طقس لبنان حسب مزاجه لليوم الخميس 26 12 2019 وإعصار صيدا

هذه ليست نشرة للأرصاد الجوية في لبنان، بل سرد للأقنعة الكثيرة التي تكشفت عن وجه العاصفة لولو والتي لم يعرف تفاصيلها أحد قبل حصولها.

اليوم ومنذ الفجر، كان المطر يغطي مساحة واسعة من المناطق اللبنانية الداخلية والساحلية، والثلوج تعمّر حيطانها سنتم تلو الآخر. ومع الساعة الخامسة والنصف صباحاً، اشتد المطر، وعصفت الرياح بالسواحل. بعد حوالى ساعة، هدأ كل شيء وكأن الغيوم ارتاحت من حملٍ أثقلَ كاهلها سفراً. لكن، بعد نحو ساعتين، اسودت الدنيا وكأن الليل حل فجأة، ثم تلاه انقشاع تام للشمس نالت منه قسطاً وافراً العاصمة بيروت. ثم عادت غيوم الغيث تهطل مجدداً وبقوة كبيرة، وخلال كل ذلك، كان ما يزال الثلج يتساقط على المرتفعات حتى وصل إلى 1300 متر. وعند الساعة الثالثة إلا أربع دقائق، ظهر قوس المطر/rainbow فوق منطقة الناعمة، وقد شاهده معظم سكان الساحل المجاور.

إعصار صيدا صغير، لكنه مؤذٍ

رابط الفيديو الخاص بإعصار صيدا: https://www.youtube.com/watch?v=j0AZfIhdm7I&feature=youtu.be

المفارقة، أنه وفي وقت الرذاذ الملون ذاك، كانت قلعة صيدا على موعد مع تشكل إعصار صغير، استعرض عضلاته واقترب نحو الأبنية المحاذية للكورنيش وعاث فيها فساداً، وكأنه يثور هو بنفسه على بلد عاث به سياسيوه فساداً اقتصادياً وصحياً وأمنياً وتربوياً، فكانت الخسائر قد اقتصرت على الماديات، ولا شك الفقراء نالوا قسطاً من غضبه. واستمر النهار ذو الأقنعة ينقشع تارة ويكفهّر تارة ويُظلِم تارة أخرى مع المطر والثلوج، حتى غابت الشمس على هدوء مؤقت.

هذا كان حال الطقس ليوم الخميس، لكن حال اللبنانيين حمل وجهين اثنين لا ثالث لهما، وهما الفقر وأهله ممن عانوا البرد والجوع والعطش والمرض والوجع وقلة المياه للنظافة، وقلة المال والحيلة. والوجه الثاني كان وجه الأغنياء من ساسة هذا البلد، والذين لا يعرفون معنى النوم على معدة فارغة، أو دون رداء أو غطاء يقي صقيع الشتاء، أو حاجة لدواء لا مال لشراءه، وغيرها.. #بس_هيك

سهير قرحاني

Comments are closed.