المؤلف الموسيقي اللبناني العالمي جوني هاشم، انتشر صدى موسيقاه حتى ملأ أوروپا وآسيا والشرق الأوسط.. تنقل العام 2019 من كييڤ وأوديسا في أوكرانيا، إلى تيميشوارا في رومانيا، وزوريخ/سويسرا، ألمانيا، النروج، روسيا، ليتوانيا، هنچاريا، وما سبق من دول أوروپية وآسيوية، فماذا عن الـ2020

العام 2019 عج بسقوط الكبار سياسياً واجتماعياً في لبنان وحول العالم، إلا أن لبنانياً عظيماً ما يزال يرتقي درجات نجاحاته في دول العالم واحدة تلو الأخرى.. إنه المؤلف الموسيقي اللبناني العالمي جوني هاشم. في العام 2018 تكلمنا عن نجاحاته، خلال عامين متتاليين. الحظ لم يسعفنا حينها ولا حالياً للقائه. لكنه وبتواضع ومحبة شديدين لموقعنا awwalkhabar.com يخصنا حصرياً مع الشكر، بأخباره التي تسعد القلب والروح معاً.
المؤلف الموسيقي جوني هاشم، والذي تتجهز أهم أوركسترات العالم قبل سنة أو سنتين تحضيراً لعزف مؤلفاته، تتقدم له الدعوات الرسمية، ليحل ضيفاً مكرماً. تُفرد له باقات الزهر وجوائز الموسيقى، وتتسابق الأمكان لاستضافته، كما تتسابق لعزف موسيقاه، أهم الفرق الفلهارمونية.
بدأ هاشم عامه بدعوة ورعاية رسمية، لـ كونسرت/concert في العاصمة كييف. تم تكريمه بعدها في مدينة جيتومر، حيث يقوم بنشاطات موسيقية متواصلة في هذه المدينة.
إنتقل بعدها إلى (أوديسا) المدينة الأوكرانية المذهلة التي تطل على البحر الأسود، حيث كان لديه جولة غير مسبوقة في مدينة واحدة، فعزف في أكثر من مكان على مدى أسبوع كامل، وكانت صوره قد ملأت الطرقات بأحجام كبيرة. إنه الحق الإعلامي الذي يستحقه، وتوفيه إياه أوكرانيا بكل مدنها، ليحظى بفرصة سماعه كل موسيقي ومواطن عادي يتذوق الموسيقى الكلاسيكية في بلادهم. لقد غصت الأمكان بالمئات أينما حل، وأينما صدحت عظيم موسيقاه، حتى أن بعض الكنائس التاريخية التي دعته للعزف فيها، لم تتسع للحاضرين، فاستمعوا له وقوفاً. وكما جرت العادة، تكلمت عنه وسائل الإعلام، ودعي للعزف مرة ثانية في الفيلهارمونيك هول/ Philharmonic Hall والأوبرا هاوس/Opera House.

الهاشم حل ضيفاً أيضاً في مدينة تيميشوارا/Timisoara في رومانيا. المدينة التي انطلقت منها الثورة التي أدت إلى انهيار النظام الشيوعي. إنها مدينة الزهور والفرح، والعاصمة المقبلة للثقافة الأوروپية في العام 2021. وهي سابقة لمؤلف وعازف لبناني وعربي أن يقدم موسيقاه في هذه المدينة، حيث لم نسمع عن ذلك من قبل. فكانت ثلاث أماكن، وكل حفل أروع من سابقه. وإحدى هذه الكونسرات، كان لحضور طلاب الجامعات حصة كبيرة فيها. تيميشوارا لم يشبع نخبتها من الاستماع لعزفه ولموسيقاه، فدعته ليحضر مرة أخرى، كما كرمته بجائزة موسيقية يضمها إلى مجموع جوائزه المتموضعة بخيلاء، رغم تواضع صاحبها.
سويسرا.. استقبلت مؤلفنا العظيم مجدداً، فعزف في زوريخ، بين الميلاد ورأس السنة، وحضر لسماعه نخبة الناس. نعم، سويسرا لم تستضفه للمرة الأولى، ولن تكون الأخيرة. بل صارت البلد المضيف الدائم له، حيث تدعوه ليعزف فيها ما بين مرة إلى ثلاث مرات كل عام، وتنتشر مؤلفاته هناك بسرعة هائلة.

