عاصفة شمسية قد تضرب قريباً، والعناية الإلهية وحدها تحمينا
صدر في مجلة الهديل العدد (100) العام 2014
حقل الأرض المغناطيسي في خطر.. وإن ضربتنا عاصفة قوية سترى الإنسانية حالة لم تعشها من قبل
الباحث العلمي د. مجدي سعد: الدول المتخلفة البدائية فقط محمية من العاصفة عند كل مشهد فضائي جميل أو حدث قد يهدد أمن الأرض واستقرارها، يكون د. مجدي سعد أول المطلين عبر الإعلام ليطمئن الناس، لكن هذه المرة طال انتظار الحدث، بعد أن كشفت الوكالة الفضائية الأميركية لعلوم الفضاء (ناسا) العام 2009 عن عاصفة شمسية قوية قد تصل إلى الأرض في العام 2013 أو في سنوات لاحقة، وكثرت اجتماعات العلماء حول الأمر وخطورته لكن شيئاً لم يصدر عن الدول الكبرى وسياسييها لتدارك كارثة مشابهة، لذا وبعد عدة اجتماعات حضرها في لبنان والخارج لمعرفة تأثير العاصفة على الأرض وحياة الناس في مختلف دول العالم، وإمكانية تدارك أخطارها، استضفنا العالم بأمور الفضاء والمتابع لأحداث كواكبه وتأثيرها على الأرض، د. مجدي سعد، ومعه كان هذا اللقاء، الذي لم يخلُ من تأكيد الخطر وضرورة تفادي معانات الناس خلاله:
• بداية.. روسيا بقيت مصرة على حصول العاصفة الشمسية الأقوى عام 2013، وها نحن دخلنا العام 2014 دون حصولها. ما ردك على مرور خمس سنوات على تلك التكهنات وما صحتها ومصدرها؟
- يعود تداول تلك المعلومات للعام 2009 حيث صدر تقرير عن أهم جسم علمي في الوكالة الفضائية (ناسا) the national academy of sciences/الأكاديمية الوطنية للعلوم، حذّروا فيه من تداعيات عاصفة شمسية قد تطال الأرض، وذلك عند ذروة النشاط الشمسي في العام 2012 أو 13 أو 14، وعادة عندما يصدر تقرير علمي عن أكاديمية عالمية مهمة كهذه، وهي تضم علماء مشهود لهم بتحقيق إنجازات علمية معينة، بالطبع سيؤخذ على محمل الجد من قِبل أكاديميات مشابهة في بريطانيا وروسيا والأكاديمية الوطنية للعلوم في لبنان والتي يرأسها د. إدوارد شويري أستاذ الفيزياء في جامعة برينستون، إلى جانب 14 عضواً من أفضل العلماء في لبنان والخارج. لذا وبناء على ذلك التقرير حصل اجتماع في لندن تداولته الصحافة البريطانية تمت خلاله مطالبة الحكومات اعتماد ميزانيات للتعاطي مع الأمر، كذلك في واشنطن حيث تم اللقاء مع الكونغرس الأميركي والعلماء، وطالبوا فيه تخصيص مبالغ معينة من أجل إجراءات وقائية أو استباقية للكهرباء والاتصالات ورفضوا، ومذ ذاك الحين بدأت الشائعات والأقاويل. • ماذا تضمّن التقرير، ولمَ كل هذا الهلع عالمياً؟
- التقرير تحدث عن CME/corona mass ejection وهي كتلة تخرج من السطح الشمسي إلى الأرض، مصدرها الكلف الشمسي أي تلك البقع السوداء. تتكون من غاز البلازما الحار جداً، والمشحون بجسيمات مثل البروتونات والألكترونات وتدعىhigh energy particles /جسيمات عالية الطاقة، تتجه إلى الأرض وتتفاعل مع حقلها المغناطيسي، مما يؤدي إلى شحن الغلاف الجوي لها، بشحنة كهرباية direct current فتدخل على المحولات الكهربائية وتدمرها.. وهذا الخوف الذي يعيشه العلماء سببه أن كل محول كهربائي يحتاج ستة أشهر لصناعة بديل له، فتخيلي 150 مليون أميركي دون كهرباء وأقمار صناعية كل تلك