بين الصحة والسمنة عند الأطفال

السمنة حالة خطيرة لدى الأطفال

قد تبدو السمنة أو البدانة لدى البعض عند الأطفال، علامة على صحة جيدة، لكن هذا غير صحيح. فالسمنة في مرحلة الطفولة، هي حالة خطيرة، تؤثر على صحة الأولاد، كما وتشكل تحدياً ملحاً في هذه الأيام، وذلك بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي يقدر عدد الأطفال المصابين بالسمنة، تحت سن الخامسة بـِ 22 مليون طفل.
أما بالنسبة لانتشار مشكلة السمنة لدى أطفال بلدان الشرق الأوسط، فلا تتوفر معطيات دقيقة وشاملة حوله. وتشير بعض الأحصاءات، إلى أن 15٪ إلى 45٪ من المراهقين في الشرق الأوسط، يعانون من زيادة الوزن والبدانة. وغالباً ما ترافق السمنة الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل نفسية، اجتماعية وصحية كثيرة.
الوزن الزائد عند الأطفال من أبرز العوامل التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية كانت قد وُضِعت في خانة الكبار فقط. وأبرز هذه المشاكل الصحية هي: السكري، إرتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول. وهذه المشاكل ترافق الأطفال إلى مرحلة المراهقة إن لم يتم معالجتها ومعالجة أسبابها.

العوامل المؤدية إلى السمنة عند الأطفال:

زيادة السعرات الحرارية في الأطعمة وتناول حصص كبيرة من الطعام
تشمل السلوكيات التي تؤدي إلى السمنة تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والمشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر.
ويتبع اليوم الأطفال والمراهقين عادات الأكل السيئة، ويميلون إلى استهلاك الأطعمة السريعة، بدلاً من تناول أطعمة تندرج ضمن نظام غذائي صحي. وتعتبر هذه الأطعمة غير المرغوب فيها، التي هي غنية بالسكريات والدهون، وعدم تناول الخضار والفاكهة بشكل كبير، من الأسباب الرئيسية لبدانة الأطفال.

قلة الحركة والأنشطة الرياضية
نلاحظ اليوم خمولاً لدى الأطفال حيث يمضون فترات طويلة قبالة التلفاز أو الكمبيوتر أو الهاتف. ونرى في معظم المدارس عدم إعطاء وقت كافٍ وأهمية للرياضة وتشجيع الأولاد على الحركة واللعب.

مساهمة المدارس في المشكلة
ويبرز ذلك من خلال وجود الكثير من والوجبات السريعة غير الصحية والفطائر والمشروبات الغازية وغيرها التي تحتوي على نسب عالية من السكر. فهذه المشروبات تعطي إحساساً سريعاً بالإمتلاء، ولكن سرعان ما يجوع الطفل وبالتالي يستهلك وجبات أخرى.
تجدر الإشارة هنا، إلى أن بعض المدارس تقوم ببعض الخطوات لتحسين عادات الأطفال الغذائية، لكن المطلوب هو مشاركة كل المدارس.

قلة النوم
قلة النوم هي أيضاً واحدة من الأسباب الرئيسة للبدانة في مرحلة الطفولة. فالأطفال الذين لا ينامون بشكل صحيح، لديهم مستويات أعلى من الغريلين في أجسامهم. وهذا الهرمون تفرزه المعدة للإحساس بالجوع مما يسبب لهم تناول كميات أكثر من الطعام. وعلاوة على ذلك، يرتبط نقص النوم بمستويات منخفضة من اللبتين، وهو هرمون مسؤول عن وقف الشعور بالجوع. فوجود مستويات أقل من اللبتين يعني أن الطفل لا يعرف متى يتوقف عن تناول الطعام، وهذا يزيد من وزنه.

عامل وراثي
ويعتبر عامل الوراثة مسؤولة عن السمنة أيضاً، وهو ما يعني أن الآباء الذين يعانون من السمنة المفرطة سوف تؤثر لاحقاً على أطفالهم الذين قد يعانون السمنة المفرطة.
عدم الوعي عند الأهل لمراقبة الوزن عند الأطفال

علاج السمنة

مساعدة الطفل على تغيير عاداته الغذائية:
على الأهل مساعدة الطفل على تغييرعاداته العذائية السيئة وهذا يتطلب تغيير عادات الأسرة الغذائية بأكملها. حيث أن الطفل يلجأ إلى تقليد أهله لذا يجب أن يكونوا مثالاً حسناً لأطفالهم.

وتشمل هذه التغييرات الغذائية:
• الحد من تناول الكعك والبسكويت والحلويات والمشروبات الغازية
• استبدال المشروبات الغازية بالمياه أو الحليب
• اختيار اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك
• الابتعاد عن الوجبات السريعة، مثل البرغر، والمعجنات و الطعام المقلي
• جعل وجبة الإفطار روتينية عند الأطفال
• تشجيعهم على تناول الخضار والفواكه
• عدم تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز

تقديم كميات معقولة من الطعام
الأطفال لا يحتاجون إلى كميات كبيرة من الطعام كما يحتاج الكبار. لذا اسمح لطفلك أن يأكل حتى يشبع، حتى لو كان ذلك يعني ترك الطعام في صحنه.

تشجيع الأولاد على الحركة وممارسة الرياضة
من أهم الحلول لمشكلة السمنة هي تشجيع الأولاد على الحركة واللعب والمشاركة في الأنشطة الرياضية. ويمكن للأهل المشاركة كأسرة واحدة في التنزه مشياً أو ركوب درجات هوائية أو السباحة. إلى ذلك يمكن زيادة مستوى نشاط الطفل من خلال تشجيعه على قضاء وقت أقل أمام التلفاز والهاتف.

لا تحرم طفلك من السكريات لكي لا يتناولها سراً
لا يجب على الأهل حرمان الولد من السكريات بشكل كامل إذ إن ذلك سيؤثر سلباً عليه ويحسسه بالحرمان وقد يؤدي إلى أن يتناولها بشكل سري. بل يجب اطلاعه على مضارها وتشجيعه على تناول مأكولات صحيحة.
ويبقى الأهم عدم تخفيف الوجبات العذائية للأطفال من دون أشراف معالج للنظام الغذائي.

أخصائية التغذية نور أمان الدين

Comments are closed.