وما بين عزف الهاشم منفرداً/solo وبين عزف الفرق لمؤلفاته، تتم دعوته من قبل أهم أوركسترات العالم لللاستماع لعزفها، وهذه المرة، تلقى دعوة من أوركسترا/Orchestra أوسلو في النروج، لحضور إحدى أهم حفلاتها. لا شك أن الدعوة بيتت لمؤلفنا العظيم فخاً جميلاً، وهو لقاؤه المباشر لتنسيق حضوره للعزف المنفرد، أو لتعزف موسيقاه أوركستراهم، وسنعرف التفاصيل لاحقاً.
ليتوانيا استقبلته مع بداية العام 2020 في عاصمتها فيلنيوس/Vilnius. وفي المدينة القديمة عزف مؤلفاته منفرداً على آلة الپيانو، فأسعد الحاضرين.

جدول حفلات المؤلف الموسيقي جوني هاشم للعام 2020

على مدى هذا العام، ستستضيف الدول الأوروپية مؤلفنا، والدعوات التي تلقاها سنتكلم عن بعضها ونتحفظ على البعض الآخر لتكون مجموعة من المفاجآت، إن على صعيد المؤلفات، أو على صعيد الدول الداعية له.
أول الدول التي استقبلته كما ذكرنا كانت ليتوانيا، وسيليها هنچاريا، ثم هولندا ومولدوڤا.
ومن بين الدول التي تستضيفه للمرة الأولى، هي إستونيا، حيث سيعزف في عاصمتها تالين.
وتليها مجدداً سويسرا وأوكرانيا ثم ألمانيا. سبع دولٍ، كان قد تم تأكيدها من العام الماضي وما قبله.

لقد اعتدنا على نجاحات الهاشم، كما اعتدنا على رؤية الناس مأخوذة أخذ السحر خلال الاستماع إلى عزفه المنفرد أو الاستماع إلى موسيقاه على يد موسيقيين أوركستراليين وقادتهم الذين يعتدون بأنفسهم بعد انتهاء فرقهم من العزف. رأيت هذا الأمر في لبنان، ويراه مؤلفنا أينما حل، فيسمع كلمات المديح، التي اعتدناه يتلقاها بخجل رغم مكانته، من الحاضرين والعازفين وقادة البلدان التي تستضيفه. كما لا ينفك يسمع فرحة الناس بمؤلفاته التي لها علاقة ببلده، وبقصص تاريخية معروفة.

المؤلف الموسيقي اللبناني العالمي جوني هاشم.. هذا الرجل عندما يشكرني، يستفزني، لأني في أعماقي أعرف أنني من يجب أن تكون شاكرة له، لتخصيص صفحتنا بكل تلك النشاطات الموسيقية التي تكرمه من خلالها دول العالم، ويكرمنا بها نحن كلبنانيين.
كيف لا ويبدو إسمه اللامع يرفرف إلى جانب أرزتنا على العلم اللبناني، من دولة إلى أخرى عبر العالم، دون أن ننسى أرقى الأماكن وأغربها، تلك التي لا يطؤها سوى الرؤساء والأباطرة.

قد أمازحه قولاً بأننا خسرناه في المعهد العالي الوطني للموسيقى في لبنان، لكنها وإن كانت حقيقة، إلا أنها فتحت أمامه مجال الانتشار والتفرغ للتأليف.
قد أمازحه أيضاً بالقول أنه وإن بقي أستاذاً للموسيقى في لبنان، فإن أكبر طموحه سيكون أن يستأجر مكاناً ليخصصه للعزف، أو يدفع المال للعازفين لأداء روائعه، ولن يحضرها إلى قلة من اللبنانيين، وتعج فقط بالأجانب. وقد يكمل حياته عازفاً خلف أحد الفنانين أو إحداهن.
وهو الذي لا ينفك يذكر الأوكسترا الفلهارمونية اللبنانية التي تعزف مؤلفاته ضمن برنامجها في لبنان، من عام لآخر.

لكنه خيراً فعل بتفرغه للتأليف. فهو جال الآفاق ضيفاً مكرماً دون أن يتكلف فلساً واحداً لا لعازف ولا لمكان. فكان هو ضيف المكان وحلم المضيفين بحضور أجوائه الساحرة.

مؤلفنا العظيم جوني هاشم، كل الشكر والتمنيات لك بعامٍ خلف عام من النجاحات والترقي إلى أن تصل أحلامك حاضرك، وتكون رمزاً كـ مؤلف موسيقي كلاسيكي عظيم بيننا.

سهير قرحاني