الصّحافي جلال المصري

خاص صحيفة أوّل خبر

الشيخ حسام العيلاني لصحيفة أوّل خبر خلال سؤاله عن حادثة الشاطئ بالنسبة لاحتشام المرأة دون الرجل، والاعتداء على رجال البلدية بالصراخ والتدافع والشتائم، وحول جعل موضوعٍ كهذا، معروف الأسس والقيم الاجتماعية والدينية في المدينة، حدثاً سياسياً وأمنياً مشكوكاً بأمره،

ردّ الشيخ حسام العيلاني قائلاً:

إنّ ما حصل من ضجيج حول الموضوع على شاطئ صيدا، أكبر من حجمه، وهو الذي صار يُعرف بـِ (حادثة شاطئ صيدا).

بعد تلك الحادثة، دعت بعض الهيئات في المجتمع النسائي، للتجمع عند الشاطئ، في تلك الفترة، كانت البلدية قد علّقت اللوحة التي توضع سنوياً على الشاطئ تحدد فيها الإرشادات والممنوعات على شاطئ المسبح الشعبي. من تلك الأمور، ضرورة الالتزام باللباس المحتشم على هذا الشاطئ.

بطبيعة الحال، إني وكمسلم، أؤيد هذا القرار للبلدية، وأرحب به وأدعمه، لأنه يتناسب وشرع الله سبحانه وتعالى.

تابع الشيخ العيلاني، المهم أنني ذهبت إلى الشاطئ لرؤية كيفية تطبيق هذا القرار، وكنتُ حسب ما يُقال شبه متأكدٍ أن تلك الدعوات للتجمع على الشاطئ وهميّة، ولا حقيقة لها. لكن فوجئتُ بأن الدعوة حقيقية وهناك مجموعة من النساء والرجال. إستغربتُ حضورهم لتحدي قرار البلدية، رغم أن البلدية صاحبة سلطة بهذه الأمور. كما استغربنا جميعاً حضور الإعلام بشكل كبير ولافت، وحضور سيّاراتهم للنقل المباشر. وإلى الآن لا نعرف السبب.

حصل بعض الهرج والمرج، لكننا رغم ذلك نؤكد أننا مع قرار البلدية، وليس كما صوّرت بعض وسائل الإعلام أننا نحن من منعنا، وأننا أصحاب قرار المنع. لا نحن لسنا كذلك، لكننا ندعم البلدية بقرارها.

كان الأجدى بمن لديه أي ملاحظة حول القرار، ومنهم الجمعيات المدنية والنسوية وغيرهم مراجعة البلدية، ضمن المبنى البلدي، حيث يتواجد رئيس البلدية، ومناقشته بقراراته. أما ما حصل فقد فهمه الصيداويون على أنه تحدٍّ لهم.

وأضاف الشيخ العيلاني، وقد استغربنا تصرف النائب مارك ضو، الذي وقف مع طرف ضد طرف، في الوقت الذي كان الأجدى به، أن يقوم بواجبه تجاه الشعب، بالإسراع بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، وإيجاد حلٍّ للمشاكل المعيشية التي يعيشها المواطن. وقانوناً، إن كان لديه أي ملاحظة حول القرارات البلدية، كان بإمكانه الاتصال بوزير الداخلية، لحل المشكلات بالطرق القانونية. فنزوله على الشارع بهذه الطريقة أمر يثير الاستغراب.

ما نحاول قوله، أن البعض ارتدى لباس التطرف تجاه أهل المدينة من خلال أسئلتهم. وهذه المدينة ليست متطرفة، ولا كما حاول البعض تصويرها على أنها إمارة إسلامية. على العكس من ذلك، فما تعيشه صيدا من وحدة حال اجتماعية لكل أديانها وطوائفها وأحزابها وتيّاراتها والحرية التي يعيشونها بشكل يومي، فإن دلت، فعلى أنها ليست إمارة إسلامية، بل تخضع للقوانين اللبنانية وتلتزم بها، أما غير ذلك، فما هو إلا تشويه لمدينة صيدا وأهلها كلهم.

أما بالنسبة للباس المحتشم إن كان حكراً على النساء دون الرجال قال: أحب أن ألفت النظر، إلى أن اللباس المحتشم على المسبح الشعبي، هو للرجال والنساء معاً، وليس كما فهمها البعض أنها موجهة للنساء فقط. لا.. هي للجميع منذ أن نشأ المسبح الشعبي. وما حصل مع السيدة الصيداوية، أمر صار خلفنا. كانت حادثة صغيرة ولم تكن تستحق كل التضليل والاتهامات والتجريح بالمدينة وأهلها. صيدا تعيش وحدتها الاجتماعية والوطنية والدينية بكل احترام فيما بين أهلها جميعاً، وستبقى كذلك.

كل الشكر والتقدير لكم سماحة الشيخ حسام العيلاني