استشبهت فيكي.. وبعد معارك طاحنة بين مؤيد ومعارض حول (جمال) الأغنية، ما كان رد النجم وائل كفوري

"جديد النجم وائل كفوري"، جملة صارت محطة للقيل والقال منذ عدة سنوات. وشرارة تشعل نيران الغيظ عبر مواقع التواصل، ما بين مؤيد ومعارض للأغنية، وما بين محب للحن أو كاره للكلمات، أو مستفز لمجرد الإستفزاز.

استشبهت فيكي، وإن حصدت عدداً لا يستهان به من الـ dislike، إلا أن ما قالته لي إحدى المعجبات المولعات بالكفوري منذ طفولتها: "بعرف إني ما حبيتا، بس فيها جملة حلوة. هيدا وائل، وعم ضل إسمعها كل النهار حتى حبا وأحفظا". أفضى لي عن الكثير، إذ لم يعد من شك عندي أن محبة هذا النجم في قلوب معجبيه، لم يعد لها من حدود أو موانع مهما كانت.

أما بالنسبة لمن يدّعون صفة الإعلام في أيامنا، فحدث ولا حرج. حيث لم أسمع نقداً فنياً واحداً للأغنية، فهم إما يحملون دلواً من الدهان، وإما ينشرون جملتهم المعروفة: "صارت أغنياتو كلها مكررة". والأقبح من ذلك، أولئك البعض الذين لا يعرفون من الصحافة سوى عد مئات آلاف المشاهدات التي تنالها الأغنية عبر YouTube يوتيوب أو عبر الموقع الفني الذي نشرها.

النجم الحريص على فنه كما يقول لي دائماً الملحن ملحم أبو شديد، إنتظَر قليلاً؛ أي انتظر الموجة الغبية حتى تمر، ومن ثم ردّ على كل ما يقال، باحتفالية صغيرة، مررت مديرة مكتبه لحظات منها لمحبيه، أظهر من خلالها الكفوري أنه سعيد بنجاح الأغنية رغم العواصف الكذابة التي أحاطت بها. كما أظهر جانباً من "هضامته"، ببعضٍ من حركاته، ومنها حينما قص قالب الحلوى بإصبعه، بعد أن طلب السكين ولم يحضرها أحد.

الكفوري وما لا يختلف عليه أحد، أنه يبقى متربعاً على عرش الأغنية اللبنانية بصوته وحضوره وأدائه وأناقته. وما زاد عن تلك الصفات "هضامته" التي بدأت تظهر رويداً رويداً حتى اعتلى فيها كل مسرح لبناني وعربي وعالمي.

وائل كفوري وإن امتلكتَ الثقة بحضورك المسرحي متأخراً قليلاً، لكنك امتلكت المسرح مذ أن اعتليته عبر شاشة التلفزة لأول مرة، كما فعلتَ قبلها بين زملائك في المدرسة والكنيسة وأينما حضرت.

قد لا أكون راضية عن بعض التفاصيل في الأغنية، مثال على ذلك:
عدم توأمة الصوت مع الموسيقى في أحد الأماكن. عدم سهولة الكلمات لتتوافق مع اللحن. بروز صوت الموسيقى فوق صوت وائل في موقع كامل. صغر الأغنية، حيث يستحق النجم وائل كفوري أن يشبع منه جمهوره ومحبي صوته عند سماع أغنية له. ففي بعض الأحيان تحتاج أن ترتوي بعد عطش طويل، أي بعد أن تكون قد أنهكتك أغنيات الشاشة الصغيرة (التي أقاطعها منذ أكثر من نحو شهر)، وأغنيات سائقي التاكسي وغيرها.

لكن فكرة الأغنية جميلة، رغم صعوبة جملها. وأظن أن محاولة التغيير فيها بهدف التجديد، قد أوقع من الملحن والموزع بعض التفاصيل (كي لا أقول أخطاء) التقنية الصغيرة التي لا يفهمها إلا الملمون بالموسيقى، والتي ليست واضحة أبداً لغيرهم.

وأنْ يقدّم أحدهم عملاً لصوت بحجم صوت الكفوري، ليس هيناً. واختيار عمل جميل كقديمه صار معجزة، لذا، أرى شخصياً أن كل أغنية جديدة له، صارت تحتاج جهداً وتبصراً، حتى يعرف المولجون بالأمر نسبة نجاحها، وحقيقة كمالها.

فكل التحيات لصناع "استشبهت فيكي" وهي من كلمات الشاعر منير بو عساف، ألحان هشام بولس وتوزيع داني الحلو. وأرجو منكم تقبل نقدي بروح فنية نحتاجها في زماننا.

Lyrics: Mounir Bou Assaf
Music: Hicham Boulos
Music Arrangements: Dany Helou
Mix & Mastering: Ralph Sleiman
Executive Producer: Nancy Fakhoury
Director: Abdullah Ghanem
Production: And Beyond MENA

رابط الأغنية: https://www.youtube.com/watch?v=Atwr6xOC5qQ

سهير قرحاني

Comments are closed.