من ديوان قارورة عطر لـِ الشاعرة ندى نعمة بجاني

عاداني الشَّوْقُ وَالقَلْبُ غالَبَ ذَيّاكَ الهَجْرَ وَكَتَمَ
أَما تَرْأَفُ بِيَ الأَيّامُ بِأَنْ أَرى ثُنائِيَّ،
وَتُسِرُّ فُؤادًا صَلّى عَلى الهَوى وَسَلَّمَ.
فَجاءَ عَلى صَدْرٍ وَما اشْتَكى، وَلا عَناؤُهُ تَكَلَّمَ
فَكُلُّ بَعيدِ الأَلَمِ أَغَرُّ .. إِنْ تَراءَى في عَيْنِ المُتَأَلِّمِ
وَما المَشْكاةُ إلاّ صَدْرُ الحَبيبِ الرَّحيبُ يُزيلُ الهَمَّ.
وَعَيْني ما روحُهُ إِلّا كَليمَةٌ.. تَصُبُّ عَلى روحِيَ القِيَمَ..
وَما طَبْعُهُ إِلاّ مُدَلَّلُ .. إِذا ما لاحَ في هذِهِ الدُّنْيا
راقَبْتُ فيهِ الشَّمْسَ أَيّانَ شَرَّقَتْ، ومَتى غَرَّبَتْ
فَالحُسْنُ عِنْدَهُ لا يَغْرُبُ
كَأَنَّما في عَينَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ كَوْكَبُ
لَوْ سَكَبَ الشِّعْرَ، فَعِطْرًا وَياسَمينًا تَنَسَّمَ،
وَقيثارَةً تَعْزِفُ الوَجْدَ المُضْطَرِمَ..
إنّي أَخْشى عَلى حُلُمٍ يُساوِرُني
إِنْ غابَ وَجْهُهُ أَمْسى العُمْرُ في تيهٍ وَتَيَتَّمَ..
نَدى نعمه بجّاني - لُبْنــان
16 . 8 . 2016
مِنْ ديوان " قارورَةُ عِطْــر"

Comments are closed.