الفترة!! هذا يعني أنهم سيعيشون دون وقود ولا طعام ولا مياه شرب ولا مستشفيات ولا وسائل نقل ولا اتصالات.. ستتوقف كل شبكات الإقتصاد وأهمها في "وول ستريت" حيث تجري عمليات بيع القمح والبن والسكر عالمياً.. سيعود العالم حولى 100 عام إلى الوراء، أي قبل اكتشاف الهاتف، حتى الطائرات في الجو لن تستطيع إتمام رحلاتها جيداً بسبب تعطّل أجهزة الملاحة التي تعتمد على الأقمار الصناعية. هنا سترى الإنسانية حالة جديدة لم تعشها من قبل، رغم أن حالة كهذه سجلت سابقاً، لكنهم لم يتأثروا بها لأنهم ما كانوا يملكون كل تلك الوسائل التي تحتاج إلى طاقة، ولا كل التكنولوجيا التي نملكها الآن. فنحن مع توقف ضخ النفط وتكريره وتوزيعه، ستتوقف الإمدادات ثم تبدأ الحروب. • متى سُجل انفجار شمسي مشابه للمرة الأولى في تاريخنا الحديث؟
- في العام 1859 أشار عالم الفلك البريطاني "كارنغتون" إلى حدث مشابه، وقد سُمّي باسمه، The Carrington event وحينها كان التطور قد وصل إلى خطوط التلكس، فاحترقت وتعطل الاتصال بين الدول، كذلك احترق عدد من المكاتب التي كانت تحوي تلك الآلة. هذه كانت أكبر الأضرار التي حصلت آنذاك، لكنهم أيضاً شاهدوا الهواء وهو يتحول إلى "أورورا" أي الشفق القطبي بألوانه الرائعة. أما سبب الأورورا أو ألوان الطيف في الهواء، هو أن الطاقة الكهربائية عندما تدخل على ذرات الهيدروجين والأوكسيجين، لدى دخولها الغلاف الجوي، تُشحن هذه الذرات ثم تعود وتطلق الطاقة الزائدة على شكل طاقة ضوئية.
• لكن الحدث الذي كان متوقعاً في العام 2013 اتخذته الوسائل الإعلامية العالمية بجدية.
- بالفعل تعاطت وسائل الإعلام بجدية كبيرة مع إمكانية حدوث عاصفة شمسية، خصوصاً بعدما حصل العام 1989 في الكيبك/كندا، عندما تسببت إحدى العواصف الشمسية القوية بانقطاع الكهرباء عن ستة ملايين شخص، ومن حظهم أن تداعيات العاصفة استمرت تسع ساعات فقط، أما تقرير (الناسا) فيتحدث عن كارثة قد تستمر لسنوات. فلنتخيل كل تلك المدن حول العالم كم تحتاج من الوقت لإعادة صناعة كل ما تدمر من أقمار صناعية ومحولات كهربائية ووسائل اتصال وطاقة. قد نحتاج حولى عشر سنوات لصناعة الأولويات. • على ماذا استندوا لتحديد العام الماضي لمرور عاصفة شمسة قوية؟
- استندوا على دورة شمسية تمر كل 11 عاماً، حيث ينقلب المجال المغناطيسي، وأثناء الإنقلاب يحدث إرسال كتل غازية في أنحاء الفضاء، وهذا من خلال دراسة حركة الشمس على مدى سنوات. العواصف الشمسية مستمرة طالما هناك شمس في كوننا، لكن لا تحدث بهذه القوة باتجاه الأرض إلا كل 11 سنة، ومن غير المؤكد أنها ستكون بالقوة نفسها لتصل إلى الأرض، يعني إن لم تؤثر سلباً بعد 11 سنة، علينا انتظار 11 سنة أخرى لنرى، وهكذا حسب مواجهة الشمس مع الأرض.. لكن الخطر الأكبر على الأرض والذي يزداد مع مرور الزمن، أن حقلها المغناطيسي يضعف، وهو درعها الذي يتلقى عادة هذه الكتل من الشمس، ويقوم بإرسالها إلى القطبين الشمالي والجنوبي مشكلاً الأورورا، وبالتالي يتشكل الخطر عند نفاذ هذه الجسيمات الكهربائية إلى الغلاف الجوي ومن خلال هذه الفجوة سيتكهرب غلافنا الجوي، وبالتالي تتعطل شبكات الكهرباء لدينا، تعم الفوضى، ويموت 100 مليون أميركي حسب توقعات تقرير الناسا 2009، و250 مليون أوروبي، ومليار آسيوي، وأكثر الدول التي سيُكتب لها البقاء هي الدول المتخلفة التي لا تستند إلى التكنولوجيا، أي باستطاعة شعوبها تأمين المياه والغذاء بالطرق البدائية، هم من سيستمرون. • لماذا لم تحدث كل تلك الضجة حول الأمر سابقاً إن كان مستمراً منذ مئات السنين؟
