عاصفة الأحد 16-10-2022 لو تقدمت أمطارها الطوفانية نحو لبنان لتكبدنا خسائر كبيرة.. ونشرات الطقس لم تحذر اللبنانيين الذين هربوا بمراكبهم من قلب العاصفة

سهير القرحاني

تفاجأ اليوم الأحد بعض رواد الشواطئ اللبنانية والمسابح برياح هوجاء تخطت سرعتها الـ100 كلم في الساعة، رغم أن الأرصاد العالمية كانت أعلنت منذ يومين عن عاصفة مطرية تجتاح البحر المتوسط، وقد أرخت بثقل أمطارها على الجزر الأوروبية المتوسطية والساحل الليبي والمصري وقبرص والساحل الشمالي اللبناني، رغم أن رياحها ضربت ساحلنا بكامله. ولو لم تغير مسارها لكان لبنان تعرض لطوفان كبّده خسائر بالملايين.

الرياح اشتدت فجأة، وتحول البحر من مشهد صيفي إلى شتوي عاصف مجنون بامتياز. ما جعل أصحاب اليخوت والمراكب يعودون بسرعة إلى المرافئ للنجاة بحياتهم.

الرياح الشديدة لم تؤثر كثيراً على لبنان، لكن، ذكّرنا هذا بأهلية نشرات الطقس المسائية التي صارت بلا أي منفعة، سوى لإعلانات الألبسة.

أين كان معدو نشرات الطقس عندما كانت العاصفة تجتاح المتوسط من أوله؟ وما هو دورهم إن لم يكن تحذير الناس من ارتياد البحر خوفاً على حياتهم؟

لماذا امتلأ البحر بمراكب السابحين، رغم أن الصيادين خرجوا قبل العاصفة بكثير؟

لن أطالب بإيقاف هذا النوع من النشرات الكاذبة، بل أطالب مقدميها بالعودة إلى ضمائرهم، واحتساب ولو ساعة من وقتهم يومياً لمحاكاة صغيرة مع برامج الأحوال الجوية الحقيقية للاستفادة منها، وتقديم أمر مفيد للناس بدل البلاهة التي تعلو محيا بعضهم خلال التقديم.

إذ إن أرخص ما في لبنان، هو الإنسان.

What next? Look

Comments are closed.