيراً وافقط على أن يرافقني والدي. وبدأ الإستجواب فور وصولنا إلى مقر الأمن العام. وسرعان ما سألني الحباب وهو جالس وراء مكتبه من مصدر الكدمات الظاهرة على وجهي. وما أن أنهيت سرد ما وقع لي في تل أبيب حتى وصفني بالكذاب، ثم، إذا بشرطي يدخل علينا وهو يلبس ثياباً مدنية، فيتهمني بطعن حدث يهودي في قدمه خلال مشاجرة حدثت في اليوم ذاته في يافا. فأوضحت له أنه لا يمكنني أن أكون القائم بهذا الإعتداء لأني كنت أنا نفسي لحظة ذاك، أتعرض لهجوم في تل أبيب. وعند ذالك أدخل الحباب إلى المكتب اثنين من رفاقي اليهود ممن كنت أعدهم بين أصدقائي الحميمين. فوافقا بتأكيد على رواية الشرطي مضيفين أنني كنت رئيس العصابة التي هاجمت فريق الطلاب اليهود.
كنت مذهولاً ومخنقاً من موقفهما الظالم تماماً، وحين سألتهما عما إذا كانا شاهداني بأم أعينهما أشترك في الشجار، أجابا نعم. ولم تنفعني احتجاجاتي بشيء لأني لم أكن أستطيع تقديم شهود مضادين. وعندما أنهيت المواجهة. طرد أبي. الذي كان لا يصر إعادتي على البيت بقوة السلاح. كنت مهاناً عاجزاً، أصر أسناني والدموع في عيني وبعض الزعماء يدفعون أبي بشراسة بينما كان يصيح بأني بريء ويناشد الحباب العدل. ثم حبست في زنزانة معدة للأحداث من الجانحين، فلم أستطع أن أغمض عيني بقية الليل.
وفي صبيحة اليوم التالي، حاول الحباب أن ينتزع مني اعترافاً، فراح يضربني بمسطرة على أصابعي، ثم إن سكوتي الذي تأوله هو عجرفة، كلفني مضاعفة الضربات، وفي النهاية قال لي: "إنك لا تريد أن تعترف... حسناً سوف تحال على المحكمة". ثم اقتدت تحت الحراسة إلى طابق الأحداث.
وهناك طرح عليّ رئيس المحكمة وهو إنكليزي يتكلم عربية ركيكة، بعض الأسئلة. فأعدت مرة أخرى سرد ما ألم بي، إلا أن ذلك لم يترك في نفسه ببديهة الحال أي تأثير. ثم اقتدت مجدداً إلى طابق الحباب الذي أبقاني واقفاً عشر ساعات إلى أن أبلغني في ساعة متقدمة من الليل وبحضور والدي نص الحكم. إنه حكم بالأدلة وبإبقائي ستة في الإقامة تحت المراقبة، يكون عليَّ خلالها أن أكفِّر عن سيرتي السابقة، وأقوم، في جملة ما أقوم به بالمثول مرة في الأسبوع أمام الحباب لأقدم له تقريراً عن حركاتي وسكناتي. ولأول مرة في حياتي أستشعر الإحباط والحقد. الحقد على الإنكليز الذين يقهرون شعبي، والحقد على من وضعوا أنفسهم من مواطني في خدمتهم، والحقد على الصهيونية التي حفرت هوة بين الفلسطينيين واليهود. غير أن اليأس الذي استشعرته إثر الظلم الذي لاقيته، جرى التعويض عليه جزئياً بالعطف الذي أظهره محيطي لي، حيث كنت أعتبر بطلاً بأكثر مما كنت أعتبر ضحية. أفلم أصمد في وجه المتعسفين وجهازهم القمعي؟ وسرعان ما منحني مدير المدرسة رشاد الدباغ عطلة لمدة أسبوع لأتعافى من جراحي ومن تجربتي المؤذية. وحين عدت إلى الصف احتفى بي رفاقي، ثم أصبحت، وأكثر من أي وقت مضى، الرئيس غير المنازع بين "أشبال النجادة".
فأما أهلي، فأنه بدا لي أن حنوهم عليَّ قد تعاظم. وقليلاً ما علّق أبي على الإمتحان الذي تعرّضنا له سوية، إلا أني كنتُ أعرف عمق وطنيته، فكنت أعلم أن في وسعي الإعتماد على مناصرته، فقد وافق، بشأن والدتي، على انتسابي للنجادة، برغم أنه هو لم يكن عضواً في أية منظمة عسكرية أو سياسية ومع هذا فإنه كان يتصرف في الأشهر التي تلت توقيفي بصورة غريبة، فقد لاحظنا، أخي عبد الله وأنا، بأنه يقفل بالمفتاح إحدى الخزانات فلا يستطيع فتحها أحد سواه، وكان يعتزل من حين إلى آخر في إحدى غرف منزلنا التي توجد فيها الخزانة بالذات؟ ثم يخرج منها بدون أن ينبس بكلمة. فقررنا ذات يوم، بعد أن أثار ذلك فضولنا، أن نراقبه من ثقب الباب. وكم كانت دهشتنا حين رأيناه يتجه نحو الخزانة بالذات؟ ثم يخرج منها رشاشاً بديعاً.
