المفاجأة التي وعدنا بها الموسيقار العالمي جوني هاشم.. تحولت إلى مفاجآت بين سويسرا وبولندا، واتجهت نحو جبال الألب بروعة موسيقاه السحرية

جوني هاشم لم يفِ بوعده لأول خبر فقط، بل نفذ أكثر من ذلك بكثير!!
الهاشم يحصد تكريمات عالمية، فأين المعنيين في لبنان؟

خبر للنخبة والذواقة والمعنيين فقط:
أربعة أشهر مضت، بعد لقائنا الفني الثقافي الإجتماعي الرائع مع المؤلف الموسيقي اللبناني العالمي جوني هاشم، وكان وعَدَنا بمفاجأة على مستوى العالم، لكنه وخلال تلك الفترة، لم يفِ بوعده، إنما ضرب هذا الوعد بخمسة، فحصد من الآن حتى العام 2019 خمس مفاجآت، دفعة واحدة، ليكون أحد أهم المؤلفين الموسيقيين اللبنانيين والعرب،على صعيد أوروبا، فإليكم التفاصيل:
صاحب الأنامل الخلاقة، والفكر الإبداعي، الذي يغزو العالم بفنه، يتجه دون شك نحو عالمية من نوع آخر، لا تذكرنا إلا بمسيرة بيتهوفن وباخ وتشايكوفسكي وغيرهم من العمالقة. لقد قام الهاشم برحلة بين قرى ومناطق في سويسرا وأوكرانيا وبولندا، ظننا أنها عائلية، لكن يبدو أنها جمعت بين العمل رسمياً مع تلك الدول إلى جانب السياحة، فحصد عدداً من المفاجآت ومنها المستقبلية، يبدأ العمل عليها من الآن حتى العام 2019.

 

سويسرا والمفاجأة الأولى: وقد علم بها منذ حوالى أسبوعين، حيث اختارت المصورة السويسرية الشهيرة سيلڤيا ميتشل مقطوعته الموسيقية (المغيب) لترافق الفيديو الرسمي لـِ روزنامة العام 2018، المعتمد من قبل وزارة السياحة. ويتضمن الفيديو أفضل صور لجبال وبحيرات وطبيعة سويسرا، وقد بدأت الشاشات الصغيرة البث الترويجي لهذه الروزنامة منذ خمسة عشر يوماً، وهذه المرة الأولى التي يصل فيها لبناني إلى هذه المرحلة.
سيلڤيا بكل شهرتها شكرت جوني عبر حساباتها في مواقع التواصل، وهي التي تحوي آلاف المتابعين من المصورين المحترفين من مختلف دول العالم ومن الناس بمختلف اختصاصاتهم، وأسمته الصديق.

المفاجأة الثانية بين ألمانيا وسويسرا: اختاروا جوني هاشم رسمياً لتأليف معزوفة يتم عرضها عام 2019 على قمة جبل (سانتيس/الألب).
وفي الخبر: أن قائد الأوركسترا الألمانية (كونستانس)، سمع مقطوعة (معركة السديم) لجوني هاشم، عبر أحد المنسقين بين أوركسترات العالم، ليتم بعدها اختياره لتأليف جديد العام 2019.
ولن نخفيكم أن الأوركسترا الألمانية (كونستانس)، تقدم عدداً من الـconcerts، مرتين أو ثلاث كل عام فقط، على إحدى أجمل وأشهر قمم جبال الألب، وهي قمة (سانتيس)، لعدد قليل من نخبة المجتمعات الموسيقية والذواقة، لا يصلون إليها، إلا عبر التلفريك والطوافة، مستمتعين بالمشاهد الخلابة، من على ارتفاعات شاهقة.
وقد طلبت اللجنة من الهاشم البقاء 24 ساعة على قمة هذا الجبل، ليستوحي منه معزوفته الجديدة، وكل ذلك من نحو شهر ونصف فقط، فقضى تلك الساعات مثل الحلم، رأى فيها المغيب وروعة المكان، وكان قراره بأن يكون عنوان معزوفته (رياح سانتيس).

