الإعلامي طوني خليفة.. سيقفل كل مواقع التواصل الإجتماعي بعد أن أساء الناس استخدامها، وله كل الحق، لأننا شعب يسيء استخدام الحرية الشخصية

صاحب الفكر المميز في عالم الإعلام، والثقافة الإجتماعية التي نَهَلها لأعوام طويلة في العمل الإعلامي الإجتماعي وشجونه، وحامل أسرار الوسط الفني والسياسي، الإعلامي طوني خليفة. وبسبب الفاقة التي أوصلت بلدنا لبنان إلى طريق خطر قد يحتاج الإصلاح فيه إلى معجزة، وما آلت إليه حالة الإنسان من المرض والآفات الإجتماعية وكل ما يخطر على بالنا في دول العالم الثالث من تبعات الفقر وذل آلامه.. طلبنا منه التالي:

في صميمنا تمنيات تدخلنا في عالم الخيال لشدة الحاجة إليها، بعد أن تعبنا من السعي خلف الحلول لمشاكل لا يريد الموكلون بها حلاً لها. لو امتلكتَ عصاً سحرية وأردتَ التغيير على الصعيدين الشخصي والعام، ما هي التغييرات التي ستقوم بها؟

فأجاب: لن أدخل في دائرة الخاص والعام، بل سأباشر بإقفال كل مواقع التواصل الإجتماعي التي أدت إلى "خراب" العائلة والإنسان ككل.

رغم أنها وضِعت لخدمة البشرية، لكننا كالعادة، كل ما يتم اختراعه لخدمتنا، نحوله في مجتمعاتنا إلى تسلية مدمرة.

أنظري إلى الرجل الآلي الـrobot لقد جاؤوا به ليرقص، رغم أنه لم يتم اختراعه لهذه الغاية، بل للمساهمة بحل مشاكلنا، وتسهيل أمور حياتنا، كما يحصل في عمل الآلات في صناعة الأمور التي تحتاج سرعة ودقة.

حتى الدواء الذي اخترع لشفاء الإنسان حولوه إلى تجارة، كذلك إلى استخدامات مسيئة مثل المخدر وغيره.

لقد أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي "للفاشنيستا" التي تستعرض من خلالها أزياءها، كذلك للسب والشتم والتحقير والتشهير بأعراض الناس. وعندما تسألين عن سبب هذا الأذى، يردون بأنها حرية شخصية.

كذلك أبعدت هذه الوسائل العائلة عن بعضهها وفككتها. وإن شاهدنا عائلة فيها الجد والجدة والوالدين والأولاد ضمن غرفة واحدة، فلن ترينهم يكلمون بعضهم البعض، بل يحمل كل منهم هاتفه ليتواصل مع أحد آخر. هكذا تفككت العائلات، وتفككت المجتمعات.

إن وسائل التواصل الإجتماعي من الفايس بوك إلى التويتر والإنستاغرام والسناب تشات والواتساب وغيرها، يجب أن تقفل جميعها، حتى يرتاح مجتمعنا إلى أقصى حد، بعد أن دمر إلى أقصى حد.

منذ نحو أسبوع أو أكثر، أقفل لاعب الكرة المصري العالمي محمد صلاح وبشكل مفاجئ كل مواقع التواصل خاصته، حتى تساءل الجميع عن السبب. حتى ظهر صلاح وقال أن ما فعله كان إعلاناً لشركة تهدف لإعادة التواصل بين أفراد العائلة الواحدة، ولإعادة التواصل الأسري والمجتمعي.

نعم.. لو امتلكتُ عصاً سحرية، فإن أول ما أفعله هو إقفال كل مواقع التواصل الإجتماعي، دون استثناء، لأننا نسيء استخدام الحرية والديمقراطية. فهذا ما سيعيد اللحمة بين أفراد العائلة والمجتمع الواحد.

هذا هو الإعلامي الذي له في مختلف الوسائل الإعلامية باع وخبرة، حتى استحق برنامجاً يحمل اسمه الذي نفخر به في لبنان وفي العالم العربي. إنه (طوني خليفة).. عنوان لبرنامج تعرضه قناة الجديد، يحمل ما يحمله خليفة من هموم الناس وآلامهم، ويبحث عن حلول لها، عله يجد ما يريده في فلك الحقيقة والخيال مجتمعين.

سهير قرحاني

Comments are closed.