فأبي الذي كان على ما هو عليه من الرقة والوداعة، كان يزيل الشحم عن سلاحه وينظفه بدقة ويربت عليه بعطف، كان السلاح باهظ الثمن بالنسبة لحانوتي مدك والدي، وحسبنا أنه لا بد أن يكون بالتأكيد مقاتلاً تابعاً لتشكيل سري. غير أن الحقيقة لم تكن تكابق توهماتنا، فبعد ذلك بسنة. أي في مطلق عام 1947، وعندما جرؤنا أخيراً على أن نعترف بسر فضولنا، فإن والدي باح لنا بأنه اشترى رشاشه بماله الخاص. فليس من المستبعد، كما قال لنا، من أن يسحب الإنكليز جيوشهم من فلسطين، فينبغي لنا إذ ذاك نكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا ضد اليهود الذين يتسلحون إلى أبعد حد. ثم أن غالبية سكان الأحياء العربية في يافا الواقعة على مقربة من التجمعات اليهودية فعلت الأمر نفسه. ولما لم يكن في وسعهم الإعتماد في دفاعهم على أحد، فإنهم بدأوا يترقبون بخشية اليوم الذي يصيرون فيه تحت رحمة المقاتلين الصهاينة. أما المنظمات الفلسطينية فكان يعوزها السلاح أعوازاً قاسية. فمنظمة النجادة التي كنت أنتمي إليها، كانت تدرب أعضاءها باستخدام البنادق الخشبية وهكذا فإنه لم تتح لي مطلقاً فرصة أن ألامس أو حتى أن أرى سلاحاً حقيقياً، غير ذلك الذي رأيته بين يدي والدي، فكان قوام تدريبنا هو التمارين البدنية والمحاضرات النظرية على فن حرب العصابات التي كان يلقيها علينا العسكريون القدامى الذين قاتلوا في الحرب العالمية الثانية في صفوف الجيش البريطاني. ولم يكن للحركة الوطنية الفلسطينية أي وجود منظم، فانهيار الثورة الشعبية لأعوام 36-1939 الدامية أباد صفوفها وبعثر الأحياء من قادتها، فكانوا في معظمهم حبساء في سجون الإنكليز أو مكرهين على المنفى. وفي تلك الفترة سمعت كثيراً بالحاج أمين الحسيني مفتي القدس وزعيم الحركة الفلسطينية، ولكني كنت أعلم القليل عنه، اللهم إلا نفوره من النجادة التي كانت تزعم أنها تريد الحفاظ على استقلاليتها الكاملة إزاء "الرؤساء التاريخيين" وإنما أتذكر فقط عودة جمال الحسيني إبن عم المفتي، من المنفى، والإجتماع الشعبي الكبير الذي حشد على شرفه في ساحة الساعة بيافا، كنت أحد آلاف المتظاهرين الذين يصيحون معربين عن إرادتهم بالكفاح من أجل فلسطين عربية ومستقلة.
كان جمال الحسيني أحد الرؤساء المستورين لإحدى المنظمات الفلسطينية العديدة التي كانت قائمة حينذاك، ألا وهي منظمة الفتوة، وبعيد مرور بيافا بدأت المحاولات الرامية لتشجيع دمج الفتوة، وبعيد مرور بيافا بدأت المحاولات الرامية لتشجيع دمج الفتوة بالنجادة. وأوفدت الجامعة العربية لهذا الغرض ضابطاً مصرياً يُدعى محمود لبيب، إشتهر بروابطه بالإخوان المسلمين، ومع أن مهمته كانت شاقة إلا أنها تكللت بالنجاح. ظاهراً على الأقل. ذلك أن الفصيلين اندمجا في تشكيل جديد اتخذ اسم "منظمة الشباب" إلا أن هذه العملية بدلاً من أن تزود الحركة بدفعة جديدة، فإنها أغرقت مناضلين المنظمتين الموحدتين توحيداً اصطناعياً، في الفوضى ثم أصابتهم بالتالي بالشلل. فقد أوقف زعيم النجادة محمد الهواري كل نشاط تعبيراً عن احتجاجه ضد هذا المشروع الذي كان يعارضه حتى من حيث المبدأ ثمن أن الهواري أسهم، وهو الخطيب المصقع والقائد الموهوب، والقومي المتقد، في تثبيط عدد من المعجبين به ومن محاربيه عندما انزلق من السلبية إلى التعاون مع العدو واضعاً نفسه في خدمة إسرائيل منذ احتلال القوات الصهيونية ليافا. وأما "منظمة الشباب" فقد ماتت رغم أنفها في ذات الحقبة. ويقيني أن الإنكليز ليسوا غرباء عن إجهاض هذا المشروع. فقد كانوا يعملون، بين جملة ما يعملونه، بواسطة عملائهم داخل الجامعة العربية فلا يتوقفون عن الدسيسة والكيد لإضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية، إن بإثارة الانقسامات داخلها، وإن بجعلها غير فاعلة، كما حدث في حالة تحييد النجادة والفتوة. كان الفلسطينيون مجمعين على المطالبة بإنهاء الإنتداب البريطاني وبإيصال بلدهم إلى وضع الدولة الكاملة السيادة. وإذ ذاك فإن السلطات الإستعمارية ضاعفت الإجراءات والمبادرات من أجل تبرير وتمديد وجود سلطانهم ومن أجل هذا فإنه كان لا بد لها أن ترى الإنشقاقات في فلسطين وأن تفاقم موجودة اليهود والعرب وأن تثير المواجهات المسلحة بينهم عند اقتضاء الحاجة. وفي ربيع عام 1946، ألغت حكومة لندن ضمناً كافة أحكام وتدابير "الكتاب الأبيض" لعام 1939 عندما أذنت بقبول 100000 مهاجر يهودي إلى فلسطين وبشراء الصهاينة للأراضي العربية. معلنة ان بريطانيا العظمى ستستمر في ممارسة انتدابها على فلسطين طالما ظلت الظروف لا تسمح ببلوغ هذا البلد الإستقلال.
