!!عيون الله على لبنان.. وعلى عيون السمك

عيون الله على لبنان.. وعلى عيون السمك!!

اليوم نتعرّف على منطقة (عيون السمك):

تُدعى (عيون السمك) وها أنتَ تشكر الله أوّل ما تُطِلُّ- صورتها التي تردُّ إليك النَّفَسَ، أنه منَّ عليك بـِ عينين لترى جمال سياجها العالي المؤلّف من جبلينِ يحدّانِها من الجانبينِ، يقفان بشموخ يراقبان بحيرتها من أوّلها حتى آخرها، كما يؤازران الأنهار التي تصبُّ فيها على مدار العام، وكلما تقدَّمتَ إلى الأمام شمالاً، تتسارع الأنفاس، تودُّ لو تكتشف الصورة بكاملها من أول نظرة، وهذا ما لا يحصُلَ.. فالمَشاهد تزداد جمالاً وروعة، كما تزداد قُرباً وهيبة، وتستمر نزولاً وصعوداً، حتى تجد نفسك على أرض سهلية يقطعها جسراً صغيراً ما هو إلا مجرى نهر صغير، وهو أحد الأنهار التي تغذي البحيرة، والذي لا تجف مياهه حتى يأتي الشتاء بدورة جديدة. بعدها تعرف أن النهر الصغير الذي مررت فوقه، ما هو إلا طريق الشلال الرائع المنحدر من وسط الجبل إلى أسفله، هذا الشلال الذي لا نعرف من شق له طريقه، منذ زمن طويل، ليساهم بصناعة الكهرباء، لشركة ماتت مع ضمائر حكّامنا لتحيا نفوسهم الأمّارة بالسوء.

(عيون السمك) سُمِّيَت كذلك لكثرة العيون فيها حسب ما يقوله أهلها، الذين يدلّونك على نبع صغير هنا، وآخر هناك، رغم كثرة الأنهار التي تلتقي لتؤلف مجتمعة سحابة ماء أرضية تُسَطِّح قعر هذا الوادي المهيب. لن أذكر مساحتها بالأرقام، ولا بعدها عن عاصمة الشمال طرابلس ولا عن العاصمة بيروت بالكيلومترات، وإن أحببتم زيارتها والإستمتاع بحضن يتسع للمئات، وعالم يأخذكم إلى أبعد من حدود المساعي لدمارنا، ما عليكم إلا الذهاب إلى الضنّية شمال لبنان، ويدلّكم أصحاب القلوب الطيبة للوصول.

لن ننسى أن نخبركم أن هناك مقاهٍ ومطاعم غير مُكْلِفة، بإمكانكم تناول ما تشتهونه فيها، والتي بدورها لم تلوثها تجارة القتل التي يمارسها المسؤولين عن صحّتنا من أكلٍ ودواء واحتياجات، وإليكم بعض الصور التي ومهما فعلنا لن نعطي الطبيعة حقها كما ترى العين المجردة من عدسات الكاميرات.


سهير قرحاني

Comments are closed.