المجلس الوطني للإعلام وورشة عمل في البريستول حول تغطية الإنتخابات النيابية والانتقال إلى البث الرقمي الأرضي

دعا (المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع) والذي يحاول بشتى الوسائل المتاحة تقويم الإعلام في لبنان، بالتعاون مع (الإتحاد الأوروبي) و(المرجعية الناظمة للاتصالات والإعلام في إيطاليا AGCOM)، كلاً من الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني وطلاب الجامعات في هذه الإختصاصات، إلى ورشة عمل حول تغطية الانتخابات النيابية، والانتقال إلى البث الرقمي الأرضي، في فندق البريستول يوم أمس 18 أيلول/سبتمبر 2017.

بدأت ورشة العمل بشقها الأول في حفل افتتاح بالنشيد الوطني اللبناني، وكان ضمن البرنامج أن تحتل كلمة وزير الإعلام ملحم رياشي أولى الكلمات، لكنه لم يحضر لظروف خاصة حسبما تم تبريره لاحقاً، كما تأخرت كلمة رئيس لجنة الإعلام والاتصالات في المجلس النيابي النائب د. حسن فضل الله بسبب زحمة السير. إلى ذلك كان هناك كلمات لكل من: ممثل الإتحاد الأوروبي وعضو المرجعية الناظمة للاتصالات والإعلام في إيطاليا AGCOM أنطونيو مارتوتشيلو، الخبيرة في مد ميديا جوسلين غرانج ورئيس المجلس الوطني للإعلام المرئيس والمسموع الأستاذ عبد الهادي محفوظ.

الجلسة الأولى بعنوان: سلوك وسائل الإعلام خلال فترة التغطية الإعلامية للانتخابات النيابية في لبنان عام 2009

أدار الجلسة د. عمار بشير، وكانت كلمات أولها للسيدة بينيديتا ليبراتوري مديرة قسم الإعلام في المرجعية الناظمة للاتصالات والإعلام في إيطاليا (AGCOM)، ثم أعطي للمتحدثين وهم من إداريي الوسائل الإعلامية 10 دقائق لإبداء الرأي، وكان أولهم ممثل قناة المنار، ثم الـOtv، TL، Lbc، Mtv، المستقبل، إذاعة صوت لبنان، إذاعة النور وقد سجل غياب المتحدثَين باسم قناتي الجديد والـNBN.
تلى الجلسة الأولى غداء وفترة راحة استمرت ساعة ونصف، عاد بعدها المؤتمرون إلى القاعة، نحو جلسة ثانية أدارها عضو المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع الأستاذ غالب قنديل، بعد أن كان هناك كلمة لكل من المفوض والخبير في المرجعية الناظمة للاتصالات والاعلام في ايطاليا AGCOM فرانشيسكو تشياتشيتانو، وعضو لجنة الانتقال إلى البث الرقمي في الهيئة الناظمة للاتصالات المهندس أنطوان البستاني، وقد وضعت مسودة التوصيات في ختام الورشة بعد نهار طويل في فندق البريستول، كما تم توقيع اتفاق التعاون بين المجلس الوطني للإعلام والمرجعية الناظمة للاتصالات والإعلام في إيطاليا.

دعوة أوروبية للتعجيل بالبث الرقمي في لبنان..
وتوقيع مذكرة تعاون بين المجلس ونظيره الإيطالي وتوصيات

الجلسة الثانية: البث الرقمي

ترأس الجسلة عضو المجلس الوطني للإعلام الأستاذ غالب قنديل وتحدث بصفته أمين سر اللجنة الوطنية التي كلفها مجلس الوزراء بتنفيذ خطة البث الرقمي، وأوجز العراقيل التي اعترضت تنفيذ الخطة والتقصيرات الحكومية التي منعت إتمام التنفيذ في حزيران 2015 كما كان مقرراً ورغم مساندة وحماس كل من وزيري الإعلام السابق رمزي جريج والحالي ملحم رياشي.