وفي بداية عام 1947 شاهدت بأم عيني كيف أن الإنكليز يسعون وراء جعل حضورهم أمراً لا غنى عنه، والبرهنة على أن انسحابهم سيفضي إلى حمام دم في فلسطين. فقد لاحظنا، رفاقي وأنا، وفي عدة مناسبات دبابة خفيفة ترابط في يافا وتطلق النار على الأحياء اليهودية في تل أبيب. وعندها ظن اليهود أن العرب فتحوا النار عليهم فردوا بالمثل. ثم إن الإنكليز قاموا بالعملية ذاتها وبوجهة معاكسة مطلقين النار من تل أبيب على يافا. وهكذا فقط راحت المناوشات، ثم المعارك من بعد، تتضاعف بين فريقي السكان، وذلك حتى شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من السنة ذاتها عندما لاحظت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن التعايش بينهما بات غير ممكن فقررت تقسيم فلسطين إلى دولتين.
وقد اتخذت السلطات الإستعمارية موقفاً واضح الإنحياز لصالح الصهاينة لترجيح الغالبة التي تتمتع بها الأكثرية العربية. فبينما كانت تمارس على العرب قمعاً لا رأفة فيه، فإنها كانت تعامل الإرهابيين اليهود، برغم قيامهم بجرائم في وظيفة ضد الإنكليز، بتسامح يتجاوز الإدراك، كان سلطات الأمن تغمض عينيها عن الدفق الكثيف من الأسلحة الذي تتلقاه الهاغاناه والمنظمات الأخرى من الخارج، في حين أنها لم تكن تتردد في سجن أي عربي يحوز سلاحاً نارياً. وتحظر علنياً أن نقتني حتى الخنجر، وتعتبر حمله جنحة يُعاقب عليها بالسجن مدة ستة أشهر. وهكذا فإن نسبة القوى التي كانت تبدو في صالحنا في السنتين الأوليين بعد الحرب، إنقلبت لصالح الصهاينة غير أنه من الصحيح أن هؤلاء كانوا يتمتعون بدعم وتواطؤ من الخارج، لم نكن نتمتع به. فالدول العربية كانت تظهر لنا تعاطفاً بالغ "العذرية" والأفلاطونية، فتعد بالكثير ولا تزودنا عملياً إلا بمعونة شبه رمزية. ولم يكن الفلسطينيون يتمتعون بمنظمة شبيهة بالوكالة اليهودية التي كانت تستقطب الأموال والوسائل التي لا غنى عنها لشراء ونقل الأسلحة. كما كانوا محرومين من القيادة السياسية والعسكرية التي يسعها، فيما لو وجدت، أن تنظم مقاومتهم.
وإذا سلموا إلى قدرهم، وهم يخشون حدوث مجازر شبيهة بمجزرة دير ياسين، فإن مئات الآلاف من الفلسطينيين قرروا مغادرة وطنهم تحرزاً، لا سيما وأن بعض " اللجان الوطنية" المؤلفة من مناضلين قوميين، وخاصة في يافا، كانت تطمئن من يريدون المغادرة بأن منفاهم سيدوم قليلاً، فإن هي إلا بضعة أسابيع أو بضعة أشهر، أي الوقت اللازم لتجمع الجيوش العربية لكي تقهر القوات الصهيونية. ذلك أن القرار الذي أعلنته البلدان العربية بمقاومة إنشاء دولة إسرائيل بالسلاح، أثار أملاً كبيراً لدى الفلسطينيين.
وحين أسترجع ذلك، فإني أعتقد أن مواطني أخطأوا حين وثقوا بالأنظمة العربية. كما أخطأوا على أية حال، حين تركوا الميدان خالياً للمستوطنين اليهود. كان عليهم الصمود مهما كلف الأمر. فما كان في مستطاع الصهاينة أن يبيدوهم حتى آخر رجل. وعلى أية حال، فقد كان المنفى بالنسبة لكثيرين بيننا أسوأ من الموت. وإذا كانوا يجهلون ما ينتظرهم، فإن أهلي قرروا خلاف ذلك، فهم في نهاية الأمر، يلتجؤون إلى عزة المدنية التي ولد أبي فيها، ثم أنهم لاستئمانهم، خلفوا وراءهم أثاثهم وممتلكاتهم حاملين معهم الأمتعة الشخصية ذات الضرورة القصوى، ولكأني أنظر الآن إلى أبي وهو يمسك بيده مفاتيح مسكننا ويقول لنا مطمئناً أننا لن نلبث أن نعود إليه. ولكنه قدر لي ألا أرى بعد ذلك المنزل الذي ولدت فيه، فقد مرت على ذلك ثلاثون من السنين وأنا لا زلت أجهل ما إذا كان قد دمر أم لا. والحق هو أني أفضل ألا أعرف.
يتبع
!الحقد والكراهية يهدران الطاقة الإيجابية
الحقد والكراهية يهدران الطاقة الإيجابية!
من أرشيف مجلة الهديل
أين تقع الشاكرات السبع وما هو عملها؟
لماذا تغطي الراقصة سرّتها؟
الشاكرات هي مراكز استلام الطاقة في جسد الإنسان والتي تم تحديدها عبر أكثر من حضارة حسب علومها منذ ما يزيد عن خمسة آلاف عام من الصين إلى الهند إلى الفراعنة وغيرهم.. والشاكرا لا يختصر وجودها في أعلى الرأس، وهي التي تستلم الطاقة خلال الصلاة وتجعل الصِّلة مع الله قوية، إنما عدد الشاكرات لدى الإنسان هو سبع، وهذه المراكز تستلم طاقتها الإيجابية لحماية الإنسان من التعب والمرض والأذى ولها ألوان الطيف السبعة وتظهر جلياً خلال قياسها بجهاز كيرليان، وكل لون يشع أكثر من غيره بحسب الحالة النفسية لدى الإنسان ومن خلالها يعرف الحيوان حقيقة شعورنا تجاهه إن كنا نفكر بأذيته أو تجنُّبه.
