أن تعرضت إحدى السيدات من عائلاتنا الكرام، لمحاولة سرقة في وضح النهار، وذلك بين الساعة الـ11 والـ12 ظهراً، ما يبن منطقتي الطيونة وقصقص.
السيدة كانت تنوي أن تذهب إلى منطقة "جنينة الصنايع"، فأوقفت ڤاناً أبيض اللون، وحالته متوسطة، وطلبت من سائقه المكان الذي تقصده، فقال لها أنه سيوصل السيدة التي معه أولاً إلى منطقة قريبة.
وبعد أن ترجلت الراكبة من الڤان، بقيت السيدة لوحدها، فصرخ السائق بها طالباً منها أن تعطيه كل ما تملكه من مال. لكنها أخبرته أنها لا تملك مالاً. فصرخ بها مجدداً مطالباً بمحفظتها "الجزدان"، فأعطته إياه. حينها فتحه وفتشه، ثم رماه من نافذته، وكل ذلك والسيدة ترتجف من الخوف.
توقف السائق فجأة، وطرد السيدة من الڤان، وقاد مسرعاً. أما هي، فلم تعرف كيف بدأت تركض وهي باكية مرتعدة من الخوف، حتى وصلت إلى منزل والدتها، التي أخبرتني فور حدوث الأمر.
مرت حوالى خمس ساعات على الحادثة، حين قررت أن أتصل بالسيدة لآخذ منها بعض التفاصيل، لكني وجدتها ما تزال خائفة، وغير مصدقة أنها عادت لطفلتها، وغير قادرة حتى على تأليف جملة واحدة كاملة المعنى. وكل ما استطاعت أن تتذكره، هو أن السائق يبدو من صوته أنه في الأربعينات من عمره، ولهجته لبنانية لكن ليست بيروتية.
إذاً، المعطيات هي: - السائق لهجته لبنانية. - في المرحلة الأربعينية، أي في متوسط العمر. - كان يضع على رأسه قبعة، ويخفي وجهه بنظارة شمسية، وكمامة. - الڤان أبيض اللون. متوسط الحالة، أي أنه (ليس جديداً ولا متهالكاً). هذا بلاغ لمن يهمه الأمر.
لكن، هل تعلمون ماذا كان مقصد هذه السيدة عند خروجها إلى حديقة الصنايع في العاصمة بيروت؟
كانت تسعى خلف علبة حليب وكيس حفاضات لطفلتها المريضة، قدمتها لها إحدى الجمعيات. طفلتها التي تعاني من صعوبة في التنفس، وتعيش على الأجهزة. طفلتها التي تكبر عمراً وتتقلص حجماً بسبب قلة التغذية والأوكسيجين. وتتعذب كلما انتهى دواؤها ولا يستطيع أهلها شراؤه. فنبدأ بالبحث لها عن أحد من (كريمي اليد والنفس) للتبرع لها بثمن الدواء. وهذا غيض من فيض.
أيها السائق الكريم، قد لا تعلم أن الذين يستقلون حافلتك ليسوا كمثلك يملكون قوت يومهم. بل معظمهم ينامون ولا يعلمون إن كانوا سيستيقظون في اليوم التالي، من شدة أمراضهم وتعبهم وجوعهم. فمهلاً علينا.
وإن كنتَ أنت محتاجاً، فللبنان أكثر من عشرين رئيساً. إذهب إليهم، دق أبوابهم، فهم من نتاجك أنت ومن انتخبوهم. وعليه، فهم سيقدمون لك يد العون بالتأكيد.
محمد سليم سعيد بخش
"القاضي جوني قزّي.."رحلة العمر إلى الجنسية
branding
بغداد احتفلت بابنها النجم هُمام، وهو كرّم الراحلة الكبيرة وردة
عبير الزمان
وائل كفوري.. طفل قضى 40 عاماً من حياته بعد الرابعة دون أن يكبر