رامز جلال مرعبٌ تحت الأرض وفوقها.. ووائل كفوري ربُّ الشهامة

(رامز تحت الأرض) هذا هو اسم برنامج النجم المصري رامز جلال لـِ رمضان المبارك هذا العام، والذي تبثه شبكة mbc. لكن مقالبه تحت الأرض وفوقها، مرعبة، خصوصاً لمن لم يحالفهم الحظ ويعلموا أن ما هم ذاهبون لملاقاته هو "مقلب" لن يخطر لهم على بال.
ولكن..

قد لا أكون أعرف كل الضيوف الذين وقعوا في فخ رامز، لكني تابعت عبر يوتيوب حلقات كل من النجوم: فيفي عبده، ناديا الجندي، شاروخ خان ومحمد فتحي. فهؤلاء الأربعة ومن بينهم أسطورة السينما المصرية ناديا الجندي، وأسطورة السينما في بوليوود شاه روخ خان، قد أخافني ما حصل لهم.

ورغم أني لم أشاهد سوى هذه الحلقات، ورغم مرور 13 منها، إلا أن حلقة النجم اللبناني وائل كفوري كانت أكثر من رائعة، وهي التي حثّتني على مشاهدة ما تركته خلفي، إذ لم يكن يهمني سوى النجوم الكبار. وبدأت بالمخرجة إيناس الدغيدي، لكني ندمت على ذلك، وتركت الحلقة بعد أن صعدت السيدة إيناس على ظهر الجيب، كذلك لم يعد لدي رغبة بمشاهدة أحد آخر. "إنو عالقليلة خليها شوي تبين مهتمة باللي وقع بالرمل ومات، أو حتى تخاف". فالنجمتين ناديا الجندي وفيفي عبده، ورغم اختلاف شخصيتيهما، خفتُ معهما، وإن كانتا لم تردعا السائق بقوة، وهذا ما فاتهما، إلى جانب النجم أحمد فتحي طبعاً. وأما نجم بوليوود، فكان ولشدة عصبيته بعد المقلب وخلاله، من المستحيل أن يكون قد عرف أنه ذاهب لبرنامج "مقالب".

"خلينا مع الكفوري"
"طيب خلينا مع وائل كفوري".. النجم اللبناني العالمي، على عظمة اسمه وشهرته، ظهرت عظمة أخلاقه وسرعة البديهة لديه، ورجولته، وشهامته اللا متناهية، "وما حدا يقللي تمثيل وما تمثيل، وعارف ومش عارف"، إذ بدا 100% أنه لم يكن يعلم ما يجري معه، ومحاولته إيقاف سائق الجيب كانت قوية، بعد أن بدا له أن ما يحصل غير منطقي.
كما بدت الفتاة بكل وضوح وهي تحاول تهدئة وائل، بعد أن بدا لها أن المقلب قد لا يصل إلى النهاية التي حضَّروا لها، إن استطاع بالفعل أن يوقف السائق بعد محاولته الحثيثة لذلك. إلا أن وائل عاد وهدأ قليلاً بعد أن أخبره الأخير أنه سيعلق في الرمال لو لم يقُد السيارة بهذه السرعة، أو في حال أوقفها.
وهنا بيت القصيد.. فلطالما أساءني أن يستمر الضيوف بالصراخ، وهو لن يفيد طبعاً، فالواقعة تبدو أنها عملية خطف من مختلف وجوهها. إذاً، كان يجب ضرب السائق أو إفقاده وعيه لإيقاف الخطف. "يعني سرعة بديهة من الكفوري".
فأنا ومن منزلي، ورغم معرفتي أن هذا البرنامج تم تصويره قبل رمضان، وأن كل شيء انتهى، لكن الحماسة كانت تدفعني كي أضرب السائق إن لم يتوقف. "والمفروض أول شي يخطر ببال اللي عم يصير معو هيك، إنو يستخدم القوة معو".
والوحيد الذي أشبع رغبتي بإيقاف السائق المتهور أو الخاطف ذاك، هو وائل كفوري.

 هذا الرجل "رِجِّال" غصب عن كل الشائعات التي تطاله، وإن لم يكن "أرجلهم" على الإطلاق. فهو الوحيد الذي حاول إيقاف السائق بشتى الوسائل، ولم يقتنع منه حتى بعد أن أخبره أنه لو توقف سيعلق في الرمال. واستمر يدفعه ويضربه.
هذا الرجل هو الوحيد الذي فضّل أن يحمي الفتاة من الغرق في الرمال بدل أن يحمي نفسه.
وهو الوحيد أيضاً الذي حاول عبثاً البحث عن السائق الذي اختفى في الرمال، والدهشة والألم وقلة الحيلة تعتلي ملامحه حينما لم يستطع مساعدته. كما استمر يبحث عن الرجل الذي كان بجانب السائق قائلاً، "وينو؟ وينو؟" باللهجة اللبنانية، إلا أن الفتاة كانت بصراخها تشتت انتباهه تماماً.

 ها هو يغرق حيناً، وينقذ الفتاة حيناً آخر، وتعود وترمي به في الرمال المتحركة حتى خارت قواه كلياً، واستجمعها من جديد بأن نادى: يا ألله. ثم "شو العمل" وبعدها قال: لا حول ولا قوة إلا بالله مرتين متتاليتين.
لقد بدا وهو يرفع الفتاة مرة بعد مرة، وكأنه سيبكي لشدة الألم والتعب وابتلاع الرمال. وهي لا تنفك تتابع صراخها الذي يصيب المُشاهد بالجنون. وقُبيل أن يرفع رامز الغطاء عن رأسه، نال فقدان الأمل والإرهاق من وائل حتى قال: شو هالمصيبة، شو بدك فيي إنت روحي. وعندما حاولت مساعدته صرخ بها قائلاً: "لك إنت روحي شو بدك فيي". وأنا أقول: "يؤبرني الله اللي خلق الشهامة".

ومن ثم ظهر رأس رامز الصغير من داخل رأس السحلية الكبير قائلاً له: "إهدا يا وحش".¬ وكان من بين الألقاب التي لقبها لوائل ومنها: ديناصور، أسد، هرقل.
يا رامز "يابني، ممكن تاخد معلوماتك صح" من معدي البرنامج! وأن توقف السخرية من لهجات أو لغات بعض الضيوف، إذ أنك يا بُني لا تنطق بكلمة صحيحة اللهجة لا في العربية ولا الأجنبية.
وتصحيحاً لمعلوماتك: فـَ وائل ابن زحلة عروس البقاع وجارة بعلبك، وتحت قدميه تقع مغارة جعيتا التي شوَّهتَ اسمها كلياً، بطريقة لفظك لها، حتى اضطررتُ لسماعها مرة ثانية والتأكد مما تقوله.

سأوقف الكلام، وأترككم مع هذا الرابط لمشاهدة الحلقة مرتين وثلاث كما فعلتُ أنا، وفي كل مرة أشفق على تعابير وائل خلال معركته مع الرمال المتحركة. "وبيعرف ولا ما بيعرف ما خصني، هلق صرت حبّو عن جد".
سهير قرحاني
shahid.mbc.net/ar/episode/238457/رامز-تحت-الأرض-الموسم-1-الحلقة-13.html