الشاكرات وأماكنها حسب الترتيب من أعلى إلى أسفل كالتالي:
- قمة الرأس أو شاكرا التاج (وهي التي تبقى مفتوحة ولا يتكوّن عظمها حتى يبلغ الطفل عدة أشهر)،
- ما بين الحاجبين أو شاكرا الحاجب (ولها مسمّيات عدّة لدى مختلف الحضارات القديمة ومنها العين الثالثة عند الفراعنة)،
- شاكرا العنق أو الحنجرة،
- شاكرا القلب وهي بجانب القلب،
- شاكرا المعدة (ويختلف البعض على مكانها ومنهم من يسمونه العجز)،
- شاكرا السرّة وأخيراً شاكرا الأعضاء التناسلية (وتكون وسط المبيضين عند الإناث ومكان البروستات عند الذكور).
ما يجب أن نعرفه أيضاً أن تلك الشاكرات ليس لها دلالات مرئية على أماكن وجودها، إنما تمّت معرفتها عبر البحوث، كذلك هي لا تتلقى الطاقة السامية فحسب بل تستلم الطاقة السلبية ومن بينها الحسد، لذا كانت فتيات الهوى والليل في العصور القديمة حتى الراقصات تخفين تلك المناطق وخصوصاً شاكرا السرّة، ليحمين أنفسهن من شهوة الرجال التي قد تأتي بالإرهاق والمرض على كثرتها.
كيف نشحن أجسادنا وعقولنا بالطاقة؟
عدة طرق تزوّدنا بالطاقة الإيجابية وتسلبنا الطاقة السلبية وقد ورد ذكر الوضوء والتيمم والماء في الأعداد السابقة، حيث اتفق أن الماء يزوّد الإنسان بالطاقة خلال الوضوء وطريقة ملامسة الأطراف خلال عملية الوضوء هي التي تسحب الطاقة السلبية، كذلك عندما يضع الإنسان يديه على التراب ليتيمم فالتراب يسحب الطاقة السلبية من جسم الإنسان ويمده بأخرى إيجابية ليتمكن المصلي من أداء الفريضة. كذلك أشرنا إلى أن إبريق الفخار يعيد الطاقة الكاملة للمياه بعد وضعها فيه ما لا يقل عن نصف ساعة حيث الفخار أو الصلصال هو المادة التي خُلق منها الإنسان.
لماذا طلب الله من الرسول الكريم (ص) أن يرتل القرآن ليلاً في شهر رمضان؟
الطريقة الأفضل لتلقي الطاقة من القرآن الكريم:
صحيح أنه ورد ذكر تزوّدنا بالطاقة عبر الشاكرا أعلى الرأس خلال قراءة القرآن وخصوصاً خلال الصلاة حيث تخلق امتداداً لها ما بين الإنسان والله، لكن المشكلة لمن يظن أنه قد يتلقى الطاقة بأي طريقة يقرأ بها القرآن، وهذا خطأ بحسب العالم الفيزيائي الدكتور علي كيّالي حيث أكد أن هناك ثلاثة طرق لقراءة القرآن وهي: التلاوة، القراءة والترتيل. وأما التلاوة فتعني المرور السريع بالآيات دون التوقف أو التفكر بمعاني الكلمات. والقراءة هي الفهم المبسّط لها، وأفضل المستويات الثلاثة هو الترتيل ويعني البحث في كل آية وكل معنى للاستنباط، وهذا قمة استلام الطاقة السامية وخصوصاً في الليل حيث تتنزل بها الملائكة، لذا طلب الله إلى رسوله الكريم أن يرتل القرآن ليلاً لا أن يقرأه (سورة المزمّل من الآية 2 حتى الآية 4) {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلا* نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا* أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا}.
ولكي لا يشق على الناس أن يقوموا بترتيل القرآن لأنه صعب عليهم أن يفهموه ويشرحوه ويستنبطوا معانيه، طلب الله منهم أن يقرأوه، مؤكداّ عزّ وجلّ أن قراءة القرآن كفيلة بإيصال التغذية بالطاقة وهذا ورد في أكثر من آية منها الآية 20 من سورة المزمّل {... فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ...}
المشكلة التي تواجه الإنسان بالحفاظ على الطاقة ليست واحدة، ومن بينها عدم وجود تراب بقربه، كذلك المياه الميتة التي تفقد طاقتها خلال وصولها إلى المنازل عبر الأنابيب المعدنية أو البلاستيكية، واختفاء الأنهار والأشجار والشتول والزهور من بين المنازل ورغم ذلك يبقى القرآن بين أيدينا لنتزود منه ما نحتاج من طاقة، وتبقى فريضة الصلاة متوفرة لنستمد خلالها طاقة مباشرة من الخالق عز وجل.
كيف نحافظ على طاقتنا؟
كيف نحافظ على الطاقة؟
المهمة الأصعب هي الحفاظ على الطاقة التي تردنا وإن كانت قليلة، لأننا في عصر حروب وجهل وكراهية ودمار وحقد وأذى على أنواعه وادعاء بأننا مؤمنون بالله لكننا نفعل ما نريده نحن وليس ما يريده هو، كما يظن كل واحد منّا أنه هو على حق، ويراه الغير، أضعف من أن يقود قفير نحل واحد، وعلت الأصوات وما عاد يفهم الواحد على الآخر.. هذه الطباع والعوامل كلها من مذهبات الطاقة الإيجابية، فنرى الناس متسرعون باتخاذ القرارات دون التفكير بعواقبها حيث الذهن البليد المشتت، وخواsر القوى الجسدية وانحطاط مستمر حتى أنهم يضعفون أمام الوقوف لدقائق قليلة لأداء واجب الصلاة، وقواهم العقلية على ذهاب وضعف، والبصر يبدأ بالزوال بعمر الطفولة، والأعضاء الداخلية متعبة وأولها الكبد..