المفوض والخبير الأوروبي وعضو المرجعية الناظمة للاتصالات والإعلام في إيطاليا فرانشيسكو تشياتشيتانو، عرض كمية من المعلومات عن سير خطة الانتقال إلى البث الرقمي ووقائعها في أوروبا عموماً وفي إيطاليا خصوصاً حيث أنجز الانتقال كلياً منذ سنوات، وأشار إلى النمو الكبير في قطاع الإعلام والإنتاج والإعلان نتيجة الانتقال إلى البث الرقمي الأرضي، بحيث تضاعف حجم هذه القطاعات ومردودها مؤكداً على ضرورة تعجيل عملية الانتقال في لبنان، بسبب ضيق المهل المحددة من جانب الاتحاد الدولي للاتصالات، ولأن التحول الرقمي ظاهرة عالمية لا يجوز أن يتخلف لبنان عنها، ولأن الخطة موضوعة وجاهزة للتنفيذ وستحمل مردوداً كبيراً على تنمية قطاعي الاتصالات والإعلام كما حصل في إيطاليا وسائر الدول الأوروبية.

عضو اللجنة الوطنية للانتقال إلى البث الرقمي في لبنان المهندس أنطوان بستاني، قدم عرضاً لمراحل سير الخطة وقرارات مجلس الوزراء وأوجز مراحل التحضير التي قامت بها لجنة البث الرقمي وشملت جميع المراحل التمهيدية والتحضيرية قانونياً ومهنياً وتقنياً وصولاً إلى البث التجريبي الرقمي الناجح الذي أجري انطلاقاً من تلفزيون لبنان الذي شكلت شبكة إرساله محور خطة الانتقال المقررة في مجلس الوزراء منذ العام 2012 والمعطل تنفيذها منذ العام 2015.
وقدم بستاني عرضاً موجزاً لما تتيحه الخطة الرقمية من تطور في قطاعي الإعلام والاتصالات وما توفره من فوائد مالية واقتصادية للبنان على صعيد الدولة والقطاع الخاص.

وتم في ختام الورشة توقيع مذكرة تعاون بين المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع ممثلاً برئيسه عبد الهادي محفوظ والهيئة العليا للاتصالات والإعلام في إيطاليا AGCOM ممثلة بالعضو المفوض أنطونيو مارتشيلو وتبادلا النسخ الموقعة وتم الاتفاق على عقد اجتماع قريب بين الهيئتين لوضع خطة التنسيق المشتركة لتبادل الخبرات حيث سيوفر الجانب الإيطالي فرصاً للتدريب والإعداد ومشورة مستمرة بالتعاون مع المفوضية الأوروبية لتوفير المساعدات التقنية والعملية الممكنة للمجلس الوطني للإعلام.

وقد أعلن المجلس التوصيات الصادرة عن ورشة العمل وتتضمن:
أولاً: حول الانتخابات النيابية المقبلة، توصي الورشة بمباشرة هيئة الإشراف على الانتخابات لمهامها في أسرع وقت وهي تتبنى مجموعة اقتراحات تطويرية تكرس استقلال الهيئة وحصرمرجعيتها بكل من المجلس الدستوري والمجلس الوطني للإعلام وتمديد فترة الصمت الانتخابي والعودة إلى صيغة التكوين السابقة التي تفترض وجود خبيرين إعلاميين يختارهما مجلس الوزراء من بين أسماء يقترحها المجلس الوطني للإعلام وملاحظة التمانع الناشئ عن مشاركة نقابة الصحافة في هيئة متخصصة بمتابعة أداء الإعلام في الانتخابات وكذلك تضمنت التوصية شمول صلاحيات الهيئة لوسائل الإعلام الرقمية والإلكترنية ووسال التواصل الاجتماعي خلال الحملات الانتخابية.
ثانياً: توصي الورشة باستحداث غرفة مجهزة تقنياً وبشرياً لمتابعة الأداء الإعلامي التلفزيوني والإذاعي والإلكتروني تعمل بإشراف المجلس الوطني للإعلام وبالتعاون مع هيئة الإشراف على الانتخابات.
ثالثاً: توصي الورشة بتدابير فورية لمباشرة تنفيذ شبكة البث الرقمي الأرضي الموحدة في كل لبنان وتحديث الخطة في أقصر مهلة ممكنة لمباشرة التنفيذ واللحاق بالتطور العالمي السريع وكذلك أوصت الورشة باستعجال صدور قانون الإعلام الجديد الذي يعزز صلاحيات المجلس الوطني للإعلام.

