شهداء المؤامرة.. أبناء الجيش وحماة لبنان.. رحمة الله بكم وبأحبتكم، وغدر منه بمن غدر بكم

نعم.. صدرت نتائج تحاليل مخبرية تؤكد على عودة أبناء الجيش اللبناني الأسرى لكن جثامين..
نعم.. أخطأ القائد هذه المرة حين ظن ولو لمرة واحدة أنه إن سمح لهم بالإصرار على مكيدتهم ولو قليلاً، سيعودون ويقفون على رأيه في استعادة الأسرى حينها من أبناء الجيش اللبناني..
نعم.. هؤلاء مجرمون وحثالة ما نضحت به أبشع مجتمعات الإنسانية..
نعم.. لم يكونوا ليأبهوا بأبناء الوطن، ولا للحظة، بل مكروا وسيمكر الله بهم وهو قد وعد..
لا.. لا يظن أحدكم أنهم كانوا ليخافوا على أبنائهم ولا حتى على بناتهم، لو كانوا هم من أسروا. فهم لا يأبهون إلا بجيوبهم، وأجسادهم، وشهواتهم، وهذه أربابهم.
لا.. هم لا يعبدون الإله الواحد كما يعبد المؤمنون.. إنما يعبدون أربابهم وأنفسهم فقط، ومن بعدهم لا يأتي أحبابهم، إذ لم يتعلموا يوماً معنى الحب.
لا.. أنتم مخطئون إن رأيتم منهم أملاً. ومخطئون إن ظننتم أن أمثولة قد تعلمهم، أو أن أمراً قد يتعظون منه، أو الرب الإله قد يحترمونه..
لا.. فهم لا يحترمون حتى بهائمهم الذين لا يعرفون سوى طأطأة الرأس لهم حتى وإن اقتادوهم إلى الذبح..
نعم.. مجرمون.. والمجرم سيبقى مجرماً مدى الحياة، ولن يكون للرحمة مكاناً في قلبه، ولن يعيدها إليه شيء. فهم أخرجوا الله الرحمن الرحيم القدوس السلام المؤمن من قلوبهم، وأخرجهم الله من محبته ومسامحته.
لا.. لا تتركوهم يفعلونها مرة ثانية وأنتم من كنتم أهلاً للثقة مئة بالمئة.
نعم.. الآن شكك عدد كبير منا بأنكم أخطأتم تقديركم، إذ إن الفرصة لا تأتي على طبق من لدن عديمي الضمير.
لا.. لن نسامحكم إن أخطأتم مرة ثالثة.
نعم.. الأولى كانت عام 2006 والثانية العام 2017.
لا.. لن نقبل بإعطائهم عروشاً يتربعون عليها لسرقة أموالنا وأرواحنا والمتاجرة بالسرطان وغيره من الأمراض المزمنة.

نعم.. لكم في ميدان الوطن نجاحات، وأعمالكم خير دليل، لكنكم قائدهم ولستم قائدنا، إنما نثق بأنكم الأسمى والأنقى بينهم، وننتظر تصرفاتكم وليس تصرفاتهم. لكن، حتى نسامحكم على عظيم الخطأ بتقديركم مرتين، عليكم بالتالي:
أولا: حق أهالي شهداء الجيش اللبناني، وحق آلام هؤلاء الشهداء.
ثانياً: كف أفواه بعض كباركم، إذ لا تليق بكم هكذا أفواه ثرثارة، قد انتشرت فضائح أقربائهم في المتاجرة بأرواح اللبنانيين عبر الدواء واللحوم وغيرها ولم تفعلوا شيئاً تجاههم.
ثالثاً: البدء بتقديم الغذاء والدواء والماء والكهرباء كحسن نية لبدء الخطوة الأولى.
رابعاً: كف يد المجرمين عن لبناننا الحبيب وعن أهله.
كل هذا لا شيء، وهو وباستطاعتكم، وإن لم تبدأوا فوراً بتطبيق ما سلف، سوف لن أسامحكم، ولن نسامحكم.
أنتم أكثر من يعرفون معنى خسارة الأبناء.. وأنتم أكثر من يثق به الكبير والصغير في الشرق الأوسط وحتى أقاصي الأرض، رغم كل محاولاتهم بهز صورتكم وتجريمها بجرائمهم..
أنتم فقط من سيحل عليه غضبنا بعد غضب الله، إن لم تبدأوا بتنفيذ دية قتل هؤلاء الشبان.
أنتم لم تكونوا مجرمين، لكن ورطتم أنفسكم بالثقة بالمجرمين.
كونوا رجال الله في الميدان، وطببوا آلام الشّبان في التراب، وهم عانوا الأمرين من لحظة أسرهم حتى لحظة استشهادهم.
لسنا نفكر فقط بخسارتهم، بل بالرعب والألم وكل ما عاشوه حتى لاقوا خالقهم.