- نحن في القرن العشرين، ولم يعرف العلماء ديناميكية الشمس إلا مؤخراً، كذلك لم يكن هناك اهتمام كما يحصل الآن لأنهم ما كانوا يملكون كل تلك التكنولوجيا ولم تكن حياتهم تعتمد عليها، والأهم عندما أصبحت الكيبك فجأة بدون كهرباء في عز البرد والشتاء، حينها انتبهوا أن البنية التحتية للحضارة الحالية تقوم كلها على الكهرباء والأقمار الصناعية، فأعادوا النظر لدورة الـ 11 سنة، وأنها مستمرة وعليهم إيجاد حلول لها.
• طالما الأمر خطير، لمَ لمْ تأخذ الدول الكبرى الأمر بشكل جدي؟
- البعض سألوا في وسائل الإعلام الأميركية: لماذا لا تتم حماية تلك المحولات؟ أحد حكام الولايات قال: نحتاج لمبالغ لنحمي كل المحولات بأنظمة تأخذ الطاقة الزائدة وترسلها إلى الأرض. جسي فانتورا رجل المفارقات في الإعلام الأميركي وكان حاكم ولاية سابقاً، وقبلها في الفرق الخاصة في الجيش الأميركي، حمل نظرية المؤامرة في الدولة الأميركية، أي أنهم غير مهتمين بحماية مئات الملايين من الأميركيين وهم يقومون بإنشاء الملاجئ لأنقاذ أنفسهم. لكن ليس لدينا أي طريقة لتأكيد كلامه بل نقول أن أصواتاً تعلو في أميركا، تتهم الدولة بالاستهتار بحياة الشعب. أما المساعي الحقيقية فلم نر أياً منها على الأرض. • هل باستطاعة الولايات المتحدة الأميركية مشاهدة العاصفة خلال تشكلها على سطح الشمس وقبل وصولها إلى الأرض؟
- نعم. لأن الـ Solar dynamic observation هو واحد من أكثر الأقمار الصناعية تطوراً في العالم ويستطيع مراقبة الشمس بأكثر من موجة، منها الأشعة ما دون الحمراء، ما فوق البنفسجية وأكس راي الأشعة السينية، إذاً باستطاعتهم مراقبة الشمس بكل هذه الأطياف، كذلك هناك قمرين stereo A، و stereo Bيسمحان بتكوين صور ثلاثية الأبعاد لما يحدث على سطح الشمس بالإضافة إلى القمر القديم Soho. لكن هناك سؤال آخر: هل ستخبر الولايات المتحدة الأميركية شعبها والعالم بالأمر؟ هذا إجابته قد تدور حول سؤال آخر وهو: هل سيخبرون الناس، فيحدثون ذعراً لا مبرر له؟ وقد يكون القرار: فلنترك الناس غير مذعورين إذ في الحالتين سيحدث الأمر. • أعرف أنك صديق لمختلف الوسائل الإعلامية في لبنان والعالم العربي، وأنك مستهدف للسؤال والحوار عند كل حدث فضائي جميل أو خطير، لكنك مقلٌ جداً في الآونة الأخيرة رغم كثرة الأسئلة التي تشغل بال المواطنين، ما السبب؟