الطريقة الوحيدة للحفاظ على طاقتنا التي تعطينا الصحة والقوة في كل ما سلف ذكره حسب الدكتور علي كيّالي تكمن بالإبتعاد عن الكراهية والحقد لأنهما يذهبان الطاقة الإيجابية السامية التي قال الله أنها تتنزل من السماء، ويخلِّفان الأذى الذي يولِّد بدوره الحروب والدمار والكفر والظن بالباطل أنه حق وأن الحق باطل.
الأشد خطراً على الإنسان الذي يحاول أن يحافظ على طاقته الإيجابية هو إنسان آخر مليء بالحقد والكراهية، إذ باستطاعته أن يُذهب الطاقة السامية الإيجابية من المحيطين به ولا يعلمون لماذا تبدلوا من متفائلين إلى متشائمين، ولا لماذا أصبحوا ضعافاً أو حاقدين لذا على كل منّا أن يشحذ نفسه بالإيجابية ليقي نفسه والغير من الكفر والأذى.
سهير قرحاني
د. وليد أبو دهن: أطوّر علاجاً لتعديل ضغط الدم
د. وليد أبو دهن: أطوّر علاجاً لتعديل ضغط الدم
من أرشيف مجلة الهديل
في أوستراليا لم يكونوا مهتمين بتطوير الـNeuroskeletalTherapy
أحد الأطباء اللبنانيين قال لي: علاجك ثورة في عالم الطب
ذهب إلى أستراليا لدراسة أمراض العمود الفقري، فتفوّق في جامعته وطوّر العلاج باجتهاده.. سجّلت أستراليا اكتشافه باسمه واستمر بعلاج المرضى هناك نحو 12 عاماً، وقد أعطته الصحافة الأوسترالية حقه بنشر كل الحالات التي كان يعالجها من مشاهير في عالم الفن، الأزياء، الرياضة وغيرها من حالات الشفاء حتى أسموه (اللبناني صانع المعجزات)، ومن بين المشاهير نجمة هوليوود نيكول كيدمان طليقة توم كروز والنجم راسل كرو ورئيس وزراء أستراليا. لكن الشوق لرؤية الأهل والحرقة لمساعدة المرضى في وطنه الأم أعاداه إلى لبنان ليحقق فيه المزيد من النجاحات.. هو الوحيد في الشرق الأوسط والعالم بأسره الذي يقدم هذا العلاج، وحقق إلى الآن حالات شفاء مستعصية من الديسك وشلل الأطراف، كذلك من أصعب حالات الصداع النصفي/Migraines وغيرها، وللوقوف على آخر اكتشافات د. وليد أبو دهن في طب الـ Neuroskeletal Therapy وحالات الشفاء كان لنا معه الحوار التالي:
هناك مرضى يدّعون أنهم يتلقون علاجاً مماثلاً عند بعض الأطباء، فما ردُّك؟
مستحيل، فإلى الآن لم أدرِّس هذا العِلم لأحدٍ لا في لبنان ولا في أي بلد آخر ولا حتى أستراليا المكان الذي ابتكرتُه فيه، وإنْ لم أكن قد درَّسته بنفسي وأنا مكتشفه، فكيف سيفعل أحد آخر؟ لقد عرض عليَّ الإتحاد الأوروبي مؤخراً تسجيل اكتشافي لديهم وتعليمه لكني رفضت البقاء بعيداً عن وطني وإلا لكنت بقيت في أستراليا.
ما هو العلاج بالـNeuroskeletal Therapy؟ وكيف يعمل؟
الـNeuroskeletal Therapy يعالج الأمراض من خلال الضغط بخفّة لوقت معيّن في أماكن محددة على الظهر، وبعضها على أعصاب بجانبَي العمود الفقري، لإرسال إشارة للدماغ عن العطل وفي أي عضو هو ليبدأ بإصلاحه، أي تحفيز الدماغ عبر الجهاز العصبي على حل مشكلته بنفسه، وهذه ميزة خلقها الله فينا دون حاجة للدواء ولا للمسكنات ولا حتى التدليك. إن جسد الإنسان آلة ذكية جداً، رغم تعقيده، وهو يعمل على إصلاح نفسه طيلة الليل بينما نحن نيام، وسأعبر عن طريقة علاجنا بالتالي: كلنا نعلم أن الجسد يبدأ تكوينه من خليتين واحدة من الأب والثانية من الأم، وعند بلوغ سن الـ 18 يكون الإنسان كاملاً بكل أعضائه وخلاياه وعددها حوالى 26 تريليون خلية.. شكَّلوا الجسد لوحدهم دون توجيه أو تدريب أبداً، وهو ذكاء الـDNA حيث تعرف كل خلية مكانها وهذا بمشيئة الله، وهي مبرمجة لتكوين عضو من الجسد مثل الشعر، الجلد، العضل إلخ... والجسد الذي يتكون بهذه الطريقة لديه القدرة أيضاً على إصلاح كل شيء إن أعطيناه المجال والفرصة والطريقة، لكننا نحن من نقول للدماغ: لا تعمل لأننا سنعتمد على الدواء، أو الجراحة أو العلاجات الباقية، عندئذ يعتاد على التراخي. والعلاج يعمل على ثلاث مراحل، أول مرحلة نوقف تطور المشكلة، الثانية نحلها، الثالثة نعيد الجسد إلى ما كان عليه قبل المرض ولا يحده عمر معين، فنحن نعالج المرضى من عمر يوم حتى آخر العمر. فالأطفال والحوامل وحتى من لديهم كسر في العمود الفقري صاروا بألف خير.
