قصر الأحلام والسندباد على أرض لبنان

مَن مِنَّا لا يحلم؟
ومن لم يكن لديه أمنيات يودُّ تحقيقها؟
لكن أن نسعى خلف أحلام تأخذنا إلى عالم الخيال، هذا هو الأغرب! وهذا ما فعله لبنانيٌّ زيَّن أرضه بقصر أحلامه.

العكّاري الراحل محمد علي هَوْشَرْ، كان من بين أحلامه قصرٌ خياليُّ الهندسة، يجمع في حديقته المحيطة به من كل جانب، مختلف أشكال الحياة القديمة ومتطلباتها، تزينها الفسيفساء/الموزاييك المعتَّقة، وإن لم تكن بالحجم الصغير الذي اعتدنا عليه في لوحات القصور الأثرية.

نعم، بنى محمد علي هذا القصر، لكن العمر لم يكن طويلاً حتى يُكمِل إنجازه ويفرح به، إلا أن عائلته هم الذين يكملون بناء حلم والدهم، وهذا ما تراه العين عند أوّل خطوة تجاه المدخل.

عند دخولي حديقة القصر، تراءى لي أنني في قصة من قصص ألف ليلة وليلة، والسندباد إلى جانبي، أكتشف وإياه جوانب مخفية من عالمنا القديم، كل جانب فيه يعود لتاريخ معين، حتى اختلطت الصور التاريخية أمامي ببعضها، كما لو أنها العشرات من أوراق اللعب في يدٍ واحدة، لكن ما بين التحفة والثانية من تلك الصور، يتكسَّر الماضي ليعود بنا إلى حاضرنا مع صوت تكسير الحجارة لاستكمال البناء، وقصر الأحلام هذا يقع في قرية بخعون/الضنية/عكار/شمال لبنان.

للتذكير فقط، الصور لا تنقل جمال الموقع، وهو مفتوح على مدار العام للزائرين، كما نتوقع أن يكون هذا الصيف قد اكتمل الكثير من بنيانه.
سهير قرحاني