قُبْلَـةٌ عَــلى شِفــاهِ القَلْــبِ

الشاعرة نَدى نعمه بجّاني - لبنان
15 . 11 . 2018
مِنْ ديوان " .. أَدْراجَ الهَـوى"

يُسائِلُني وَهْوَ عالِمٌ بِما شاءَ لِيَ القَدَرُ،
لَوْلاهُ ما كانَ لِلْهَوى إلى القَلْبِ مَعْبَرُ
إنَّ الحَبيبَ الّذي شَغُفَ الفُؤادُ بِهِ،
سَقاني مِنْ طيبِ الغَرامِ ما لا يَفْتُرُ
فَهَلْ أَخْشى مِنَ الأَيّامِ مُقْبِلَةٍ،
وَقَدْ هَلَّلَتْ نَفْسي وَالتَّفْكيرُ وَالقَدَرُ
هُوَ الوَجْدُ الّذي مُذْ أَضْحى لي،
ما نَجَحَ في إِحْنائِهِ العُمْرُ
أَراهُ وَالشَّوْقُ بَيْنَ الرَّمْشِ وَالمُقَلِ،
قُبْلَةً عَلى شِفاهِ القَلْبِ لا تُغْفَرُ
إِذا لِلْحُبِّ حينًا دَعاني بَسَطْتُ يَدَ الوَجْدِ،
وَقَصَّبْتُ وَجْدًا مِنْ خَلائِقِهِ الكِبَرُ.

أَيا هَوًى خَصَّني أَبَدًا شَوْقُهُ،
كَيْفَ السَّبيلُ إِلى كَأْسٍ تُسْكِرُ؟
أَنا الَّتي كُلَّما رَجَجْتَ يَقْظَةَ الوُدِّ،
جُنَّ نَبْضي كَأَنّي مِنْ جَديدٍ أَكْبَرُ
فَما عُدْتُ أُبالي بِرَقْصَةِ الشَّمْسِ،
أَوْ يَصْطَفيني عَلى أَهْدابِهِ القَمَرُ
فَعَيْناكَ مِساحاتُ نورٍ وَشَّحَها البَحْرُ،
وَالثَّعْرُ عَلى جَمْرٍ في الجُذورِ يَسْتَعِرُ
إِنَّكَ إِذا أَقْبَلْتَ سَهِدًا وَالقَلْبُ بِتَناجيهِ يَخْطُرُ
أَقولُ لَيْسَ أَصْفى مِنْ رَفيفِ الحَبيبِ يُبْكِرُ،
وَهْوَ فُؤادُهُ يَسْري بِما يَنْشُقُهُ الصَّدْرُ.

لا تَنْكُرَنّي يا سَمِيَّ الرّوحِ،
وَهَلْ مَنْ بِمِثْلي عَلى هَواها تُنْكَرُ؟
إِنَّهُ لَمِنَ الهَوانِ أَنْ تُلامَ امْرَأَةٌ،
آنَسَتْ فيكَ المَلامِحَ وَما هَواها يُسْتَرُ
إِنْ كُنْتَ تَرْضى بِما أَنْصَفَهُ القَدَرُ
تَعالَ أُقاسِمْكَ الهَوى، تَعالَ يَكْتُبْكَ الشِّعْرُ
إِنّي إِنْ حَييتُ لَأَحْمِلَنَّ أَرْضَ الشَّوْقِ
وَلَسْتُ أَلْقى سِوى الرّوحِ فَوْقَ الغَيْمِ تُزْهِرُ
أَنْتَ الّذي إِنْ صَبا تَحِنُّ إِلَيْكَ المَشاعِرُ
وَما القَلَقُ إِلاّ عَلى فُؤادٍ في هَواكَ يَنْدَثِرُ
أَيا لَيْتَ النَّسيمَ يَزْرَعُكَ مَرْجَ هَوًى لا يَعْرِفُهُ البَشَرُ
أَفْتَرِشُهُ طَوالَ لَيلٍ أَنْتَ فيهِ تَسْهَرُ.

Comments are closed.