أي أمراض يشفي؟
من الأمراض التي يشفيها: الديسك، التكلّس، إلتواء العمود الفقري، إصابات الرياضيين، الشقيقة والتي تكون معظم حالاتها من مشكلة في الرقبة، التشنجات العضلية، مشاكل الركب، الروماتيزم والإكتئاب. لكن هذا العلاج لا يقف هنا، بل أثبت نجاحات كبيرة في الشفاء من الشلل منها شلل الأطراف التي تسببت بها مشكلة ما في العصب، بعض مشاكل المعدة، مشاكل نسائية وكلها احتار بها الأطباء رغم أن التحاليل والصور أثبتت عدم وجود عطل فيها سوى أنها لا تعمل جيداً، لكن الأمر يعود إلى عدم الإتصال جيداً بالدماغ وبسببها يعيشون على الدواء، كل ذلك تم إثباته كذلك هناك حالات شفاء غريبة حصلت تلقائياً خلال مرض آخر، مثل التبوّل المستمر، ومعناه أن المريض كان يشكو من ضغط على عصب المبولة وهو بين الفقرتين الثانية والثالثة، والبعض يقول بأن التنفس لديهم صار أفضل والكثير من هذه الأمور. كذلك ساعد العلاج سيدات حوامل على تحسين حملهن ومشيتهن خصوصاً في الأشهر الثلاث الأخيرة وإبعاد شبح الألم وما يسمونه "توريك" كذلك إراحتهن من ألم الولادة، أما بعد الولادة فنساعد على إعادة الحوض إلى شكله الطبيعي والتخلص من كل مشاكله مثل هبوط الرحم والمبولة.
بعد 15 سنة من ممارسة هذا العلاج، إلى أي مدى أثبت فاعليته؟ وما هي ومضاعفاته؟
إن كنّا نقصد الحالات المستعصية من الديسك، آلام الرأس والشلل فأظن أننا حققنا نتائج مدهشة حتى الآن، من بينها حالات شلل منذ الولادة للأطراف السفلية أو اليدين. وعلاجي لا يعتمد على الأدوية أو التدليك ولا مضاعفات له والضغط الخفيف على الظهر لا يسبب أي ألم.
ألا يمكن أن يكون هذا العلاج وقائي، أي قبل بدء المشكلة أو تطورها؟
بالطبع، حتى الأصحّاء بإمكانهم إجراء هذه الجلسات قبل الإكتئاب أو الديسك، أو لمجرد إرادة الشخص أن يحس أنه بصحة جيدة. في أوستراليا كان لديّ نسبة كبيرة من المرضى الذين لا يعانون أي مشاكل، فقط يؤمِنون أن أجسادهم بحاجة للصيانة بشكل مستمر، إذ كانوا يلاحظون الفرق عندما يطيلون الفترة بين الجلسات الوقائية، التي كانت تعطيهم الراحة النفسية والجسدية الكاملة بسبب إراحة الأعضاء الداخلية الرئيسة.
أعرف أنك استقريتَ في لبنان منذ حوالى سنتين ونصف، لكنك ما تزال تسافر إلى بعض الدول الأوروبية والخليجية للقاء مرضاك، ومعروف في دول الخليج أن ملامسة الظهر قد تسبب إحراجاً للسيدة الخليجية!
لكني لا أطلب من أي مريض أن يخلع ثيابه، رجالاً كانوا أو نساء، ولستُ بحاجة لذلك وأعالجهم جميعاً من فوق الثياب، لذا لا يتذمَّر مرضايَ خصوصاً السيدات الخليجيات اللواتي يرتحن لعلاج كهذا دون ألم، أو دواء أو إحراج إطلاقاً.
ما الذي طورته بعلاجك حالياً أو تسعى لتطويره؟
أعمل حالياً على تعديل الضغط المرتفع الذي لم يثبت له سبب كالكولسترول، أملاح في الدم، أمراض القلب والكلى. وعادة ما تكون مشكلة هؤلاء انحاء ظاهر بالعمود الفقري في الرقبة، فيسبب ضغطاً على تدفق الدم، لذا نعيد استقامته.
ما الفائدة من تسجيل تطوير علاج باسم الطبيب، هل هي الشهرة؟
لم أسع يوماً خلف الشهرة، ولستُ أنا من طلب اللقاءات التلفزيونية والصحافية في أستراليا، لكني رأيت الفائدة التي يصل إليها مرضاي، ومن خلال تسجيل الإكتشاف يصبح من السهل تعليمه وإيصاله لأكبر عدد من المرضى والأطباء حول العالم. أما من لم يشفوا عندي هم فقط من انقطع الديسك لديهم، كذلك الذين لم يعطوا هذا العلاج حقه، كأن يرتاحوا من الجلسات الأولى فيظنون أنهم شفوا، ومن ثم يعاودهم المرض وكل هؤلاء لا يشكلون نسبة عشرة بالمئة من المرضى.
بم تنصح الناس للعيش حياة صحية خالية من المشاكل؟
نحن نتدخل كثيراً بطريقة الأكل، البيئة التي نعيشها، نظام العمل، "stress"، قلة الحركة، أنواع الأطعمة، المسكنات والعقاقير التي تسكت الألم رغم أنه رسالة مهمة تعني أن هناك مشكلة. كلها سموم نأخذها ونرميها إلى داخل الجسد والقلب، وبما أنهما وفيان معنا، يستمران بالعمل على إصلاح الخلل، لكنهما يصلان إلى مرحلة حرجة لا يستطيعان معها العمل جيداً، لذا علينا أن نساعد أنفسنا من خلال تحسين طريقة عيشنا. ما أفعله هو عِلم، لكن الأطباء الأوستراليين أسموا علاجي معجزة وأنا أراه علم بالمطلق، لكن أحد الأطباء اللبنانيين قال لي: هذا العلاج ثورة في عالم الطب.
