تجمع العلماء المسلمين.. لمناسبة يوم الأرض رسالة إلى الأمة الإسلامية عامة

جلال المصري

لمناسبة ذكرى يوم الأرض 30 آذار 1976 وجَّه تجمع العلماء المسلمين رسالة إلى الأمة الإسلامية عامة، والشعب الفلسطيني خاصة، تلاها رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله، هذا نصها:
تمرُّ علينا ذكرى يومِ الأرضِ هذه السنة وتباشيرُ تحقُّقِ الوعدِ الإلهيِّ بزوالِ الكيانِ الصهيونيِّ باتتْ أقربُ من أي وقتٍ مضى، والمؤامراتُ التي حيكَتْ على هذا الشعبِ وهذهِ القضيةِ فشلتْ بأجمعِها انطلاقاً من كامب ديفيد إلى أوسلو ووادي عَرَبة إلى مؤامرةِ صفقةِ القرنِ وأخيراً توجُّهُ حكّامِ الرِّدةِ العربيةِ إلى التطبيعِ مع الكيانِ الصهيونيِّ، وهذا الفشلُ ما كانَ ليحدُثَ لولا صمودُ الشعبِ الفلسطينيِّ البطلِ في وجهِ كلِّ المؤامراتِ وتمسُّكُهُ بتحريرِ فلسطينَ كلِّ فلسطين من البحرِ إلى النهر.

يا شعبَ فِلسطين:
إن الأملَ معقودٌ عليكم في استمرارِ صمودِكُم وتصاعدِ عملياتِكُم وسيأتي اليومُ الذي نجتمعُ فيه معكم في رحابِ المسجدِ الأقصى، ولتعلموا أن النصرَ هو صبرُ ساعةٍ فاصبِروا وصابروا ورابطوا والله معكُم والأمةُ معكم وكلُّنا أملٌ أن وعدَ الله سيتحققُ على أيديكم فتهيئوا لاستقبالِ ذلكَ اليوم.

أيتها الأمة الإسلامية:
إنّ زمنَ الهزائمِ قد ولّى وجاءَ زمنُ الانتصاراتِ فعليكُم التّمسكُ بالوحدةِ الإسلاميةِ والالتفافُ حولَ المقاومةِ باعتبارها الأملَ الوحيدَ لتحريرِ فلسطينَ وتحقيقِ العزّةِ والكرامةِ بعد زمنٍ طويلٍ من الذُّلِ والعارِ بسببِ خياناتِ حكامٍ باعوا أنفسَهم للشيطانِ وتآمروا مع العدوِّ الصهيونيِّ وانصاعوا لإرادةِ الشيطانِ الأكبرِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية.

إننا في تجمعِ العلماءِ المسلمينَ، في يومِ الأرضِ نعلنُ ما يلي:
أولاً: ندعو الأمةَ الإسلاميةَ لمواكبةِ الجهادِ الفلسطينيِّ في الداخلِ من خلالِ توفيرِ كلِّ أسبابِ الدّعمِ لهُ مادياً ومعنوياً والخروجِ في مسيراتِ دعمٍ لهُ والضغطِ على الحكّامِ السائرينَ في نهجِ التطبيعِ للتراجعِ عن هذا الخيارِ والعودةِ لخيارِ الأمةِ في الجهادِ حتى تحقيقِ النصرِ وزوالِ الكيانِ الصهيوني.

ثانياً: نتوجهُ إلى الشعبِ الفلسطينيِّ البطلِ على كاملِ الترابِ الفلسطينيِّ بالتحيةِ لاستمرارِهِ في الجهادِ والمقاومةِ وندعوهُ لأن يصعِّدَ عملياتِهِ ويضربَ العدوَّ الصهيونيَّ في أماكنِ ضعفِهِ خاصةً في الضّفةِ الغربيةِ وأراضي الـ 48.

ثالثاً: يدعو تجمعُ العلماءِ المسلمين الفصائلَ الفلسطينيةَ إلى التّوحُدِ ضمنَ خطةٍ إستراتيجيةٍ واحدةٍ وتنظيمِ العملياتِ وتنسيقِها فيما بينها ضمنَ الفكرةِ الإبداعيةِ التي أُنْتِجت أثناءَ معاركِ غزّة وهي غرفةُ العملياتِ الموحّدة.

رابعاً: يدعو تجمعُ العلماءِ المسلمين السلطةَ الفلسطينيةَ لإلغاءِ كلِّ الاتفاقاتِ مع العدوِّ الصهيونيِّ خاصةً التنسيقِ الأمنيِّ والعودةِ إلى خيارِ الشعبِ الفلسطينيِّ المُجمَعِ عليه وهو المقاومةُ سبيلاً وحيداً لتحريرِ فلسطينَ كلِّ فلسطين.

خامساً: إن العدوَّ الصهيونيَّ وعبرَ كلِّ مؤتمراتهِ المتخصصةِ يسعى لإيقاعِ الفِتنِ بين أبناءِ أمّتِنا على اختلافِ مذاهِبِهم وأديانِهِم وأعراقِهِم، وإن الوحدةَ الإسلاميةَ والقوميةَ والوطنيةَ هي السبيلُ الوحيدُ للخروجِ من هذهِ الفِتنِ وتفويتِ الفرصةِ على أعداءِ أمّتِنا لأنّ هذهِ الفتنَ هدفُها تقسيمُ عالمِنا الإسلاميِّ إلى بلدانٍ مذهبيةٍ تكونُ مقدمةً لتبريرِ يهوديةِ الدولة، وهذا ما يجبُ أن نتنبّهَ منه ونحارِبَهُ.

أخيراً: يؤكّدُ تجمعُ العلماءِ المسلمينِ على ضرورةِ التمسكِ بالأرضِ، بكلِّ شبرٍ منها، وإنهاءِ خلافاتِنا الداخليةِ بالحوارِ السياسيِّ والتفرّغِ لقتالِ العدوِّ الصهيونيِّ وصنيعتِهِ الحركاتِ التكفيريةِ التي لا علاقةَ لها بالإسلامِ أصلاً، على أملِ التحريرِ القريبِ لفلسطينَ وقتَ تتوحَّدُ الأمةُ تحت رايةٍ واحدةٍ وقائدٍ واحدٍ يخوضُ حربها لاستعادةِ عزتّها وكرامتِها.

 

Comments are closed.