المفاجأة الثالثة من بولندا: بولندا التي فاجأته رسمياً بإبلاغه أن مؤلَفته (معركة السديم) ستعزفها له في 20 تشرين الأول/أوكتوبر أي الشهر المقبل، (أوركسترا لوبلن الفلهارمونية) وهي من أعرق الأوركسترات الأوروبية في منطقة لوبلن، وقد بدأ الموقع الرسمي لهم، ببث الإعلان لهذه الـconcert، ضمن برنامج لأكبر المؤلفين الموسيقيين العالمين، الذين غادرونا منذ زمن، وأول مقطوعة سيتم عزفها ضمن البرنامج، هي للهاشم. وهو أول موسيقي لبناني وعربي تعزف له هذه الأوركسترا.

برنامج الحفل وتظهر مقطوعة (معركة السديم) كأول معزوفة

المفاجأة الرابعة أيضاً لـِ بولندا: الأوركسترا الفلهارمونية (كوشالين) في منطقة كوشالين/بولندا، أيضاً اختارت مقطوعة (معركة السديم) ليتم عزفها في 8/6/2018. وسيحضر الهاشم عزف مقطوعته هناك، على أيدي موسيقيين عالميين لامعين.

أوكرانيا والمفاجأة الخامسة: تم تكريم الهاشم من حاكم ولاية جيتومر الأوكرانية، التي توازي مساحة لبنان 3 مرات، وقدم له صندوق الحضارة الأوكرانية، في لفتة منه لأهمية موسيقاه، إذ إن حاكم جيتومر يتابع أهم الموسيقيين العالميين. كما طرح حاكم جيتومر على الهاشم بأن تُعزف موسيقاه في مهرجان الموسيقى الدولي لديهم.

 

حاكم ولاية جيتومر الأوكرانية يكرم الهاشم

المفاجآت التي لا ترتقي إلا إلى المستوى العالمي، هي أحلام تتحقق بالنسبة لعاشق الموسيقى اللبناني الشاب جوني هاشم. إنه موسيقي تُعزف موسيقاه إلى جانب عمالقة لا يوجد واحد منهم على قيد الحياة.
إنه مجموعة أحلام على مستوى الوطن لبنان، والعالم العربي، والعالم، لا يعرف قيمته إلا المبدعين وأصحاب الخبرات، فهل سيعرف القيمون في لبنان يوماً قيمته؟
سألته عن سر مفتاح محبة ذواقة الموسيقى لموسيقاه من السماع الأول ودهشتهم لها وإيمانهم بها، وسر عالميته، فأجاب: قد يكون عشقي للموسيقى، وكثرة سماعي لها، واختمار الأفكار في رأسي لسنوات جعل قوة الملاحظة لدي قوية في الكتابة.
لكن ما قاله ليس حقيقة كاملة، فالحقيقة أنه يملك أكثر مما ذكره، فهناك الذكاء إلى جانب الموهبة الإلهية في اختيار الجمل الموسيقية الكلاسيكية الأخاذة.

وفي نهاية حوارنا الصغير، سألت الهاشم إن كان سيتغير بعد كل تلك الشهرة في الخارج، ليصبح مغروراً ومختالاً كما سألت كثيرين من النجوم قبله، وقبل أن يصلوا إلى ما هم عليه الآن، فقال: قد يكون لديهم مرض نفسيٌّ أو وصلوا إلى الشهرة بعد معاناة، وهو ما أودى بهؤلاء إلى التكبر وجنون العظمة، وآمل فعلياً أن لا أصل إلى تلك المرحلة.
وأنا أيضاً آمل ومن كل قلبي، أن يبقى الهاشم محبوباً كما رأيته بين الأساتذة في المعهد الوطني العالي للموسيقى، وبين تلاميذه، وبين عائلته الصغيرة والكبيرة من حوله. وأن لا يطرق جنون العظمة بابه يوماً مهما علا وعظم شأنه حول العالم. ولا أخفيكم سراً أني اشترطت عليه كما فعلت مع من سبقوه من النجوم، بأنهم سيتغيرون، وقد تغيروا فعلياً، حيث لم تكبر خسة في رأس كل واحد منهم فقط، بل انفجرت. وبانتظار أن يبقى تواضعه كما هو، نعدكم بأخبار أعظم شأناً عن هذا المبدع اللبناني الرائع.
سهير قرحاني

Comments are closed.