كيف هي علاقتك بالأطباء اللبنانيين، إذ قلّة منهم يشجعون زملاءهم ولا أعمم هنا؟
كل ما يهمني أن علاقتي بمرضاي جيدة وهي علاقة ثقة واحترام متبادل، ورسالتي مساعدة الناس الذين يتألمون، وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى. (يفكر لبرهة ويتابع) أحسّ بسعادة عجيبة عندما يأتي إليَّ مريض قائلاً: "شكراً.. خففت وجعي" أو "غيرت لي حياتي". كما أحب أن ينتشر هذا العلاج بين ثلاث فئات من الناس، منهم المتألمون الذين قرروا إجراء الجراحة، فلربما مع العلاج لن يعودوا بحاجة لها.. والذين يعيشون مع أدوية الأعصاب والميغرين لسنوات طويلة.. والذين قيل لهم: إذهبوا إلى المنزل وعيشوا حياتكم مع الوجع، لكل هؤلاء أقول: هناك أمل.
إحدى مريضاتك واسمها إليا أخبرتني بأنها وقفت على رجليها بمساعدة العصا، بعد أن كانت عاشت حياتها مع شلل منذ الولادة قضتها على الكرسي المدولب، وذلك بعد الجلسة العاشرة، وهي تأمل أن تمشي دون مساعدة أحد مجدداً.
الأمثلة كثيرة وأحدثها طفل يده الشمال مشلولة منذ الولادة، بدأ العلاج لدي وهو بعمر خمس سنوات واستمرينا سنة كاملة حتى عادت يده تعمل بشكل طبيعي وهو بعمر السابعة الآن. هذا يعطيني شعوراً رائعاً لا يُثمّن، فبدل أن يعيش حياته معوّقاً ها هو يعيش بشكل طبيعي. ومولي صبية عمرها 16 كان لديها ميغرين تحتاج معه الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج بإبرة لإزالة الألم، وهي الآن لا تشكو من أي شيء، وقد ذهبت لإكمال دراستها في فرنسا. لدي حالات ميغراين عمرها 40 سنة وقد شفيت تماماً. معظم مرضايَ ينتهون من العلاجات الدوائية، العربية والصينية لكني آسف لمن يذهبون للتنجيم والتبصير لحل مشاكلهم الصحية المستعصية لكني لا ألومهم إذ يتعلق المريض بآمال واهية أحياناً لمجرد الإحساس بأن هناك أمل ولو صغير لأنها حالات مزمنة.
مما جاء في كلام مولي باريت/Molly Barrett
في السنوات الثلاث الأخيرة، عانيت من آلام الصداع النصفي، كانت تنتابني نوبات تشبه الصرع من مرتين إلى أربع مرات يومياً، في كل مرة كنت أذهب إلى غرفتي وأقفل الباب والنافذة والضوء والأصوات حتى أنني ولشدة الألم كنتُ أفقد نظري في إحدى عينيّ لمدة عشرين دقيقة تقريباً. أجريت الكثير من التحاليل والصور والفحوص الطبية مع أهم الأطباء لكن لا شيء ساعدني، حتى صرت أتناول أقوى أنواع العقاقير وبعضها تحوي كافيين ومهدئات الألم، لكن بدون نتيجة، حتى فقدت الأمل. في المدرسة لم أعد أستطيع التركيز، وأشعر بالنعاس طيلة الوقت بسبب المهدئات، ثم تعرفت على د. وليد أبو دهن، وجلسة بعد أخرى توقف الألم وأوقفت الدواء نهائياً، وها أنا الآن لا أشكو من أي شيء وأشكر الطبيب أبو دهن على كل شيء. (مولي الآن سافرت لتلقي دراستها في الخارج وهي لا تشكو من أي ألم في رأسها).
سهير قرحاني
التعري تضامناً مع
التعري تضامناً مع.. ماذا حقق إلى الآن؟
مادونا.. هل حقاً تتعرى لأسباب إنسانية؟
طريقة التعبير غير المبتذلة تبقى للأبد.. وإن لم تُحقق مبتغاها
من أرشيف مجلة الهديل
بدأت مع التسعينيات هجمات الأوروبيات والأوروبيين للتعري في تظاهراتهم، وخصوصاً تلك التي تختص بالدفاع عن البيئة، ومن ثم سادت هذه الظاهرة في عدد كبير من دول العالم، إلى أن وصلت إلى فتيات بعض الدول العربية، ومنها مصر وتونس خلال ثورات الربيع العربي، وذلك لأجل الحرية الجسدية للمرأة والثورة، وقد لحقت بركْب هذه العادة، المغنية الأميركية مادونا، وكأنّ لغة الكلام التي يمتاز بها البشر، ما عادت هؤلاء النسوة قادرات على إيصالها لسبب يخصهنّ وحدهنّ..
عندما نتخطى القدرة على إيصال الفكرة عبر الكلام
أو وسائل الإيضاح المعتمدة.. لا نعود بشراً
عندما يتخطى الإنسان قدرته على إيصال أفكاره عبر الكلام، أو الكتابة أو التعبير بأساليب خاصة بالبشر، معناها أنه سيلجأ إلى أي وسيلة تخطر بباله على حجم الثقافة التي يتمتع بها، وإن كان عبر أساليب ملتوية أو إجرامية، ويبرر لنفسه كل أفعاله بعيداً عن أي منطق، وهذا بالتأكيد قمة الفشل الفكري للإنسان.
