جرائم متنقلة بين المناطق بالجملة والمفرق.. وحل المشكلة على أعضائهم التناسلية

جرائم متنقلة بين المناطق اللبنانية وكل من له "ظهر" يحميه هارب من العقاب.. أمهات ثكالى يبكين أولادهن الذين قتِلوا لأسباب لا تستحق.. ونساء يكتمن بكاءهن لأن أزواجهن يغتصبون بناتهم دون أن يخجلوا، ولا يستطعن قول شيء لأن الرجال يحملون أسلحة تخيف من لا يخاف.. سكاكين على خصور حامليها، تدخل الرئة أو القلب، أو قد تمزق أحشاء الشُّبان، وترميهم في المستشفيات لا يعرفون إن كانوا سيعيشون أو يخسرون أرواحهم أو سيتعذبون مع إعاقة إلى الأبد.. سائقون متهورون يقتلون دونما أدنى اهتمام لما يُصيب الذين دهسوهم، والأجمل.. أقصد الأحقر، ما سمعته حينما تسببت سيارة رانج روفر أوقفها صاحبها على جانب طريق سريع لا مكان فيه لإيقاف ولا حتى دراجة هوائية، تسببت بمقتل سائق شاحنة وإصابة عدد من الناس داخل سياراتهم، وكل ما كان يقوله ليُطمئن من كانوا معه من فتيات وشبان، أن لا دخل له في ما حصل، وأن الناس كلهم على عضوه التناسلي.. نعم.. هذه هي الجملة المُعتمدة في لبنان كلما وقع أحدهم في مشكلة يقول فلان على (..).. والكثير من المجرمين الجوالين يقتلون ويؤذون دونما رادع أو محاسب ولا حتى رقيب.
هذا ما يحصل في لبنان:


- جريمة هزت الجبل بوفاة شاب لأسباب تافهة، والقصة أنه خجِل من صور له غير لائقة، نشرتها فتاة عرفها عبر الفايس بوك، شاهدها كل أصدقاؤه، فلم يتحمل ما حصل وقتل نفسه بسلاح والده.
- سلاح راح ضحيته شاب في الـ28 من عمره، والسبب حسب الأخبار، أن صاحب محل في صور، كان ينظف سلاحه، فانطلقت رصاصة منه وأصابت الشاب إصابة مباشرة فقتلته.
- رجل قتل زوجته بعد عودته من العمل، "لأنو كان تعبان وصاحب العمل صرخ بوجو".
- تم إلقاء القبض على 4 نساء حاولن قتل امرأة بالسكاكين بهدف السرقة في منطقة الحدث/سان تيريز.
- عاملة أجنبية قتلت طفلة، وعاملة قتلت صاحبة المنزل، وغيرها قتلت نفسها.
- جريمة قتل متعمدة في البقاع.. والد يغتصب ابنته.. والدة تبيع بناتها في سوق الدعارة.. أم ترمي طفلها من الطابق الفلاني.. والد يقتل زوجته وأولاده..
أسلحة وأقنعة..
أسلحة متنوعة متفلِّتة بين أيدي بعض الناس، وللحقيقة يجب أن نقول ورغم أني لا أؤمن بالأمثلة، أن السلاح بيد (..) بيجرح، وهذا يُسبب الكثير من جرائم القتل المتعمدة وغير المتعمدة. ونقصد بالجرائم المتعمدة، تلك التي يخطط لها المجرم قبل تنفيذها، وأما غير المتعمدة، فهي تلك التي تحصل فجأة وخلال مشادة أي مشكلة بين اثنين أو أكثر.
أقنعة جميلة يضعها كثيرون، كل قناع يُخفي خلفه نفساً مريضة مجرمة، تخطط لتدمير حياة كل من ترى أنه يجب تدميره، إن كان بقتله أو قطع رزقه، أو اغتصابه أو اغتصاب حقوقه، أو جعله يعيش الخوف الدائم، أو ذبحه أو ذبح أعز الناس على قلبه.
كفاكم أيها المرضى تدميراً لأرواح لا ذنب لها إلا أنها تعيش في زمانكم. كفاكم إجراماً بحق أناس خطأهم الوحيد أنهم التقوا بكم. كفاكم ظلماً لمن غشتهم أقنعتكم فأحبوكم وعاشوا بالقرب منكم، وكان الحنظل والألم نصيبهم. كفاكم ما تفعلونه يا كل التفاهة في العالم، يا كل المرض والقرف والسفالة. إذهبوا وعيشوا مع بعضكم في مجمع خاص بكم، إن كنتم فقراء أو ذوي مراكز عالية، وابتعدوا عن الطيبين المحترمين الذين يريدون العيش بسلام.
أما من يُخيف هؤلاء الناس لئلا يتمادوا بجرائمهم دون خوف، فلا نعرف من هو!
ومن يضع عقاباً رادعاً لهم حقاً لا نعرفه.
ومن يحدد من يجب أن يحمل سلاحاً ومن لا يجب أن يحمله، فلا نعرفه أيضاَ.
كل ما نعرفه أن العنف لا يأتي إلا بالعنف، والجريمة تجر الجريمة، والوقوع في الخطأ يتبعه خطأ. لذا لا حيلة لنا إلا أن نقول للطيبين في بلدنا الحبيب: انتبهوا لأنفسكم وعائلاتكم ولا تستهتروا بهم، فالمريض خلف كل باب بانتظاركم، ولا رادع له سوى الإبتعاد عنه، ولكم طول العمر.
سهير قرحاني

Comments are closed.