أفكار تأتي ولا تذهب، وتأتي غيرها لتتراكم، وكلها صور للرعب والألم الذي عاشوه، وللمؤامرة التي حيكت ضدهم، من أناس سبق ولطخوا أيديهم بالدماء، وأموالهم بالدعارة، ومن أناس يدعي معظمهم الإيمان، ويقودون هذا الوطن بعجائبه وقداسته وأهله نحو الدمار التام.

شهداء الوطن، هم أهلهم هم فقط. إذ لن يعرف الناس معنى ألم أهلهم وقسوة ملايين اللحظات عليهم، خلال دوامة الإنتظار، ولا ملايين الصور التي كانت وما تزال تتراءى لهم عن أبشع طرق التعذيب، وملايين المرات التي أرادوا فيها قتل أنفسهم أو تقديمها بديلاً عن أبنائهم.
ولا حتى التاريخ سيذكر مأساة هؤلاء الشهداء. فالتاريخ من أكذب الكاذبين في الأرض، إذ يكتبه معظم الأحيان مسيطرون.
أهلهم فقط من سيذكرونهم كل يوم، حيث ستقطع أجسادهم يومياً عشرات المرات، تلك السكاكين التي مرت على أجساد أبنائهم. وستخترقهم الرصاصات نفسها عشرات المرات كل يوم. هؤلاء هم فقط من سيتذكرون إلى يوم يلاقونهم.
لشهداء الجيش والوطن ولكل من سبقوهم، لذكراهم، لآلامهم، لجوعهم، لمرضهم ولرعبهم. توقفوا عن الثقة بالمجرمين. أعيدوا اللبنانيين إلى لبنان السلام والجنان. طهروه بحرفية وإتقان حتى لا تبقى فيه جرثومة تخبر عن سابقتها. فنكون من الشاكرين، وشرطنا اللا خطأ.
كل دموع الحزن والأسى، لن تعيد مئات السنوات من معاناة هذا الوطن وأهله ولا الأسرى الشهداء ولا من سبقوهم على جبهة الغدر ولا من تبعوهم. لكن.. لتكن دماء هؤلاء الشبّان آخر نقطة يستبيحها الغدر من داخل الوطن أو خارجه.

متابعينا الأعزاء اعذرونا..
أيام مضت على توقفنا عن نشر أي خبر عبر الموقع الأول للنخبة awwalkhabar.com، إذ كنا لا نود تصديق أن الأسرى صاروا جثامين.. ولا نصدق حتى بعد أن صدرت نتائج التحاليل، فماتت الكلمات مع الأمل بعودتهم أحياء، واستحى الحبر الأسود الذي به نكتب. كان الحزن يلفنا، وما يزال، فسامحونا.

أهالي شهداء الجيش الكرام..
لكم منا كل تحية احترام ووفاء وتعظيم
لكم منا كل الدعاء بالصبر على ما أصابكم
لكم منا كل التهاني بعرس أبنائكم الشهداء الأبطال
لكم منا عهد بأننا سنظل نطالب بحقكم ولو بعد حين.
سهير قرحاني

Comments are closed.