ومما حصل إبّان ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وغيرها من الدول العربية، سابقة تعري الفتيات اللواتي يطالبن بالحرية النسائية، وحرية الجسد والرأي، بعد أن كانت المطالبة لسنوات بعدم جعل جسد المرأة سلعة للبيع. وقد تعرّت إحداهن وانتعلت حذاءً أحمرَ وجواربَ سوداء طويلة وقالت لأهداف إنسانية.. ألم يكن هذا للمتاجرة بجسدها وهي التي تستعرض صوراً لها باستمرار على الفايس بوك الخاص بها على هذا الشكل؟ وماذا حققت من مطالبها إلى الآن؟ بالطبع لا شيء سوى تنكّر عائلتها ومحيطها لها، لأنها خرجت عن آداب أخلاقياتهم الإجتماعية والدينية، وصارت بائعة هوى، تعيش مع شاب في مسكن واحد، دون أي علاقة شرعية. فهل هذا ما تريده فتيات اليوم؟ هل يطالبن بأن يصبحن بائعات هوى؟ وإن صرن هؤلاء أمهات، فعن أي جيل مقبل نتكلم؟
مادونا الأميركية.. لماذا تتعرى؟
النجمة الأميركية مادونا صارت عندها قصة التعري على المسرح عادة متنقلة من دولة إلى أخرى، خصوصاً بعد أن نشرت لها منذ أكثر من ثلاث سنوات صوراً تبدو فيها بحال من الترهل الشديد بعد أن أوقفت التمارين الرياضية لفترة، وكأنها الآن تريد أن تثبت أمرين أولهما أنها استعادت شباب عضلاتها وبشرتها، وثانيهما، باستطاعتها أن تكون مادونا المثيرة رغم تقدمها بالسن، وهو ما اشتهرت به منذ بداياتها، بعد أن تغلبت على الراحل مايكل جاكسون في حمل اللقب لسنوات. مادونا تعرّت في تركيا، وفرنسا وأميركا وكان آخرها في لوس أنجلس عندما ادعت بأنها تتعرى لأجل الطفلة الباكستانية التي أطلق عليها النار مسلحين لمطالبتها بحق التعليم للفتيات، وقد بدأت تتعرى بطريقة لم تكن عادية بل وكأنها راقصة تعرٍ في ملهى تخلع ثيابها رويداً رويداً، واستمر الصراخ والمطالبة بالمتابعة، حتى كشفت المادونا عن ثدييها عدة مرات.
تعرّت مادونا على المسرح.. ماذا بعد؟؟ ماذا حققت من عُريِّها إلى الآن؟؟ لا شيء بالطبع، فهي لم تحرر السودان من يد الموت جوعاً وعطشاً ومرضاً، ولم تبنِ المدارس للأفغان والباكستانيين ولم تحرر عقولهم من مرض الرجعية والتطرف نحو اللا دين، لأن الدين يطالب بالعلم وليس بالجهل، وكانت نساء أهل البيت وزوجات أصحاب الرسول من أفقه النساء. وبالطبع لم تُلهِ أرباب الحروب من بني دولتها المتاجرين ببيع الأسلحة لزرع المزيد من الدمار بغية الربح المادي لا غير. ولم تصحح عقول العرب الذين انقادوا نحو المال والمتاجرة بالمرأة خير متاجرة بعد أن نسوا أنهم أصحاب الكتاب الذي يتعلم منه علماء الـNasa ليقفوا عند علاقته بالفيزياء وبكل علم.
مادونا تعرَّت لـِ لا شيء يتعلق بالإنسانية، فقط لتثبت أنها تملك جسداً مشدوداً ومثيراً في آن، فهي إن لم تفعل، لن يحضر الكثير لشراء تذاكر حفلها في أي بلد كان، وإيضاً إن لم تفعل لن تبيع ملايين الأسطوانات كما كانت في بداياتها. إذاً مادونا تدَّعي القضايا الإنسانية فتتعرى ولا أحد يربح سوى هي وشركتها المنتجة والتي تكون ربما صاحبة فكرة التعري، وبعض الأغبياء الذين يشاهدونها لست أو سبع دقائق تتعرى وهم قادرون على مشاهدة أكثر من ذلك عبر الإنترنت خاصتهم والذي لم يعد من رادع له.
الطرق غير المبتذلة هي التي تبقى.. و Severn Suzukiأكبر برهان
رغم كل تلك الفضائح المتعلقة بشذوذ الفكر الذي يملكه عدد ليس بكثير من رواد المطالبة بالحقوق، فإن الحال واحد ولم تحقق طريقتهم غير الإنسانية تلك أياً مما يريدونه سوى رفض العالم لهم، ولا أقول هنا أن العقلاء قد حققوا أمراً مما طالبوا به بالطرق المنطقية، ففي العام 1992 وقفت طفلة كندية في الثالثة عشرة من عمرها بين الكبار على منبر قمةUnited Nations Conference On Environment And Development في ريو دي جانيرو في البرازيل، طالبت عبره رؤساء العالم بالتفكير بالقضية البيئية والكثير من القضايا الإنسانية، وأن يفعلوا ما يقولونه وليس الكلام فقط، فقطعوا أنفاسهم لجرأتها وطريقتها في قراءة ما أرادت إيصاله لست دقائق، وهي التي سافرت من بلد إلى آخر لتحضر اجتماع الكبار الأفَّاكين المشاركين بدمار الأرض، فحظيت بدهشتهم وإنصاتهم لها، وأخيراً تصفيقهم الحار، لكنها إلى الآن لم تحظ بضمائرهم أو حتى بلفتة واحدة تنبئ بالخير، إذ إن جارتها أميركا تنص القوانين وترفض تنفيذها، لكن الطرق المشروعة غير المبتذلة هي التي تبقى، فنحن إلى الآن نشاهد Severn Suzuki وبعد حوالى عشرين عاماً وندهش لكلامها، رغم أنها الآن في الواحد والثلاثين من عمرها، لكنها مستمرة بتبني القضايا البيئية غير منتظرة هؤلاء الكذّابين لمساعدتها وهذا هو الأهم حسب رأيها "الكلام وفعل الكلام".
سهير قرحاني
- 1
- 2
awwal khabar
مذكّرة توقيف فرنسية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حملت مجموعة "أوميڠا" على الاحتفال أمام منزله بالمفرقعات النارية
https://stevieraexxx.rocks/city/Discreet-apartments-in-Ashdod.php
مذكّرة توقيف فرنسية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حملت مجموعة "أوميڠا" على الاحتفال أمام منزله بالمفرقعات النارية
محمد سليم سعيد بخش
"القاضي جوني قزّي.."رحلة العمر إلى الجنسية