عصر جليدي مصغّر بدأ خلال شتاء العام 2018، وسيظهر جلياً في شتاء العام المقبل Mini Ice Age

الأب إيلي خنيصر: طقس الأرض إلى أين؟ القطب الشمالي وحش سيستيقظ قريباً

شتاء العام 2018، شهد كوارث طبيعية في مختلف بقاع الأرض. وها هو الشتاء يكمل جنونه في دول عدة حول العالم رغم أنهم في فصل الصيف. زخات من حبات البرد، وصل حجم الواحدة منها في بعض الدول الأوروبية، وإحدى الولايات الأميركية، إلى 12 سنتم للحبة الواحدة. أنهار طوفانية، وسيول لم تكن قبلُ سوى طرقات للسيارات. إكتساح المحيطات لليابسة حتى دون تسونامي. أعاصير اجتاحت ودمرت وقتلت. إنزلاقات لجبال من التربة بسبب الأمطار، غيرت معالم القرى حولها. زلازل زادت قوتها وكثرت، وبعضها يأتي من أعماق سحيقة جداً في باطن الأرض. ثلوج وصل ارتفاعها إلى أكثر من ثلاثة أمتار في عز الصيف. وغيرها من جنون الأرض كما وصفه الأب إيلي خنيصر المتخصص بأحوال الطقس، والذي نراقب وإياه منذ أشهر عدة، تلك الكوارث حول العالم.

أعد الأب خنيصر فيلماً وثائقياً، حول طقس الأرض، وأسباب التغيرات المناخية بسرعة كبيرة، وفيه منقتطفات من تحاليل الناسا، ومشاهد من حول العالم.

وأما سبب "جنون الطقس" فيعود إلى تراجع النقاط السوداء على سطح الشمس (سطح: تعبير مجازي إذ إنها لا سطح ثابت لها إنما نعني بالسطح ما نراه) وهذا يحدث منذ زمن بعيد تراتبياً. كم أوضحت تقارير الناس التي تحدثت عنها بقلق شديد.

لكن سؤالاً طرحه الأب خنيصر مع كل تلك الكوارث، وانعدام الاستقرار المناخي: "طقس الأرض إلى أين"؟

وقد حذّر قائلاً: إن إرتفاع درجة حرارة المحيطات حتى 31 درجة أحد الأسباب، كذلك الاحتباس الحراري الذي يسخن مياه المحيطات ويذيب المجلدات بسرعة.

أما ما ليس لنا به يد، فهو البقع السوداء على الشمس، والتي إنْ قل عددها أكثر ستكون الكوارث أسوأ من المتوقع.
وقد نبه إلى، أن القطب الشمالي وحش سيستيقظ قريباً، وبدأ ثورانه صيفاً، حيث ما تزال الثلوج تتساقط في وسط أوروبا.

أما الجواب مفصلاً بعد استفاضته بالمسببات، والبراهين، فهو:
لقد بدأنا منذ شتاء العام 2018 الدخول في عصر جليدي مصغّر Mini Ice Age، ويستمر في صيف الـ 2019، كما يبدو أنه سيزداد سوءً خلال أشهر قليلة، أي شتاء العام 2019. لكن حقيقته ستبدو جلية للعالم أجمع، في شتاء الـ 2020/2021.

وعن أهمية ما فعله الاحتباس الحراري بالأرض فهو تسبب حتى الآن بـِ:
إحترار الأرض والمياه، ذوبان الثلوج، ارتفاع منسوب المياه في المحيطات، غمر مناطق شاسعة من الأراضي، ارتفاع قوة الأعاصير وازدياد عددها، احتراق آلاف الهكتارات من الأشجار المبردة للأرض، موت واختفاء أعداد هائلة من الأسماك والحيوانات البحرية والبرية والطيور وتغيير أماكن هجرتها، ازدياد عدد الزلازل بكثرة وزيادة درجات قوتها، لن ننسى إعصار النار الذي اجتاح أراضٍ واسعة في أستراليا مسبباً الرعب للناس، وفي أوروبا وأميركا، تغيير خط سير المنخفضات وسلوكها، وغيرها من الكوارث التي تزداد سوءً وجنوناً بسرعة قياسية.

زيادة على ذلك، سرعة ذوبان الثلج القديم، والذي يبلغ عمره مئات السنوات، من أماكن مثل المجلدات وسيبيريا، حيث تسبب بتحرير كميات هائلة من غاز الميثان، وما يزال. وهو غاز سام سريع الاشتعال، ويزيد من نسبة التلوث في الهواء.

https://www.facebook.com/Khneisser.weather/videos/306265173592475/

إذاً، كنا نتوقع طوفاناً سيغرق المناطق الساحلية على مراحل، وليس بسرعة. كما نتوقع بحسب العلماء، ازدياداً بطيئاً بدرجات الحرارة بحراً وبراً وجواً.

مفاجأة الشمس، هل هي هدية؟

لكن، هنا يبادر إلى ذهني سؤال حول المصائب التي تسبب بها احترار الأرض، ومن ثم مفاجأة الشمس، والتي أدخلت الأرض في عصر نصف جليدي. فهل قدمت الشمس مفاجأتها هدية في الوقت عينه عند ذروة مصائب احترار الأرض، لتعيد كمية الثلوج إلى سابق عهدها، في المجلدات ومعظم الأماكن التي اختفت منها، فتحفظ مناخ الأرض وتحفظ أهلها؟

لن يكون هناك إجابة على هذا السؤال إلا بعد سنتين أو ثلاث، أي عندما يصل العصر الجليدي المصغّر إلى نسبة معينة..

كل هذا، والولايات المتحدة الأميركية، بشخص رئيسها، ما تزال ترفض رفضاً قاطعاً المساهمة بخفض مسببات التلوث، وإن كانت أكبر المسببين له.

قراؤنا الأعزاء، حاولتُ جاهدة التخفيف من الكلمات العلمية في هذا النص، وشرحه كقصة، (لمن ليسوا أصحاب اختصاص وطلبوا معرفة الحالة بطريقة مبسطة) لنعرف المصاعب التي تمر بها شعوب الأرض، إن من الاحتباس الاحراري، أو من العصر الجليدي المقبل.

بالإمكان متابعة آخر مستجدات الطقس في لبنان وحول العالم وآخر التحولات العالمية للعصر نصف الجليدي عبر صفحة الأب إيلي خنيصر على فايسبوك

f. elie khneisser - daily weather pro

رابط الوثائقي: https://www.facebook.com/Khneisser.weather/videos/384104835786693/

سهير قرحاني

Comments are closed.