إنتفاضة لبنانية بعنوان (التجاهل لأجل التغيير)

قراؤنا الأعزاء.. كل الشكر ومن القلب للمجلس الوطني للإعلام، لما يحاوله بغية وضع الإعلام اللبناني على مستوى الحرية في إبداء الرأي تحت سقف القانون والحيادية والمنطق والحوار والأخلاق والصدق وكل ما يجب أن يكونه الإعلام أينما كان.
أما بالنسبة للمتحدثين، فبالطبع لن أعيد عليكم ما قالوه، وآراؤهم كلها محقة، وطلباتهم كذلك، لكن المشكلة أنهم هم أيضاً مسيسون بمعظمهم، ومشاركون في قرارات وسائل إعلامية حزبية وسياسية وانتقائية.
- نعم، في هذا المؤتمر رأيت العجب، إذ لم يتوانَ هؤلاء عن قول آرائهم التي يود سامعها لو يقول أنها لا تمت إلى تصرفاتهم بصلة.
- كثيرون ناشدوا بالحيادية في تغطية الإنتخابات النيابية، وبجارتها الموضوعية، والأهم بحرية الرأي والإستقلالية.
- هؤلاء الذين يطالبون بمطالبنا هم أكثر من يفعلون العكس، وهم من يستميتون لأجل فرض رؤية أرباب عملهم السياسيين على ناخبيهم وعلى عامة الشعب كلل.
- مداخلات ملائكية وحضور أخّاذ، وآه على شعب أعطى الكلمة لمن يقول ويفعل غير ما يقول.
وإن استمرينا على هذا الحال، فبقاؤنا مؤكد على هذا الحال.
- مكاننا وزماننا مهما تغيرا، سيبقيان مستمران على صورة واحدة حتى نهاية الكون، وقد يكون هذا فقط ما قد يغير سياسيينا وسياساتهم المتبعة بفرض أنفسهم وعدم احترام القوانين وتحويل المجتمع المدني ليصير رويداً رويداً بكله تماماً، إلى مجتمع نعاج تمشي بغنج نحو نهاية مرسومة، والحل تحت عنوان (التجاهل لأجل التغيير).
لا، لن يتغير شيء، إن لم يعتكف الشعب عن سماعهم، والتوقف عن إعادة ما يقولونه من تحريضات كالببغاوات، وتجاهل مآربهم مهما كانت. هكذا تكون الإنتفاضة اللبنانية على سياسييهم، من خلال تجاهلهم، وليس من خلال العبث بالشوارع، ولا بأذية بعضنا البعض. فكل ما يسعون إليه، التجارة بصحتنا وأرواحنا ومستقبل أولادنا، وما تبقى لنا من عذابات بوجودهم في حياتنا.
وإلا، فكل وسيلة إعلامية تابعة، ستبقى تابعة، وكل وسيلة إعلامية لسياسي مجرم، ستبقى تنشر التحريض على الإجرام، وكل وسيلة إعلامية يسوقها غبي، ستبقى تنشر الغباء، وكل وسيلة يقودها قوّاد المال أو الشهرة، سيبقى على ما هو عليه، ناشراً لطمعه أياً كان.
مجدداً كل الشكر للمجلس الوطني للإعلام ممثلاً برئيسه الأستاذ عبد الهادي محفوظ وكل من يمثل القرارت الصائبة فيها.
سهير قرحاني