يا شعب لبنان العظم، الدولار الواحد تخطى الـ 110آلاف ل ل.. أين الاعتصامات؟ معك ثمن سيجارة وفنجان قهوة؟ إذاً لست فقيراً فلا تشعل الطرقات

سهير القرحاني

مع تخطي الدولار عتبة المئة ألف ليرة لبنانية، وتدني المستوى الصحي والغذائي والمعيشي ككل، أقبل بعض المواطنين في بعض المناطق اللبنانية على إقفال بعض الطرقات على بعضهم البعض. ولا ننسى خنق بعض المواطنين في منازلهم عبر إشعال الدواليب.

التبعيض هنا، لزوم ما يلزم من طق الحنك لأفعال لا تليق بمستوى القهر في هذا البلد الحبيب.

يقفلون الطرقات على بعضهم، ويشعلون الإطارات/الدواليب لخنق ما تبقى من نفسٍ لدى باقي المواطنين. أما المسؤولون عن تفاقم الوضع، فهم في قصورهم يعبثون بما تبقى من موارد في لبنان.

الشعب يبكي يريد طبابة ولا حل. ويبكي يريد دواء حيث يموت البعض من عدم القدرة على شراء الدواء ولا حل.

والشعب يبكي لا يستطيع دفع فواتير الكهرباء والمياه للدولة والتجار، ويبكي لقلة الغذاء له ولأطفاله، وقلة التعليم، وما إلى ذلك مما يُبكي المواطن،
لكن أن ينزل على الطرقات معتصماً لا مقفلاً ولا مؤذياً، فلا، وألف لا.

ما يجعلهم يثورون هي فاتورة الليالي الملاح، مع أفلام المعاصي أو الغراميات على الخاص.
فماذا يُخجل هذا الشعب من الجلوس على قارعة الطريق معتصماً، ممانعاً لدفع فواتير حياته التي لم تعد تليق به؟

هذا الشعب لا يعرف ثقافة الاعتصام، أي أن يجلس أمام من يود مطالبته صامتاً، ساكناً، غير مؤذٍ وقد كتب طلبه على ورقة بيضاء ورفعها.
هذه ثقافة الاعتصام يا سادة، لا ثقافة التكسير وقطع الطرقات على الحوامل وغاسلي الكلى والمحتاجين لطبيب أو ما شابه.
على من تقفلون الطرقات؟ على بعضكم؟ على مرضى السكري والكلى والضغط والقلب والشرايين والكبد والسرطان إلخ؟
لمن تشعلون الدواليب؟ تثأرون من هوائكم فتلوثونه؟ ليس هو من سرق أموالكم.

لا، قد يحين موعد الأرغيلة، أو السيجارة وفنجان القهوة، فيتركون الطرقات ويرجعون إلى المنازل "خرمانين عالتدخين" فيأكلون حتى الشبع ومن ثم "الأرغيلة" والسيجارة وفنجان القهوة. ومن لديه كل هذا هل هو فقير أم فقط مثير للشغب؟
إذاً من يرجعون إلى منازلهم ليسوا فقراء. طيب.. لو لديهم ثمن سيجارة ونفس أرغيلة وثمن فنجان قهوة يعني هم ليسوا فقراء. من هؤلاء المرتاحين الذين يقفلون الطرقات ويشعلون الدواليب؟
وإن كان من فقير قد صدقهم وأقفل الطريق معهم، فهو معذور.

طيب، أقفلوا الطرقات على بعضكم، وعندما يمر مسؤول ما افتحوا له الطريق، قبلوا يده وارفعوا أيديكم تحية له، فهو زعيمكم الذي أمركم بانتهاج طريق الأذى لدعم مبتغاه.

ومن ثم أعيدوا إقفالها على سائق سيارة أجرة يسعى للعودة إلى منزله لأن دخول المرحاض باغته لأنه مريض سكري وضغط

يا من تقفلون الطرقات على الرضيع فإن.. نواياكم ليست شريفة، إما أن تعتصموا على جوانب الطرقات، وإما أن تتركوا الطرقات وشأنها.

Comments are closed.