إجعل سلامتك الغذائية من أولوياتك هذه السنة

تتيح لنا بداية العام الجديد فرصة للتفكير والنظر في ما يمكننا القيام به لجعل حياتنا أكثر صحية. ولأن صحتنا هي الأهم، علينا وضع سلامة الأغذية على رأس أولوياتنا هذه السنة، للحفاظ على الطعام بشكل سليم.
نجد اليوم جراء ازدياد التلوث ولا سيما أزمة النفايات، الكثير من عوارض التسمم الغذائي مثل الإسهال، الصداع، آلام الصدر وحساسية الجلد والأنف والعينين والتيفوئيد وقرحة المعدة. وقد لاحظنا أيضاً الكثير من عوارض التسمم الغذائي مثل الشُّعور بالإِعياء، القيء، الإسهال، المغص، الألم المعدي والحُمَّى.
ومن أنواع البكتيريا الرئيسة المسببة للتسمم الغذائي هي: سلمونيلا (Salmonella)، كلوسيريديم بيرفرنجنز (Clostridium Perfringens)، ستافلو أوريوس (Staph. Aureus) ، كلوستريديوم باتيولينيوم (Clostridium Batulinum) ، ليستيريا (Listeria) وكامبيلوباكتر (Campylobacter).
لذا من المفيد النظر في سلامة الأغذية في منازلنا أولاً، لأن البكتيريا التي تنقلها يمكن أن تسبب أمراضاً خطيرة، وقد تكون مميتة. أما الأكثر عرضة للإصابة بحالات التسمم الغذائي هم: الأطفال والرضع والنساء الحوامل وكبار السن والمصابون بالأمراض المزمنة.
في الواقع، وحسب إحصاءات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يمكن منع 85 في المئة من جميع الأمراض التي تنقلها الأغذية، إذا تناول الناس الطعام بطريقة صحيحة.

لذا ولضمان سلامتنا الغذائية، علينا اتباع هذه الخطوات البسيطة لكي نقلل من خطر إصابتنا بالتسمم الغذائي:

غسل اليدين:
وفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن غسل اليدين لديه القدرة على إنقاذ المزيد من الأرواح أكثر من أي لقاح أو تدخل طبي. لذا، علينا أن نغسل اليدين جيداً في المياه الدافئة والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل. ومن أجل تفادي الإصابة بالأمراض الناجمة عن الغذاء خصوصاً في ظل تسرّب السوائل الناتجة عن النفايات إلى المياه الجوفية، ينصح بإضافة معقم داخل أنابيب المياه.

إبقاء كل الأشياء نظيفة:
يجب تنظيف كل الأسطح الملامسة للطعام، وذلك لمنع انتشار الكبتيريا، واستخدام الماء الساخن والصابون لغسل السطوح، وألواح التقطيع ومقابض باب الثلاجة والأواني. ¬
بعد التنظيف يجب تجنب التلوث الانتقالي. التلوث الانتقالي هو تلوث الطعام من مصادر أخرى: الإنسان، الأدوات والطعام، ما يسبب أمراضاً ناتجة عن تسمم الطعام. تبدأ العملية من خلال غسل اليدين جيداً بعد التعامل مع اللحوم النيئة والدواجن والأسماك والبيض.
استخدام لوحة تقيطع اللحوم النيئة والدواجن مختلفة عن تلك التي نستخدمها لتقطيع الخضار أو الأطعمة الجاهزة التي تؤكل دون طهي. من المهم نقع الخضار والفواكه في الماء، ومن المفضل استخدام فرشاة لإزالة التراب كما يمكن استخدام معقم مخصص للطعام.

المياه التي تضاف إلى الأغذية:
تستخدم في ذلك المياه الصالحة للشرب فقط، تجنبا لتلوث الأغذية.

تخزين الطعام في البرادات والثلاجات:
يبدأ فصل المنتجات عند شرائها وكذلك عند توضيبها في البراد.
يجب إبقاء الطعام البارد في البراد على حرارة 50 درجات مئوية أو أقل والمأكولات المثلجة بين حرارة -°١٧،٧و -°٢٨،٨.
علينا مراقبة درجة حرارة البرادات باستمرار وإبقاء باب البراد مغلق.
اللحم النيء يجب أن يخزن على الرف السفلي تحت الطعام المطبوخ أو الخضار و السلطة.
من المهم أيضاً تبريد الطعام المثلج بشكل جيد من خلال إستخدام طرق التبريد السليمة: ستخدام المياه الجارية، أو نقل الطعام إلى البراد وتركه ليذوب، أو إستخدام الميكرويف. لا يجب إزالة تجميد الأطعمة بتركها على حرارة الغرفة وذلك لأنها تسبب تكاثر الكتريا. من المفضل تجزئة الطعام المطهو إلى أجزاء أو أوعية أقل عمقاً لتبريده بشكل أسرع في البراد. تذكروا أيضاً عدم الإكثار من الأشياء قي البراد وترتيبها بشكل يسمح للهواء البارد بالتنقل بين أجزائها.

شراء واستخدام مقياس حرارة الطعام:
تتكاثر البكتيريا في المأكولات المغذية كاللحوم، البيض، الحليب ومشتقاته، المأكولات النيئة والمطبوخة. وفي ظروف معينة، يمكن أن تنمو وتتكاثرالبكتيريا حيث يصبح الطعام غير صالح للأكل بعد ساعتين.
ولتفادي نمو البكتيريا، يجب الانتباه إلى: مدة تعرّض الطعام للنار، ودرجة الحرارة.
الطريقة الوحيدة لتحديد ما إذا تم القضاء على البكتيريا الضارة هي طهي الطعام بشكل جيد، حسب الحد الأدنى الآمن لدرجة الحرارة الداخلية للأغذية.
وللتأكد من عملية طهي الطعام بشكل كامل، علينا دائماً استخدام مقياس حرارة، ولا يجب الاعتماد على البصر والشم أو الذوق، حيث للمأكولات درجة حرارة داخلية معينة، تحددها كمية الدهون الموجودة فيها، ومن المهم إبقاء الطعام خارج نطاق الخطر، أي درجة حرارة بين 5 و 57 درجة مئوية لتفادي نمو البكتيريا وبالتالي تلف الطعام وفساده. كذلك عند إعادة تسخين الطعام المطبوخ، يجب أن يصل إلى درجة حرارة أعلى من 57 درجة مئوية.

أخصائية التغذية نور أمان الدين