- السبب هو التعاطي باستخفاف مع أمور تمس صحة المواطن وأمنه بدل أن يسمعوا وجهة نظري بالأمر من الناحية العلمية، وهذا غير مقبول، فأمن المواطن وصحته أمران علينا التعاطي معهما بكل جدية كما يحصل في الإعلام العالمي، لا الرعب سيفيد الناس ولا إبقاؤهم جاهلين بما يحصل من حولهم سيفيدهم، لذا ابتعدت قليلاً، وإن صح التعبير أختار بعناية من ألتقيهم في الإعلام بكل وسائله. حتى أني صرتُ أنتبه أكثر لطريقة الكلام، فبعض الناس يفهمون المعلومات العلمية بطريقة خاطئة، إذ ومن خلال خبرتي اكتشفت أن العقل البشري إن لم يكن مثقفاً لتلقي هذا النوع من المعلومات، يسمع ويفهم كما يريد، وهنا أتكل على مصداقية الإعلام لإيصال الحقيقة للناس بأقل تعقيد ممكن لجعلهم يفهمون، والمصيبة هنا كم يفهم الناس بمختلف الأمور التي تدور من حولهم لمساءلة مسؤوليهم إن كان في البرلمان النيابي اللبناني أو الكونغرس الأميركي؟ لذا آمل من بعض وسائل الإعلام العربي التي تقوم على الإثارة والفضائح، التعامل مع هذا الموضوع بطريقة علمية وعدم تغييب أصحاب الإختصاص من إعلاميين لتوجيه الناس، وعدم تكبير الأمور بطريقة خاطئة وجازمة بحيث أن العلماء لم يجزموا بأنها ستحصل العام 2013، وهو ما حصل فقط في الإعلام العربي وهذا إن دلّ فعلى التخلف في مجتمعاتنا.
• طيب، حسبما أثبتت المراجع العلمية العالمية نحن حقاً بانتظار عاصفة شمسية قد تصيب بشدة البنية التحتية للكهرباء والماء والاتصالات حول العالم، ما سيوقف إمداد الناس بالطعام والماء والطبابة وربما هذه الأمور الثلاثة هي الأهم إلى جانب المواصلات، فما الحل لتدارك الأمر قبل وقوعه؟
- ستتعرض الأرض عاجلاً أم آجلاً لعاصفة شمسية قوية، إنها مسألة وقت وعناية إلهية لا أكثر، وهذا ما نستطيع معرفته حتى الآن، وإن انقطعت الكهرباء والاتصالات عن دولة مثل لبنان، فليس من وسيلة لإحضار الغذاء ولا حتى القمح، والحل البديل لتأمين الغذاء هو: زراعة القمح في البقاع اللبناني وهناك سهول واسعة لا يتم استعمالها، تكفي اللبنانيين حتى إصلاح محولاتهم وغيرها من الأمور، لكن المصيبة أن الدولة اللبنانية منذ العام 2009 إلى الآن لم تفكر بالأمر ولم تستعد له. حتى أنها لم تؤمن نفسها بوسائل اتصال لا تتأثر بالعاصفة الشمسية كدولة لا يجب أن تنقطع عن باقي دول العالم. فالهواء إن كان مكهرباً بشدة قد يستمر الوضع أسابيع أو أشهراً وبالتالي ليس من وسيلة لاستعمال الهاتف اللاسلكي، وهذا ما حصل في "كارنغتون" حيث استمر الجو مشحوناً لأسابيع. فالإنفجار يحصل وينتهي لكن الأجواء المشحونة هي التي تستمر، لذلك على الدولة أن تنشئ خط اتصالات سلكي بديل يعتمد على الطاقة الشمسية، أقله للجيش وقوى الأمن حتى تستمر بالتواصل فيما بينها كي لا تعم الفوضى، وتأمين مصادر غذاء وإلا الناس سينهبون بعضهم بعضاً، هكذا إن كان في البلد وقود وغذاء يكفيانه مدة ستة أشهر إلى سنة بالتأكيد ستمر العاصفة. سهير القرحاني
Im more than happy to discover this site. I want to to thank you for your time for this particularly fantastic read!! I definitely really liked every ...
awwal khabar
مذكّرة توقيف فرنسية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حملت مجموعة "أوميڠا" على الاحتفال أمام منزله بالمفرقعات النارية
https://stevieraexxx.rocks/city/Discreet-apartments-in-Ashdod.php
مذكّرة توقيف فرنسية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حملت مجموعة "أوميڠا" على الاحتفال أمام منزله بالمفرقعات النارية
محمد سليم سعيد بخش
"القاضي جوني قزّي.."رحلة العمر إلى الجنسية