مخيم عين الحلوة في صيدا.. بعد مسلسل الدم والقلق والتهجير القسري، هل تتوقف المعارك إلى غير رجعة؟

مكتوبٌ هو ما يعيشه أهل مخيم عين الحلوة وكل ما يحيط بهما من مناطق لصيقة وقريبة أم ماذا؟ لا يرحل يوم إلا ومعه غصة رصاصة أو تفجير أو قذيفة أو ذبح وما إلى هنالك. هو مخيم عين الحلوة صاحب مسلسل آلاف الليالي التي لا تريد أن تنتهي من مسلسل الدم والقتل والقلق والتهجير القسري المفاجئ. هذه حياة الفلسطينيين واللبنانيين القاطنين في مخيم عين الحلوة ومحيطه القريب والبعيد.
وإن كانت المعارك الأخيرة المستمرة هذه كما سابقاتها. يحاول لاعبوها أن يدخلوا يد الجيش فيها، والأبرياء، ومن له علاقة ومن لا علاقة له لا من قريب أو بعيد. إلا أن المخاوف تزداد مرة بعد مرة، لأن توضع يد الجيش اللبناني على هذا المخيم، بالطريقة التي حصلت في البارد سابقاً. لكن.. وإن توقفت هذه المعركة هذه المرة، فهل ستكون الأخيرة؟
إن الهم الأكبر، هو لسكان المخيم ومحيطه، حيث تدكهم يد الكفر لعبدة المال والدم والعهر كل مرة يدور في بال أحدهم مخطط ما.
هؤلاء السكان هم من يسرح بهم التهجير مع أطفالهم ومقعديهم ومرضاهم نحو الطرقات، فيكونون عرضة لرصاص القناصة وقذائف الهاون وغيرها. والمصير، إما أن يموتوا في منازلهم، أو على طرقات التهجير. وكأن تهجير الفلسطيني من وطنه لا يكفي.
ولا ننس اللبنانيين القاطنين في محيط هذا المخيم عالي التوتر والنكسة، الذين تصيبهم نفس مصيبة الفلسطينيين في كل مرة، ويعانون ما يعانونه من مصائب المعارك في أزقة المخيم كل مرة.
أما مصير المخيم.. رغم كل التحليلات، والتوقعات، والتنبؤات، للسياسيين والمحللين الحزبيين والصحافيين المأجورين وغير المأجورين.. مصير مجهول الهوية والكلمة. لا كلمة فصل. ولا فعل فصل. ولا هوية معروفة لـِ اللاعبين الذين قرروا وما يزالون يقررون مصير الفقراء والضعفاء ومن لا حول ولا قوة لهم إلا بالله منذ عشرات السنين في ذلك المخيم.
لذا.. لا يسعنا حقاً إلا أن نشفق على أنفسنا في وطن تعيش فيه أوطان.. وتسعى لخرابه أوطان.. وتدكه أوطان.. وتجاوره فلسطين المحتلة التي نفتها وجارت بها كل الأوطان..
لكن الأمل بأن الأمن والأمان سيكسوان أرض وهواء لبنان، وكل من يعيش تحت سقفه ورايته، هو ما يجب أن يستمر. حمى الله لبنان وشعبه وساكنيه من كل يد لا تعرف إلا الغدر والفجور وتدعي بأنها تعرف الله، وتتكلم باسمه.
الصورة عن RT وهي لـِ محمود الزيات من معارك يوم أمس 20/8/2017
سهير قرحاني